الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«جمعة» يبيح الاحتفال برأس السنة ويصف المُحرمِين بـ«المضحكين».. ويتعجب من المعترضين على الغلاء: «حالكم أفضل من غيركم» وينصحهم بـ17 كلمة ويحذر من صلاة الجُمعة بـ«الزوايا»

صدى البلد

علي جمعة:
أتعجب من شكاوى الناس رغم أنهم يعيشون في رغد
الاحتفال بميلاد المسيح ورأس السنة «إسلامي 100%»
لا يجوز أداء «الجُمعة» في المساجد المقامة أسفل العقارات
التنجيم حرام شرعا.. والسحر عقوبته القتل في الإسلام


خصص الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حلقة اليوم السبت من برنامجه «والله أعلم» للحديث عن أحكام الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، مؤكدًا أنها حلال شرعًا، منوهًا بأن شجرة الكريسماس ليست لها علاقة بالدين المسيحي، وإنما هي ثقافة، حيث لم يأمر بها سيدنا عيسى، عليه السلام.

وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستعد للعام الجديد بالتصدق وادخار الطعام لزوجاته التسع، مضيفًا فعلى المسلم أن يجهز ما سيفعله لطاعة الله في العام الجديد.

وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» أن الناس هذه الأيام نجدهم دائمي الشكوى من الأمور الحياتية رغم أنهم يعيشون في رغد من العيش فقليل منهم من يشكر الله عز وجل.

وأشار إلى أن من امتلك قوت يومه فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، مستدلا على كلامه بما روي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» أخرجه البخاري فى الأدب المفرد (1/112، رقم 300) ، والترمذي (4/574، رقم 2346)، مضيفًا فكان صلى الله عليه وسلم ما سأله أحد إلا أعطاه لذا كان ما يدخره لأهل بيته لا يكفي 30 أو 40 يومًا.

التشاؤم مخالف للشريعة:

ونبه على أن التشاؤم من العام الجديد بسبب الظروف الاقتصادية الحالية، مُخالف لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي نهانا عن ذلك وأمرنا بالتفاؤل في كل وقت حتى ولو في أسوأ الظروف.

17 كلمة للقضاء على غلاء الأسعار:

ونصح الدكتور علي جمعة، بالدعاء لمواجهة غلاء الأسعار كما علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي روي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ -التشاؤم- عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا يَكْرَهُ، فَلْيَقُلِ: «اللَّهُمَّ لا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلا أَنْتَ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلا أَنْتَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ»، مؤكدًا أن كلمات هذا الدعاء عظيمة تهتز لها طبقات السماء وتشق طريقها إلى الله عز وجل نظرًا لعظمها.

وأكد أننا نعيش أزمة حادة يشعر بها الجميع، ولكن يجب علينا أن نذكر أنفسنا بأننا أفضل حالًا بكثير من غيرنا كسوريا والعراق، لافتًأ إلى أن الدولار لم يرتفع في مصر وحدها حيث وصل الدولار أمام الريال اليمني أو الدينار العراقي أو السوري 134 ريالًا يمنيًا وذلك بسبب ضياع الأمن، أما في مصر وبسبب جيشنا العظيم الأمن مستتب والزيادة ليست بالكثيرة بالمقارنة في الدول الثلاث السابقة.

الاحتفال لا يمنع الرسول من أداء العبادة:

ولفت المفتي السابق، إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحتفل بأيام الله تعالى، كما في قوله تعالى: «وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ» مع المحافظة على كل أمور العبادة في ظل هذه الاحتفالات، لذا يجب أن نتبع طريق النبي وأحاديثه لنهتدي بها في حياتنا.

أغنية إسلامية لإحياء الأفراح

وذكر الدكتور علي جمعة أن النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- دخل على السيدة عائشة -رضي الله عنها- ومعها فتيات من الأنصار يستعددن لزفاف وطلب منهن الغناء، مشيرًا أن النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم علم السيدة عائشة أم المؤمنين أغنية من التراث العربي، تقولها بين النساء في الفرح، وهي: «أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وحياكم وَلَوْلَا الذَّهَب الْأَحْمَر مَا حلت بواديكم وَلَوْلَا الْحِنْطَة السمراء مَا سَمِنَتْ عَذَارِيكُمْ».

واستشهد بما روي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ» فِي رِوَايَةِ شَرِيكٍ فَقَالَ فَهَلْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا جَارِيَةً تَضْرِبُ بِالدُّفِّ وَتُغَنِّي قُلْتُ تَقُولُ مَاذَا قَالَ تَقُولُ أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وحياكم وَلَوْلَا الذَّهَب الْأَحْمَر مَا حلت بواديكم وَلَوْلَا الْحِنْطَة السمراء مَا سَمِنَتْ عَذَارِيكُمْ».

ونوه المفتي السابق، بأن الأغنية كانت موروثة ومن التراث، وكان التخن والبياض عند العرب قديمًا من علامات الجمال، والحبة الصفراء كانت الذهب، لافتًأ إلى أن النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان لا يجيد الشعر ولكنه كان يحب الفرح وأن يدخل الفرح في نفوس العباد وخاصة في الأفراح، ومع هذا الفرح كان هناك نظام شديد الصرامة للعبادة.

الاحتفال بميلاد المسيح

اعتبر عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الاحتفال برأس السنة الميلادية هو احتفال مولد سيدنا عيسى عليه السلام، لافتًا إلى أن المسيح رجل مسلم، منبهًا على أنه لا يكتمل إيمان أحد إذا لم يقتنع ويعترف أن سيدنا عيسى نبي الله بل لو أن أحدًا أنكر بوجود سيدنا عيسى يكفر بالله تعالى.

وتعجب المفتي السابق من القائلين بحُرمة الاحتفال برأس السنة، واصفًا إياهم بأنهم «ناس مُضحكة للغاية ولا يتبعون المنهج الإسلامي فالمنهج الإسلامي هو أن تسيره حسب كل زمن كما أن هذه الفئة تضرب القرآن بعضه بعضًا».

وتابع: أن ميلاد المسيح -عليه السلام- أنار الدنيا فأمه السيدة مريم اسمها «أم النور»، منبها على أن الإسلام لا ينكر أحدًا من الرسل، ولا ينكر الكتب السماوية الإنجيل والتوراة التي تحتوى على حكم الله، مشيرًا إلى أن حرق التوراة أو الإنجيل شر لا يجوز شرعًا، بل إن الاحتفال بسيدنا المسيح "إسلامي 100%" قرآنًا وسُنة، مضيفًا: «فليس معنى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل به تصبح حرامًا، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- علمنا المنهج الصحيح الذي نسير عليه.

سبب اختلاف توقيت الاحتفال بالمسيح:

رأى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، أن ميلاد المسيح كان في يوم 25 ديسمبر، وهو التوقيت الذي أقره البابا جريجور بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن أقباط مصر خالفوه وأقروا على التاريخ القديم يوم 7 يناير، وما بين 25 ديسمبر و7يناير 13 يومًا وهي الفترة التي اكتشف فيها جريجور الخطأ، مضيفًا أن جميع دول العالم سارت على تقويم جريجور، إلا أن أهل الشرق رفضوا تلك الطريقة وصمموا على يوم 7 يناير حتى لا يخالفوا معتقداتهم.

التنجيم حرام شرعًا:

نوه الدكتور على جمعة بأن علم النجوم ومساراتها وربطها بالأحداث كانت موجودة قديما، إلا أنها أغلقت تمامًا وحرمت منذ أن بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم.

وبيّن أن سيدنا إدريس -عليه السلام- أول إنسان خط بالقلم، ولقب في حضارتنا القديمة بـ«رمس الهرامسة»، مشيرًا إلى أنه كان يعلم بعض الشيء عن علم مسارات النجوم وعلاقاتها وفيما يحدث في الأرض إلى أن أغلقت تمامًا بسبب ظهور أحداث كونية عمت على القواعد الهندسية التي تربط بين مسارات النجوم والإنسان.

وشدد على إن التنجيم بمعرفة أحوال الناس عن طريق مسارات النجوم حرام شرعًا، لأنه كلام عن الغيب بغير علم فهو كالسحر، مشيرًا أن السحر الذي يضر الناس حرام وعقوبته القتل في الإسلام.

واستدل بما روي ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد». رواه أبو داود، وإسناده صحيح، مشددًا على أن المُنجم يضر ولا ينفع ويؤذى ويأتي بمسارات النجم بدون علم وهي أمر محرم شرعًا بنص الحديث السابق، وبقول تعالى: «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» [الإسراء:36].

الصلاة في مصلى أسفل العقارات

أفتى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بأنه لا يجوز أداء صلاة الجُمُعة في المُصلى الموجود أسفل العمارات «الزوايا»، ولكن يصح أن تصلى فيه الصلوات الخمس فقط في جماعة.

وأوضح أن هناك فرقًا بين المسجد والمصلى، موضحًا أن المسجد هو من أوقفه صاحبه لله تعالى أي: يهبه لله -عز وجل-، فلا يجوز البناء فوقه أو تحته، أو أن يحصل عليه صاحبه مرة أخرى ويقيم فيه أحد المشروعات لأنه أصبح ملكًا لله تعالى.

واستكمل: أن المصلى «الزاوية» يكون أسفل المنزل، ولا يكون وقفًا لله تعالى، فيحق لصاحبه أن يُحوله إلى جراج سيارات مثلًا إن بُنيّ بجواره مسجدٌ كبيرٌ.