قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رانا القلماوى تكتب : " مراهقون و لكن .."

منذ الطفولة و أنا أعيش فى أسرة معتدلة الحال ، لكنى هنا لا أقصد الحال المادى ، لكنى أقصد الحياة الدينية ، فأهلى لم يكونوا متتشددين أو متعصبين فى تربيتى أنا و أخوتى الذكور .

مررت بالعديد من المراحل العمرية حتي وصولى إلى ما أنا عليه الآن ، لكن أمى كانت رفيقة دربى فى جميع الأوقات ،فى العسر و اليسر ، ربتنى على أننا أصدقاء و أنه لا يوجد أسرار بيننا ..فتعودت أن أقص عليها كل ما حدث بيومى و كنت دائمًا ما أجدها تصغى إلىّ بكل أهتمام .

علمتنى أمى بعض القواعد و تعاليم الدين و أعطت لى مفتاح الحياة إلا و هو التمسك بكتاب الله و مبادئ الدين ، فتربيت على مبادئ و قواعد لم يمكننى أن اتخلى عنها قط و لكن عند وصولى إلى مرحلة المراهقة و عندما بدأت أن اندمج فى مسرح الحياة، وجدت نفسى بين المطرقة و السندال .
مرحلة المراهقة ، هى المرحلة الوسطى التى يمر بها كل انسان خلال مراحل حياته ، لكنى شديدة الإيمان انها ليست مرحلة تمضى مثل بقية الحياة ، لكنها سلاح ذو حدين ، إما أن نستغله أستغلالًا صحيحًا و ننطلق إلى أداء الرسالة التى قد خقلنا من أجلها ، أو يسرقنا إلى ما يسمى " طريق اللي يروح ميرجعش " .

من الطبيعى أن يحدث لنا تغييرات فسيولوجية خلال هذه المرحلة ، بجانب التغير الجسدى ، تتغير أفكارنا و خواطرنا ، يتقلب مزاجنا ، و تنمو عقولنا و تصبح فى طريقها إلى تبنى أفكارًا جديدة ، و تختلط مشاعرنا ما بين حب و كراهية و أستقلال بالذات و الاحتياج إلى أناس حولنا ، و ينمو لدينا شعور " كل حاجة و عكسها"

عند بداية مرحلة الثانوية ، وجدت أن كل ما علمته لى أمى لم يكن مناسبًا للتقألم مع المجتمع الخارجى ، فوجدت أن كل من حولى يتعامل بأسلوب يخالف ما تربيت عليه ، من يشرب السجائر و يعصى والديه حتى لا يقال عليه " عيل توتو " أو " داا مش راجل " انطلاقًا من مبدا " إن السجائر و المخدرات تصنع الرجال " و وجدت من يعامل الجنس الآخر بطريقه غير محببة و بطريقة قد تكون تجاوزت كل الديانات و يتخذوا منهم ما يسمى " البوى فريند أو الجيرل فريند " ضاربين بالشرع و الديانات و الأخلاق عرض الحائط واهمين أنهم سوف يكونوا " روشين " و لكن من التزموا بأخلاقهم يُقال عليهم " معقدين جدًا " و ازدادت الصعوبات عند دخولى المرحلة الجامعية ؛ فوجدت نفسي تائهه ، لا أجد الطريق ، و بدأ الصراع النفسى بين العقل و القلب ، بين الخطأ و الصواب ، هل اتمسك بما تربيت عليه و تعملته أَم أغير نمط حياتى لكى أصبح مثل الأغلبية العظمى من الشباب ..كنت حائرة ، لا أدرى ماذا يجب علىّ أن أفعل ، أتمسك بدين الله و قواعد تربيتى السليمة ام اتخلى عنها ..كدت أن أجن جراء هذا الصراع النفسى .

رجعت إلى ديني و قرأت أكثر و وجدت أن الله قد شمل بعدله و رحمته كل الأزمنة و الأحوال ، وجدت أن الله علام الغيوب يدرى بما سوف يقابل عباده ، فصليت و دعيت و كررت دعائى لكى يهدينى الله إلى صراطه المستقيم و يرشدني و ينجيني من هذا الصراع النفسى الذى كان على وشك أن يقلب حياتى رأسًا على عقب .
لكنى وجدت حديث لعلى أبن ابى طالب و هو يقول "لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم". فهذا فن من فنون التربية لا يدركه الكثير من الناس فيخطئوا فى تربية أبناءهم ، أما بالتشدد أو بالأهمال .

و بمناقشة هذه القضية مع والدى ، وجدت أنه قد واجهها من قبل و عبر عنها كاتبًا لأبيات شعرية تنص على :
أود أن اصادق
أناس يعرفونى
أناس يفهونى
ليسوا كهؤلاء
صداقتهم جفاء
و وجودهم وباء
يبحثوا عن خطئية
بطريقة بلهاء .

أعلم يقينًا أن هذه القضية ليست جديدة ، و تم مناقشتها عدة مرات من قبل ، و تقابل الأجيال واحدًا تلو الأخر إلا إنها لم تجد من يتصدى لها و يضع لها الحلول الواضحة ، لكنها تدل على أن نسبة أولئك الذين يتمسكون بالمبادئ و الأخلاق ما هم إلا قطاع ضيق جدًا ، حيث يجدوا أنفسم يغرقون وسط أمواج متتالية من فاقدى الأخلاق .