خالد الجندي يفنّد شبهة «غدر النبي بأهل الكتاب»

فنّد الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، ادعاء البعض أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غدر بأهل الكتاب، مؤكدًا أنها شبهة مشبوهة.
وقال «الجندي» في تصريح له، إنه زعم بعض المغرضين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تنكر لأهل الكتاب، وغير معاملته لهم تبعًا لظروفه، ويستدلون على ذلك بأنه -صلى الله عليه وسلم- بدأ أمره مسالمًا إياهم، فلما رأى من نفسه القوة تنكر لهم، وانقلب إلى طاغية يطاردهم ويشردهم، ويمثلون لذلك بما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود، وهم بذلك يشككون في علاقته -صلى الله عليه وسلم- بأهل الكتاب ومدى تسامحه معهم، ويرمون من وراء ذلك إلى وصفه -صلى الله عليه وسلم- بالغدر والخيانة.
وجوه إبطال الشبهة:
وأوضح الداعية الإسلامي، أن العلاقة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل الكتاب، كانت قائمة على التسامح والعدالة والبر، وهذه العلاقة لم تتبدل في أي مرحلة من مراحل حياته صلى الله عليه وسلم، على الرغم من رفضهم له ولدينه.
وأضاف: لم يكن النزاع القائم بين النبي -صلى الله عليه وسلم- واليهود بسبب كونهم يهودًا مخالفين له في الدين، وإنما كان بسبب غدرهم وخيانتهم، وموالاة الكفار ضد المسلمين، ومحاولات قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- التي دبروها وعصمه الله منها.
الخلاصة:
وأفاد بأنه اتسمت معاملة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المخالفين له في الدين بالتسامح، والعفو، والرحمة، حتى مع المشركين فما بالنا بأهل الكتاب من اليهود والنصارى، وهم أهل كتب سماوية، ولهم صلة بالأنبياء قوية؟! ومن أكبر دلائل تسامحه -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود مفاتحته لهم في أن يدخلوا معا في معاهدة سلام يحترمونها جميعا، وأن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وقد كان من المنتظر أن تؤتي هذه المعاهدة ثمارها لولا طباع اليهود، التي جبلت على الغدر، فنقضوا هذه المعاهدة.
دلائل تسامحه:
ونوه الداعية الإسلامي، بأن من دلائل تسامحه كذلك تغاضيه -صلى الله عليه وسلم- عن استفزازات اليهود الكثيرة مثل: محاولاتهم إحراجه بالأسئلة التي لا يهدفون منها إلا محاولة تعجيزه، وتعديهم على الذات الإلهية، وإيذائه في جسده عن طريق سحره، ومحاولات اغتياله.
وتابع: أما تسامحه -صلى الله عليه وسلم- مع النصارى، فلا يستطيع أحد إنكاره، ولا يستطيع أحدٌ أن ينسى حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين لهزيمة الروم النصارى على يد الفرس المجوس، وكذلك موقفه من نصارى نجران، والعهد الذي أخذه معهم والذي أعطاهم فيه الأمان على أنفسهم ودينهم، وأموالهم، والسماح لهم بالصلاة في المسجد النبوي، وقد كان ذلك في العام التاسع من الهجرة بعد استتباب الأمر في المدينة وإقامة الدولة.
واستطرد: إن العقاب الذي صبه النبي -صلى الله عليه وسلم- على اليهود لم يكن بسبب مخالفتهم له في الدين كما يزعمون، وإنما بسبب نقضهم للعهود وغدرهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وخوضهم في أعراض المسلمين ومحاولاتهم الدءوبة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم؛ وموالاتهم الكفار ضد المسلمين، وقد كانت هذه الجرائم من اليهود جرائم جماعية اشتركوا فيها جميعا، وقد كانت الحكمة تقتضي أن يقف النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم هذا الموقف الحازم؛ لأن العفو عن بعض الناس قد يدفعهم إلى التعدي على الصالحين الأخيار ويزدادون بغيا وطغيانا.
واختتم: أما في حالات السلم فقد بادلهم سلما بسلم ومودة بمودة، وقد شهد بهذه السماحة الكثير من غير المسلمين من المنصفين، ومن ثم فليس صحيحًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تعامل مع أهل الكتاب بأسلوبين مختلفين كما يزعمون.