بالصور.. مكامير الفحم تنشر الأمراض بين سكان القليوبية..المواطنون: المكامير مهنة الموت وإصابتنا بأمراض صدرية بسبب زيادة التلوث.. والمحافظ: تشغيل المكامير مرتبط بموافقة وزارة البيئة

- مكامير الفحم ستظل النقطة السوداء في التاريخ البيئي لمحافظة القليوبية
- أحد عمال مكامير الفحم : أحصل على 50 جنيها يوميا وتوقفها خراب بيوت
- محافظ القليوبية : لن يتم تشغيل أى مكمورة فحم دون موافقة وزارة البيئةيعد مركز طوخ من أكثر المناطق تلوثا فى محافظة القليوبية بسبب انتشار مكامير الفحم والتى يعمل بها العديد من الشباب بنظام اليومية دون تأمين صحي حيث أطلق عليها الكثيرون بأنها " مهن الموت " وتعد مشكلة التلوث الصادرة عن مكامير الفحم هى أكثر المشاكل البيئية المؤرقة والصعبة التى تواجه مسؤولي المحافظة وتحتاج لقوة وشدة فى التعامل فهى تهدد صحة أكثر من 100 ألف مواطن ويستفيد منها أكثر من 60 شخصا فقط

ويرى البعض أن مكامير الفحم ستظل النقطة السوداء في التاريخ البيئي لمحافظة القليوبية خاصة بعد أن تحولت إلي بؤر تلوث خطيرة يتصاعد منها الدخان الأسود والانبعاثات التي تصيب الآلاف من أبناء المحافظة بالأمراض الصدرية وبالرغم من صدور قرارات بإزالة هذه المكامير إلا أنها مازالت تصدر الموت للأهالي حتي الآن .

فى البداية يقول محمد علام 26 سنة عامل: أعمل في إحدى المكامير بقرية العمار بطوخ منذ عام تقريبا وأحصل على أجرتى يوميا 50 جنيها وتوقفها خراب بيوت مشيرا إلى أن دوره هو تقطيع الأخشاب وحرقها للتحول إلى فحم نافيا وجود تأمين صحي على العاملين رغم كثرة الإصابة بالأمراض .

ويحكي محمد عبد المقصود قصته عن العمل في صناعة الفحم قائلا: "محدش ينكر إن الفحم مؤذي إحنا على طول تعبانين بس لو كنا لقينا شغلانة تغنينا عن السؤال كنا اشتغلنا أكل العيش مر مشيرا إلى أن التلوث والدخان الكثيف الناتج عن حرق المكامير أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية وأمراض حساسية الصدر بسبب الأدخنة السامة حيث إن الأدخنة والأتربة التي تنبعث من المكامير تؤدى إلى أمراض صدرية خطيرة مثل الربو فضلا عن بوار الأراضي الزراعية وإتلاف المحاصيل .

وأشار عباس متولى صاحب مكمورة إلى أن أكثر من 75 % من أهالي أجهور مركز طوخ والعمار بيشتغلوا فى صناعة الفحم من فترة فوق الـ80 سنة لأن فتح مكمورة لا يحتاج إلى رأس مال كبير مشيرا صناعة الفحم النباتي على الأشجار و بنشتريها من مزارع فى سيناء أو محافظة البحيرة قائلا: إحنا بنجيب الأشجار التى انتهى عمرها الافتراضى ونصنع منها الفحم لافتا الى 90% من الفحم نقوم بتصديره إلى الدول العربية ويعتبر شجر البرتقال أفضل إنتاجية فى الفحم يليه شجر المانجو ثم الجزورين الذى غالبا تستخدمه محلات الأطعمة .

فيما أشارت دعاء أحمد مدرسة إن المكامير تمثل خطرا داهما علي صحة المواطنين لأنها تتسبب في انتشار أكسيد النيتروجين الذي يتصاعد منها فضلا عن حبيبات الكربون والمركبات العضوية المتطايرة لافتة إلي أن الخطورة تزداد بسبب التمسك بالوسائل القديمة في عملية إنتاج الفحم والتي تعتمد علي تفحيم الخشب بمعزل عن الهواء ودون التحكم في الانبعاثات الصادرة عنه مع استمرار عملية التفحيم لمدة 20 يوما متواصلة.

ويوضح خالد عطية موظف أن خط 12 الذي يبدأ من قرية برشوم ومتى القناطر الخيرية يوجد عليه العديد من مكامير الفحم والتي يتم العمل بها ليلا حتي لا يتعرض أصحابها للمحاضر التي تحرر ضدهم مؤكدا أن المكامير أصبحت تمثل شبحا خطيرا يطارد الأهالي ويهدد حياتهم في ظل تجاهل المسئولين لحل المشكلة التي تتفاقم في فصل الصيف لارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة مما يزيد من الإصابة بالاختناق بسبب كثرة الأدخنة السامة

من جانبه اكد اللواء عمرو عبدالمنعم محافظ القليوبية أنه لن يتم تشغيل اى مكمورة ألا بعد موافقة لجنه وزارة البيئة على تشغيل مكامير فحم صديقة للبيئة ولا تضر بصحة المواطنين

جاء ذلك خلال لقاء محافظ القليوبية بأصحاب مكامير الفحم بحضور عبد الحكيم القاضي رئيس مدينة طوخ وذلك لبحث إمكانية تشغيل المكامير بعد الخطوات التي تم اتخاذها لتوفيق أوضاعهم وعمل مكامير صديقة للبيئة ومتوافقة مع البيئة

وشدد محافظ القليوبية على أنه لن يسمح بأي تلوث بيئى بالمحافظة او اى ضرر يمس صحة المواطن في المحافظة وأنه تلقى تقاريرا تفيد بأن معظم سكان المناطق المجاورة للمكامير يعانون من أمراض صدرية متابعا: "لم يعد مقبولا بأي شكل من الأشكال وجود تلك المكامير"

وأكد عبدالمنعم أنه سيزيل كل المكامير المخالفة التي لم توفق أوضاعها بشكل لن يتيح لها العمل مرة أخرى مطالبا مسئولى مجلس المدينة بمتابعة المكامير وإبلاغ المحافظة عن أي تجاوزات أو إشعال للمكامير المخالفة.