وزير الأوقاف:
نجدد التفويض للرئيس السيسي لمواجهة قوى الإرهاب
البلاد تمر بوقت عصيب يحتاج إلى صدق مع الله والوطن والنفس
مصر أبية على الانكسار وعاصية على الانهزام والإحباط
أحلام وأوهام المخططين لتدمير الأمة العربية ستحطم على أبواب مصر
شيخ الأزهر:
سقوط الحضارات كانت بسبب الانحراف عن منهج النبوة
الادعاءات بأن «الإرهاب صناعة إسلامية» خرافة
انتهت فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذي أقامته وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء، بقاعة مؤتمرات الأزهر بالقاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ حلمي الجمل.
وشارك في الاحتفال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مصطفى مدبولي، القائم بأعمال رئيس الوزراء، والدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وعدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ولفيف من علماء الأوقاف والأزهر، وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة بهذه المناسبة إلى الأمتين الإسلامية والعربية حول مختلف القضايا التي تهم العالم الإسلامي.
وكرم الرئيس ثمانية من العلماء وشباب الأئمة والمهتمين بالشئون الدينية، منهم ستة من مصر واثنان من البحرين وفرنسا، وذلك بمنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
وأعرب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عن سعادته بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مؤكدًا أننا فى وقت عصيب يحتاج إلى صدق مع الله والوطن والنفس، مشددًا على ضرورة التمسك بأخلاق النبي محمد صلي الله عليه وسلم، موجها حديثه للرئيس السيسي، قائلًا: «يا سيادة الرئيس ستري من هذا الشعب الكريم ما تأمله فيه وستظل مصر بفضل الله أبية على الانكسار وعاصية على الانهزام والإحباط، وستحطم أحلام وأوهام المخططين لتدمير الأمة العربية على أبواب مصر".
وقال وزير الأوقاف، إنه باسم وزارة الأوقاف بمنطلق مصلحة وطنية خالصة فإننا نجدد العهد والتفويض لسيادتكم فى مواجهة قوى الإرهاب ونعهدكم أن نكون جنودًا أوفياء لهذا الوطن واثقين فى حكمتك ولن تخذلنا».
وأكد الدكتور محمد مختار، أن الوزارة استجابت لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني حيث اجتهدت فى إحداث تحول؛ تمهيدًا لإحداث استنارة جماعية بالمنطقة، مضيفًا "نحن بحاجة إلى جهود أكبر على مستوى التأليف والنشر وإعادة قراءة المحتوى التراثي، وبذل المزيد من الجهد على مستوى تأهيل العاملين بالعمل الدعوي لتمهيد انطلاقة كبرى.
وأضاف: اخترنا أفضل الأئمة على مدار عام كامل وتم إعدادهم لدراسة علوم الدين واللغة ومفاهيم الأمن القومي، واللغات الأجنبية مشددًا على أن وزارة الأوقاف ستضيف لمصر أكثر من 100 عالم مستنير خلال الفترة القادمة.
وأهدى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الرئيس عبدالفتاح السيسي هدية تذكارية من الوزارة عبارة عن نسخة مباركة من كتاب الله -عز وجل- ومعه نسخة من آخر إصداراتها فى مواجهة الفكر المتطرف كتاب "فلسفة الحرب والسلم والحكم"، وذلك على هامش فعاليات احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف.
وفي كلمته، وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التعازي لأسر الشهداء في حادث مسجد الروضة الإرهابي، مؤكدًا أن تاريخ هؤلاء الخوارج معروف في ترويع أصحاب رسول الله -صلى اله عليه وسلم-، والإغارة عليهم وتكفيرهم وقتلهم.
وقدم شيخ الأزهر، التعازي للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري الصامد، في الشهداء الأبرار، داعيًا الله أن يسكنهم فسيح جناته ويربط على قلوب ذويهم ويشفي جميع المصابين والجرحى.
واعتذر الإمام الأكبر، للرسول عليه الصلاة والسلام، قائلًا: «إن تطاول على مقامك الرفيع مجموعة من قساة القلوب والخارجين عن نهجك القويم، والذين لم تزدهم جرائمهم إلا بعد منك من دينك، فعذرًا رسول الله عن هذا التطاول والإساءة وسوء الأدب، وغدًا سيعلم المفسدون في الأرض، حين يحرمون شفاعتك يوم القيامة أي منقلب ينقلبون».
وشدد الدكتور أحمد الطيب، على أن هجوم مسجد الروضة مُصيبة زلزلت قلوب المصريين والعالم، معتبرًا ذلك الهجوم حربًا على الله ورسوله، مضيفًا أن الجماعات الإرهابية تنطلق من اعتقاد خاطئ أن يخالف معتقداتهم فهو كافر مُستباح دمه، وتاريخ هؤلاء الخوارج معروف في ترويع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ونبه الإمام الدكتور أحمد الطيب، على أن الجماعات الإرهابية تتصور أنها وصية على الناس، وأنها وكيلة الله في الأرض، وأنها من تقدر على فهم الدين، وتنطلق من اعتقاد خاطئ، يبرأ منه الله ورسوله والمؤمنون"، مبينًا أن الترويج لادعاءات أن الإرهاب صناعة إسلامية خالصة خرافة.
وأشار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى أن نبوة صاحب الذكرى العطرة -صلى الله عليه وسلم- كانت ضرورة لهداية البشر فإن تنقيب طريقها من أخطر ما تبني به الحضارات والمجتمعات.
وأبمح «الطيب» خلال كلمته باحتفالية وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء، إلى أن سقوط الحضارات كان بأسباب وعوامل ذكرها القرآن الكريم وحذر منها وهي المسماة فى القرآن بسنن الله فى الكون والإنسان وقد أثبت التاريخ ذلك، وأهم هذه الأسباب هو الانحراف عن منهج النبوة فى سياسة الناس والمجتمعات وأخذهم بمكارم الأخلاق التى هى الغاية من بعثة الأنبياء برحمة الخلق فقد قال- صلى الله عليه وسلم- «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وقال عن نفسه -صلى الله عليه وسلم- «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» وقال المولى جل شأنه فى كتابه الكريم: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».
ونوه شيخ الأزهر، بأن الانحراف عن منهج الأنبياء بإنكار الدين ومحاربته والدعوة إلى الإلحاد والكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يكون الانحراف أيضًا أشد خطرًا وأكثر فتكًا بانحراف جماعة شاذة شاء لها خيالهم المريض أن يتصوروا أنفسهم أوصياء على الناس وأنهم وكلاء الله فى الأرض وهو وحدهم القائمون على فهم الدين وتفسير أحكامه».