قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جابر طايع: العمل التطوعي ينبع من الحس الإيماني ولا يقتصر على تقديم الطعام


قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف أننا في أمس الحاجة لأن نفهم ديننا فهما صحيحا ، لا كما يفهمه أصحاب الفهوم السقيمة الذين يعملون ليل نهار على بث الفرقة وتمزيق المجتمع ، فقد سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) : (يا رسول الله، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ) ، هذا الجواب من النبي (صلى الله عليه وسلم) والناس حالهم أصحاب بادية ، والماء عندهم له قدره وخطره ، لذلك كان أفضل الصدقة ، فكل ما يحتاج إليه مجتمعنا يكون وقت الحاجة إليه أفضل الصدقة وأفضل العمل , فلو احتاج الناس إلى الطعام لكان الطعام أفضل الصدقة ، ولو احتاج الناس إلى الغطاء لكان الغطاء أفضل الصدقة.

جاء ذلك خلال كلمته التي القاها بملتقى الفكر الإسلامي بالحسين والذي تنظمه وزارة الأوقاف يوميا عقب صلاة التراويح.

وأضاف طايع أن العمل التطوعي دليل على الإيجابية التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، والتي تعني الشعور بالمسئولية والمشاركة الفاعلة في المجتمع بالتوجيه والإصلاح والارتقاء بالفرد والوطن ، ومن ثم يتحقق فيه قول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ، فالمُجتمع القوي هو ما يكون كالبنيان الواحد في ترابُطه وتعاونه ، كما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجســد بالسهر والحمى). فعند الشدائد تظهر معادن الرجال ، ونحن في حاجة إلى التعاون والتكافل والتكامل والعمل التطوعي أكثر من أي وقت مضى.

كما أكد طايع أن العمل التطوعي يرفع عن الناس تعب الحياة ويفرج كربهم ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ…)، مشيرا إلى أن العمل التطوعي لا يقتصـر علـى التطـوع بالمـال وحده ، وإنما يتعـدى إلى مجـالات متنوعة ، منها : السعي على الضعفاء والمحتاجين كالأرامل والمساكين واليتامى وغيرهم، يقول النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) : (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْل الصَّائِمِ النَّهَار). ومنها : المنافسة في الخيرات ، ولو تأملنا حياة الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) لوجدناها زاخرة بالبذل والعطاء وفعل الخير والتضحية في سبيل الله ، بل إنهم ضربوا أروع الأمثلة في ذلك ، فقد كانوا يسارعون ويتنافسون في هذا المجال.

وتابع: الإسهام في خدمة المجتمع بالعمل التطوعي وخاصة وقت الأزمات والشدائد والمحن له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى ، حيث وعد سبحانه وتعالى أهل الإيمان المسارعين إلى فعل الخيرات بجنة عرضها السموات والأرض ، فقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وبهذا يحقق العمل التطوعي التكافل والتكامل بين أفراد المجتمع ، ومن ثمَّ فلا ينبغي أن يتوانى الإنسان في العمل التطوعي وفي فعل الخير الذي يعود بالنفع على الناس ، بل ولا يحتقر أي صنيع من صنائع المعروف حتى ولو كان قليلا أو صغيرًا فله فيه أجر ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ).

وفي ختام كلمته أكد طايع أن العمل التطوعي ينبع من الحس الإيماني ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ، وقد رأينا في رمضان مسارعة الناس إلى فعل الخير والإنفاق في كل وجوه المعروف لسد حاجة الفقراء دون تنسيق من دولة أو مؤسسة بل عمل خيري تطوعي ، لذا كان مصر عصية على أن يشتت شملها أو أن يفرق نسيجها الوطني لما بها من ترابط وتآخي بين طوائف المجتمع.