أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الإرهابيين يفسرون خطأ النصوص الشرعية ويشوهون الإسلام في الخارج، ويصدرون صورة غير صحيحة على أن الإسلام دين حرب وقتل.
وقال «المفتي» خلال حوار تليفزيون، إن من النصوص التي فسرها الإرهابيون خطأ، حديث رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».
وقال الدكتور شوقي علام، إن هذا الحديث صحيحٌ، ولكن فَهْمُ البعض له على أنه يجب استخدام السيف لنشر الإسلام فهمٌ خاطئٌ، ولا يدلُّ على معرفةٍ بعلوم اللغة العربية، إذ كلمة «الناس» في «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ» لا يقصد منها الكون كله أو البشرية كلها، لأن «أل» في الناس للعهد، أي ناس معهودين ومخصوصين؛ وهم مشركو مكة الذين أخرجوا المسلمين، وحاربوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونكثوا عهودهم ولا يَرقُبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، وبالتالي فإن المقصود بقتال الناس قتال المشركين المعتدين آنذاك، حيث إن كلمة «الناس» هي من العام الذي أريد به الخاص، و«أقاتل» تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين، والفعل «أمرت» يؤكد أن القتال يكون تحت راية الحاكم والدولة ليس تحت يد تنظيم إرهابي.
وشدد مفتي الجمهورية، على أنه بسبب فهم الإرهابيين الخاطئ لحديث: ««أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ» يعنى أن كل البشرية بناء على هذا الفهم المغلوط محل القتل، وكأن الإسلام هو الحرب وهذا ليس بصحيح، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين، كما في قول المولى جل شأنه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء:107)، منبهًا على أن الرسول لم يضرب، ولم يؤذِ أحدًا قط، إلا في حالة الحرب فكان يدافع عن نفسه.
ونبه الدكتور شوقي علام، على أن الإرهابيين صدروا فهمًا خاطئًا عن الإسلام في جميع العالم، فأسهموا في إذكاء الخوف من الدين الحنيف وزيادة وتيرة الإسلاموفوبيا ضد المسلمين في الخارج.
وحذر الشباب من أن فتاوى الإرهابيين خاطئة وليست مبنية على معايير علمية شرعية بل إنها اجتزئت من سياقها الخاص التي نزلت فيه، وجعلوه عامًا ليبحوا قتل الناس.
ووجه المفتي رسالة إلى الشباب، قائلًا:: «لا يصح أن تؤخذوا أحكام الدين الإسلامي من هؤلاء الإرهابيين الذين هم خطر على الدين وتعاليمه السمحة، لأن هذا الدين علم، وهذا العلم يجب أن يأخذوه من أعلامه لا من أدعيائه».