متحف جامعة القاهرة.. 9 أعوام من تاريخ باحث عن زائر.. صور

108 أعوام من التراث ومنارة علم على أرض مصرية، يهرع إليها الجميع من كل حدب وصوب ليرتوي بحرمها، فإنها أول جامعة مصرية شهدها التاريخ والشرق الأوسط، إنها جامعة القاهرة التي كل ركن من أركانها تاريخ يحكى لأجيال متعاقبة، وفي إحدى بقاعها يسكن مبنى شاهق يعلمه الجميع كائن بجوار كليتي التخطيط العمراني ودار العلوم إنها المكتبة المركزية، الحاوية على كل ما رأته الجامعة في كل العصور، وبداخلها أهم كنوز الثقافة والعلم والتراث تحت مسمى "متحف الجامعة".

قصة يحكيها محمد فريد، أخصائي علاج وصيانة وترميم الآثار وأمين متحف جامعة القاهرة، في حديث خاص لـ "صدى البلد"، حول تاريخ هذا المتحف وما يحتويه من كنوز وتراث، موضحًا أن المتحف افتتح عام 2008 مع الاحتفال بالذكرى المئوية للجامعة وأشرف على إنشاءه الدكتور محمود فوزي المناوي، استاذ النساء والتوليد بقصر العيني.

ويذكر محمد فريد أن المتحف به وثائق خاصة بإنشاء الجامعة مثل عقد تأسيس الجامعة ووضع حجر الأساس للحرم الجامعي، الذي وضعه الملك فؤاد الأول عام 1928، وبعض المنقولات الهامة مثل مكتب الملك فاروق وكرسي الملك فؤاد الأول.

ويضم المتحف جزء من تراث الجامعة قرابة 25 % من مقتنيات الجامعة، حيث يحتوي على مجموعة من الأثار المصرية القديمة المستخرجة من حفائر كلية الأثار، مثل أحد الطيور المحنطة، كطائر إبيس المعروف بإله العلم والحكمة عند المصريين، والذي اتخذت جامعة القاهرة منه شعارًا لها.

إلى جانب مجموعة أخرى من المسكوكات -العملات المعدنية - من العصر اليوناني والروماني تبلغ نحو 270 قطعة، ومجموعة من الوثائق التى خلفتها الحملة الفرنسية بعد خروجها من مصر، وتتضمن خطابات مكتوبة وموقعة بخط نابليون بونابرت، وهذه مجموعة ثمينة وثرية للغاية، وتتحدث عن الحالة التي كانت عليها مصر أثناء الحملة الفرنسية، وبعض الأحكام الإدارية التي اتخذها نابليون بونابرت، والمشاكل التي حلها، ومخاطباته بين بعض المماليك وقادة الحملة الفرنسية.

وأشار محمد فريد إلى أن المتحف يوجد به مجموعة من المخطوطات المكتوبة باللغة العربية، والمخطوطات في كل ما خُط باليد، يتراوح عمرها ما بين القرن التاسع والرابع عشر الهجري فى موضوعات متنوعة، منها في الأدب، حيث يوجد مقامات الحريري ونسخة من ديوان أبي الطيب المتنبئ ونسخة من تاريخ تيمور لانك، ومنها في علم المنطق ويوجد الرسالة الشمسية، ومنها في المجال الديني ويوجد نسخة من صحيح البخاري وشرح ألفية الإمام بن مالك.

إلى جانب أن المتحف يضم بعض المخطوطات المكتوبة باللغة الحبشية القديمة وهى لغة أثيوبية قديمة تسمى بـ "اللغة الجعزية" وهذه المخطوطات عددها 13 مخطوطة، مكتوبة على ورق مصنوع من جلد الغزال، وتحتوي على أدعية دينية وترانيم وصلوات وأجزاء من مزامير داوود وسير القديسين وكانت تستخدم فى الكنائس والأديرة.

ويضيف محمد فريد أن المتحف يحتوي على مجموعة من الكتب النادرة منها نسخة من كتاب وصف مصر، وكتب يرجع تاريخها إلى 1670 مثل كتاب يتحدث عن تاريخ أفريقيا في القرن 17 .

ويوضح فريد أن المتحف يوجد به هدايا من جامعات مختلفة مثل الخزف الصيني من الصين، ونموذج لقبة الصخرة من جامعة الأردن، ونموذج لأحد السيوف الفضية المذهبة من سوريا، ونموذج لقلعة الحصن مصنوع من الفضة من دولة الإمارات، وغيرها من هدايا من أماكن مختلفة.

ويضيف فريد أن المتحف به مجموعة من الشهادات القديمة من المدارس العليا مثل شهادة من المدرسة العليا للتجارة والمحاسبة لعام 1917، وشهادة من المدرسة الطبية العليا لعام 1894، فضلًا عن سجل يتضمن درجات طلاب كلية الأداب قسم الفلسفة لعام 1934 ومنها درجات الكاتب نجيب محفوظ وشوقي ضيف.

وينهي فريد حديثه بأن المتحف به صورة للزعيم مصطفى كامل وهو أول من نادى بإنشاء جامعة للعلوم الحديثة، وكتاب يتضمن مجموعة الخطابات المتبادلة بينه وبين الصحفية الفرنسية جوليت آدم الذى دعته للتحدث عن القضية المصرية في فرنسا.