الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر الشباب.. والمثلث الذهبي


لا أنكر أنني شعرت بإعجاب شديد بالشاب الذي وقف أمام رئيس الجمهورية.. وسواء اختلفت معه أو اتفقت، إلا أننى أقدر له أنه عبر أمام الرئيس عن مشكلته، وكشف إخفاء المسئولين لواحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها سكان أسوان.

قال الشاب بالحرف: "الدولة بتحارب وبتواجه فيروس سي وبتفتتح مراكز للعلاج، وإحنا بنلقي صرف كيما كله فى المية اللي بنشربها في مصرف كيما، وتيجي لجنة تقول مد المواسير جوه الميه علشان تجميل المحافظة دا مش عشان التجميل دا عشان الريس ميشمش الريحة اللي بتنزل فى الميه وإحنا بنشربها.

أعجبتني طريقته في مواجهة المشكلة بدون سلبية ولا تشكيك.. لكن بتعبير صريح، وإعجابي به يأتي دعما لحرية الرأي والتعبير.. بطريقة مهذبة وهادئة وبشجاعة وجرأة.. أما ما أعجبني أكثر فهو رد الرئيس واستماعه للشاب بل وقراره زيارة المنطقة وتأكيده على أن الشاب في أمان وسيظل آمنا في وظيفته، ولن يتعرض لأي ظلم من أي نوع وأنه سيقوم بجولة تفقدية في مصنع "كيما"؛ للتعرف على الأوضاع هناك.. وطلبه من وزير الإسكان سرعة التوجه إلى المصنع لحل مشكلة الصرف في مياه النيل بشكل نهائي قبل انتهاء المؤتمر.

هؤلاء هم الشباب الذين كنا نعتقد أنهم سلبيون لا يواجهون ولا يهتمون ويعيشون في عالمهم الخاص، هذا الموقف يوضح أنهم حتى وهم صامتون فصمتهم موقف وليس سلبية.. فهم لا يجدون من يستمع إليهم، وحتى إذا وجدوا هذا المسئول فهو سينسى الموضوع بمجرد خروجه من المؤتمر، أما أن يجلس معهم الرئيس ويسمع ويصدر قرارا فوريا ويتوجه لزيارة المكان فهو يعيد إليهم الثقة، ويؤكد أن كل كلمة قالها الرئيس هي وعد يتم تنفيذه، وهذا هو سر نجاح مؤتمر الشباب.

وزادت فرحتي وسعادتي بعد الإعلان أن المؤتمر سيقام كل شهر في محافظة مختلفة فهو قرار ذكي، يؤكد أن الدولة تهتم بكل مكان في مصر وتسعى لمواجهة مشاكلنا عمليا.

ما شاهدته في لقاء الرئيس مع الشباب يجعلني أري مصر المستقبل التي تقوم علي الحوار والمشاركة، فمشهد رئيس الجمهورية الجالس وسط الشباب يسمع ويستمع، ويرد علي الأسئلة مشهد جديد، ووجوده في أسوان واستماعه إلى أهالي النوبة وأهالي الصعيد أحدث حالة من التفاعل والإيجابية، شعرنا بها جميعا منذ انطلاق مؤتمر الشباب من أسوان أمس وأمس الأول.

أفكار ومشروعات ومناقشات وردود فعل إيجابية، وإعلانه عن انطلاق مشروع المثلث الذهبي لتنمية الصعيد من هناك يجعلنا نشعر بالأمل، وأن هذا المشروع سيكون مختلفا عن المشروعات الأخرى لتنمية الصعيد، التي مللنا من سماع المسئولين يتحدثون عنها وعن عائدها الكبير، وكيف سيصبح الصعيد جنة الله في الأرض.. لكننا لم نر لها أثرا على أرض الواقع.

هذه المرة مشروع المثلث الذهبي سيكون مختلفا، فالمثلث الذهبى يقع ما بين طريق قنا - سفاجا بطول 160 كيلومترًا، وقفط -القصير .. بمحافظة قنا بطول 167 مترًا وبإجمالى حوالى 2.7 مليون فدان، .. رأس المثلث وقاعدته مدينتي سفاجا القصير، وكما أكدت الدراسات أن احتياطى الأسمدة الفوسفاتية حوالي 1.5 مليار طن، كما يحتوى على أجود أنواع أسمنت البناء فى العالم بجبل ضوى بالبحر الأحمر، كما يضم 9 تجمعات صناعية كبرى،
وبه أفضل الخامات فى العالم، من الفوسفات والحديد والذهب والفضة وكذلك معادن المنجنيز والكروم والتنجستين والمولبينم والنيكل والتيتانيوم والناناديوم والنحاس والرصاص والقصدير والنيوبيوم والتنتالم والفلسبار والكوراتز والرمال البيضاء.

وأيضا الأسبستوس والتلك والكبريت والبوتاسيوم والكورندم والباريت والأسترنشيوم والفلوسبار والطينة الدياتومية، ذلك بالإضافة إلى مواد البناء من الرمال والزلط والحجر والجيرى والطفلة والجبس وخامات صناعة الأسمنت، وأحجار الزينة من رخام بأنواعه وهو ما يبشر بإقامة العديد من المشروعات الصناعية والتعدينية على تلك الخامات، فهي ثروة مصر وكنزها الذي سيؤمن مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.

تنمية الصعيد بداية جديدة لحل كل مشاكلنا من مدن عشوائية وهجرة إلى العاصمة وعدم وجود فرص عمل.. أتمنى أن يكتمل المشروع ونحتفل بافتتاحه قريبا مع الشباب العاملين به لنرى مصر المستقبل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط