- نادية عمارة:
- ضرب الزوجة لا يقع تحت بند ولاية الرجل عليها ولو بأمر الصلاة
- طاعة الزوج تنتهي صلاحيتها عند تعارضها مع بر الوالدين
- مقولة «تحرمين عليّ إلى يوم الدين» تحدد مصير الحياة الزوجية وفق 3 حالات
ناقشت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، في حلقة برنامجها «قلوب عامرة»، بعض المشكلات الزوجية، التي كثرت في الآونة الأخيرة، بسبب عدم وعي الزوجين بحقوق وواجبات كل منهما على الآخر، فحددت سقف نصيحة الرجل لزوجته، وشكل ولايته عليها، فضلًا عن صور طاعة الزوجة لزوجها، ونسبة ذلك من برها لوالديها.
حدود نصيحة الرجل لزوجته
قالت «عمارة»، إنه يجب على الزوج إسداء النصيحة لزوجته بالأمور الشرعية كالصلاة من وقت لآخر، حتى ولو كانت النصيحة بإظهار الضيق من هذه الأفعال، ولكن دون إساءة أو تعدٍ عليها لفظًا أو بالعنف، موضحة أنه في حال عدم استجابة الزوجة لنصيحة زوجها، عليه أن يصبر ولا ييأس.
وأضافت: كما أن عليه بالدعاء لها، دون إضمار ذلك في نفسه، والغضب منها، منوهة بأن الزوجة في هذه الحالة تكون عاصية لله في أمر الصلاة، بتكاسلها عن الصلاة والاستهتار بأدائها، وليست منكرة لفرضية الصلاة.
ولفتت إلى أن عليه بالصبر ومداومة النصيحة والإكراه أحيانًا ببعض التصرفات ليس بالضرب وغيره، وإنما باتخاذ كافة الوسائل للنصيحة من أفعال وتشجيع، مستدلة بما ورد أن السلف الصالح كانوا يرددون: «من أراد أن يأمر بالمعروف فليوطن نفسه على الصبر».
وتابعت: فكل إنسان مسئول عن تصرفاته أمام الله، فالإنسان هو ما يدفع نفسه ويسوقها إلى طاعة الله أو ينجرف إلى المعاصي والمخالفة الله تعالى، فقد نسب الله تعالى الفلاح للإنسان الذي أعان نفسه على الأخذ بأسباب الفلاح، مستشهدة بقوله تعالى: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا» الآيات 7-10 من سورة الشمس.
زوجتي ترفض الالتزام بالزي الشرعي
وأوضحت «الداعية الإسلامية»، أن الالتزام بالزي الشرعي هو أمر من الأوامر الشرعية، التي يجب على نساء وفتيات الأمة، فإذا أخذ الزوج زوجته على غير هذا الحال، فولايته عليها تكون فى صورة الإعلام والإخبار دون الإجبار والإكراه.
ونبهت إلى أن الالتزام بالزي الشرعي هو أمر من الأوامر الشرعية، التي تجب على نساء وفتيات الأمة، فإذا أخذ الزوج زوجته على غير هذا الحال، فولايته عليها تكون فى صورة الإعلام والإخبار بأنه حق الله تعالى.
ونصحت الزوج بالتعبير لزوجته عن عدم رضاه عن هيئتها، وعدم التزامها بالزي الرسمي، مشيرة إلى أن ذلك ينبغي أن يكون دون إجبار أو إكراه من قبل الزوج تجاه زوجته، فهي تملك حرية الإرادة وستُحاسب على هذا، فإن كان خيرًا فهو خير، وإن أساءت ستُعاقب.
تعارض طاعة الزوج مع بر الوالدين
وألمحت الدكتورة نادية، إلى أن طاعة المرأة لزوجها ينبغي ألا تتعارض مع حق من الحقوق التي اقتضاها الله سبحانه وتعالى لخلقه، مثل بر الوالدين، مشيرة إلى أنه إذا كان بر الوالدين يتعلق بضرورة حياتية لهما، لا يمكن لأحد أن يقوم بها، فلا طاعة للزوج بمنع زوجته من أداء واجبها تجاه والديها.
وأكدت أن طاعة الزوج وبر الوالدين كلاهما بر، ولكن صنوفهما مختلفة، فلا ينبغي أن يعوق بر الزوج بر الوالدين، وكذلك لا يمنع بر الوالدين المرأة من بر زوجها، منوهة بأن دائرة البر كبيرة، ففي حال كان أحد الوالدين رقيد الفراش فبره واجب، وتكون طاعة الزوج بمنع الزوجة من بر والديها، غير وارد.
واستدلت بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ، والذي يُعد جامعًا مانعًا: «لا طَاعَةَ لأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ»، منبهة إلى أنه لا يجوز للزوج منع زوجته عن القيام بحقها لوالديها في حالة حاجتهما إليها، فطاعة الزوج ينبغي ألا تتعارض مع حق من الحقوق التي اقتضاها الله سبحانه وتعالى لخلقه.
«تحرمين عليّ إلى يوم الدين»
وأشارت «عمارة» إلى أن من قال لزوجته «تحرمين عليّ إلى يوم الدين» فلا بد من الرجوع إلى نيته، حيث إن من قال لزوجته هذه المقولة لا يخلو من 3 حالات، الأولى: أن ينوي الظهار، والثانية: أن ينوي الطلاق، والثالثة: أن ينوي اليمين.
وأشارت إلى أن الظهار هو أن يشبِّه الرجل زوجته بامرأة مُحرم عليه الزواج منها كأن يقول لزوجته: أنتِ علي كأمي، وكفارته: يجب على من ظاهر من زوجته أن يكفر كفارة الظهار قبل الوطء، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز فصيام شهرين متتابعين، فإن عجز فإطعام ستين مسكينا، فإن وطئ قبل التكفير فهو آثم وعليه الكفارة، وعليه التوبة والاستغفار من قوله وفعله.
واستطردت: فإن كانت نية الزوج بهذه المقولة طلاقا فيقع الطلاق، مشددة على ضرورة أن يذهب الزوجان إلى دار الإفتاء للتحقيق في المسألة للوصول إلى معرفة نية الزوج.