الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"تكية أبو الدهب" محراب طلاب الأزهر في العصر المملوكي.. و"الثقافة" تحولها إلى متحف لأديب نوبل.. فيديو وصور

صدى البلد

تخليدًا للكاتب والروائي العظيم "نجيب محفوظ"، عكفت وزارة الثقافة والآثار على بناء متحف يسرد حياة الروائي الراحل، الذي ترك بصمته الفكرية والثقافية في نفوس المصريين ليفوح من كتاباته عبق التاريخ والفكر المستنير، ما جعل العالم كله يكرمه بجائزة نوبل للأدب والثقافة.

وينتظر الجميع، المتحف الذي تستعد وزارة الآثار افتتاحه، داخل أقدم تكية أثرية بمنطقة الأزهر والحسين، وهي تكية محمد بك الكبير التي كانت دائمًا محرابًا للعلم، بعد استقبالها لطلاب الأزهر من كل حدب وصوب، كما حملت في طياتها وجدرانها عبق التراث العتيق والحديث.

  • قصة وملامح التكية
على مشارف جامع الأزهر تجد مبنى من أحجار صلدة لم تمحه عوامل الزمان ليظل رسخًا لقرون، منذ أن نشأ على يد محمد بك أبو الدهب أحد أمراء مصر في القرن السابع عشر ليكون مسكنًا لطلاب الأزهر من كافة أنحاء العالم.

فبعد أن تسير بضع خطوات على قدمك بجوار سور محاط بالبائعين وأهالى المنطقة تجد بوابة خشبية يرتسم عليها عبق التاريخ الإسلامي، وفور عبورك من البوابة تجد أحد العاملين يستقبلك بتذاكر الرسوم للتجول داخل التكية الأثرية.

  • متحف نجيب محفوظ 
أبرز ما تجده خلال جولتك في المكان أكياس رملية وأسمنتية، لتشييد المتحف المنشود للروائي العظيم نجيب محفوظ في الدور السفلي للتكية، التي تليق بقيمة الكاتب الذي عشق تلك المنطقة وأثرت على أغلب كتاباته الروائية.

  • ملاذ لطلاب الأزهر
كانت تكية محمد بك أبو الدهب ملاذًا لطلاب الأزهر من كل أنحاء العالم، ليسكنوا فيها حتى انتهاء مدة دراستهم، إذ كان الأمير أبو الدهب يوفر كل سبل الراحة لمئات الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف.

وكان الأمير يعامل طلاب الأزهر معاملة خاصة مميزة، لشدة احترامه لهم، فوفر لهم الكتب ووسائل العلم المطلوبة والأطعمة والوجبات اللازمة لمساعدته على دراستهم في هدوء علاوة على جودة المبنى المشيد الذي احتوى على المئات من الغرف التي استوعبت العديد من الطلاب آنذاك والحمامات الفاخرة وآبار للمياه للشرب والوضوء، وساحة للصلاة يلتقي فيها الطلاب لمناقشة الأمور الدينية.

  • التكية من الداخل
تحتوي التكية على بابين رئيسيين مؤديين، لثلاثة طوابق يحطها أعمدة رخامية وعدد من القبب المزخرفة وشبابيك من الزجاج الملون لإضاءة صحن الجامعة بإضاءات ملونة من خلال انعكاس أشعة الشمس عليها.

  • الروايات المعروفة
وبحسب الروايات المعرفة عن التكية فإنها كانت تستقبل جميع الطلاب من كافة أنحاء العالم، أبرزهم السوريين والأتراك والطلاب الآسيويين، ليأخذوا من التكية مسكنًا لقربها من الأزهر الشريف لدراسة العلوم الدينية فيها، حتى تخرج منها العديد من كبار علماء الدين ليصبحوا منبرًا للدين المستنير حول العالم.

  • التكية بين الماضي والحاضر
وعن الحياة المحيطة بالتكية، يقول الحاج رمضان، 75 عاما، صاحب محل فاكهة مجاور للمبنى الأثري، إن أجداده عاصروا فترة توافد الطلاب الأزهر إلى التكية، فكان ينحدر الطلاب من الريف ليسكنوا بالتكية لقربها من مسجد الأزهر لتلقى العلم اللازم ليصبحوا مشايخ وكبار علماء في الدين، لافتًا إلى أن المنطقة لم تكن بهذا الازدحام التي تشهده الآن، فيما كان أبرز وسائل النقل في هذا الوقت هي الجمال والخيول.

  • ما بعد ثورة 23 يوليو
وأوضح رمضان أنه مع الوقت تطور الأمر، وأصبح هناك محطة ترام بتلك المنطقة، وفي فترة الاحتلال الإنجليزي تظاهر الطلاب حول التكية تنديدًا بالاستعمار البريطاني، حتى اندلعت ثورة 23 يوليو فأصبحت التكية من بعدها مكانًا أثريًا يتوافد إليه السائحون من جميع أنحاء العالم، ليروا عظمة الحضارة الإسلامية بحسب وصفه.

وأكد العجوز السبعينى، أن الأمور تغيرت كثيرًا عن السابق، حيث فقدت المنطقة رونقها بعد أن امتلأت بالأسواق لتصبح منطقة شعبية محاطة بالعشوائيات، ولكن تبقى الأصالة هي السمة الرئيسية لقاطني تلك المنطقة الحافلة بالتراث الإسلامي العظيم.