أستاذ بالأزهر يكشف عن 3 أنواع للصبر تجتمع في الصيام

قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن رمضان شهر الصبر وتعويد وتمرين عليه، ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر، وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: «الصوم نصف الصبر» (أخرجه الترمذي).
وأوضحت «شاهين» لـ«صدى البلد»، أن الصبر ينقسم إلى ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وتجتمع هذه الثلاثة كلها في الصوم، فإن فيه صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرًا على ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، كما قال تعالى في المجاهدين: «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ» (التوبة : 120).
وبيّنت: هكذا يتبين لنا عظم الارتباط بين الصوم والصبر وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلى منارة، وأكثر من ذكره في كتابه، وأثنى على أهله القائمين به، ووعدهم بالأجر الجزيل عنده، قال تعالى: «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ» (النحل: 127»، وقال تعالى: «وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» (الشورى: 43)
وتابعت: وقال عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ» (آل عمران:200)، وقال تعالى: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» (البقرة : 155)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً أعظم ولا أوسع من الصبر».
وأكدت أستاذ العقيدة، ان الصائم المحتسب يفيد دروسًا جمة في الصبر من جراء صيامه، فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه، فيفيد درسًا عظيمًا في الصبر، حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها، والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب، ولا يقابل الإساءة بمثلها، ولا تضطرب نفسه، فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه: افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي على أن أحفظ لساني وجوارحي، فكيف أخيس بالعهد، أو أسيء إليك كما أسأت إلي، «لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ...» (المائدة:28).
واستطردت: والصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب كحال لم يتسلحوا بالصبر، ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان، فيخرجون عن طورهم، وتثور نفوسهم، وتضطرب أعصابهم، أما الصائم المحتسب فتراه هادئ النفس، ساكن الجوارح، رضي القلب، والصائم المحتسب يطرد روح الملل، لأن صيامه لله وصبره بالله، وجزاءه على الله، والأمة الصائمة المحتسبة تتعلم لاانضباط الصبر على النظام، والتحرير من أسر العادات.