قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«مولد الإمام الحسين».. عامل جذب سياحي ومصدر إشعاع ثقافي وروحي.. حكايات ألهمت الأدباء في روايات انطلقت للعالمية.. وتاريخ احتفالي يمتد من عصر «التكايا» و«الخانقاوات»


  • «مولد الإمام الحسين» عامل جذب سياحي ومصدر إشعاع ثقافي وروحي
  • حكايات ألهمت الأدباء والمؤلفين في روايات انطلقت للعالمية
  • تاريخ احتفالي يمتد من عصر «التكايا» و«الخانقاوات»

يعد المشهد الحسيني بالقاهرة مركز القيادة الروحية في مصر، لاسيما للمتصوفين وأتباع الطرق والمريدين، ونظرًا للعمق الوجداني لذلك المكان فقد أصبح قبلة لزوار القاهرة وقاطنيها، ومركزًا مهمًا وملهمًا للإشعاع الثقافي والروحاني والحس الشعبي.

ويشهد حي الحسين بالقاهرة مظاهر مختلفة في هذا التوقيت من كل عام للاحتفال بمولد الإمام الحسين رضى الله عنه، حفيد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كما يشهد توافد المريدين من كل محافظات مصر من محبي آل البيت والطرق الصوفية.

ويتمتع حي الحسين بطبيعة خاصة، كما كان مصدر إلهام ثقافيا وإبداعيا لكثير من الأدباء والمؤلفين.

يقول سامح الزهار، الباحث في الآثار والتاريخ الإسلامي، إن المشهد الحسيني بالقاهرة يعتبر مركز القيادة الروحية في مصر، لا سيما للمتصوفين وأتباع الطرق والمريدين، ونظرًا للعمق الوجداني لذلك المكان فقد أصبح قبلة لزائري القاهرة وقاطنيها، ومركزًا مهمًا وملهمًا للإشعاع الثقافي والروحاني والحس الشعبي.

وأضاف الزهار لـ"صدى البلد": "فقد ظهر هذا المكان في تاريخ المصريين بقوة وقام بدور البطولة في نسج أواصر المحبة بين العامة باختلاف طبائعهم، وتدعيم خواطر المريدين حتى يصلوا وإن اختلفت أشكالهم، أو كما يقول الحلاج: المريد هو الرامي بقصده إلى الله عز وجل، فلا يعرج حتى يصل".

وتابع: "في مولد سيدنا الحسين سنويًا تأتي الوفود من الداخل والخارج لزيارة المكان واستشعار الزمان، وقد ارتبط الاحتفال بتلك الأنواع من الموالد – وهي ظاهرة شعبية وليست دينية - باستضافة المريدين، وإطعامهم وكساء البعض وتوزيع بعض العطايا التي قد يحتاجها المريدين".

وأشار إلى أن هذا الشكل مستمد من فكرة "التكايا" التاريخية والتي تحتفظ القاهرة حتى الآن بعدد كبير منها، مثل تكية أبو الدهب بمنطقة الأزهر والتكية المولوية بالسيوفية والتكية السليمانية بالسروجية.

وأوضح الزهار أن التكايا في مفهومها الواسع هي مبانٍ تم بناؤها خصيصًا للفقراء والدراويش من الزهاد المنقطعين ولعابري السبيل وكل من له حاجة، تلك الأماكن الرحبة التي ترحب بكل إنسان لجأ إليها طالبًا الإقامة أو الطعام أو الشراب أو كل ما سبق بلا مقابل مادي، أي نستطيع أن نقول إن التكايا أصبحت تؤدي الوظيفة التي كانت تؤديها الخنقاوات، كما أنها قامت خلال العصر العثماني بدور إضافي خدمي وهو علاج المرضى، ذلك الدور الذي كانت تقوم به البيمارستانات في العصر الأيوبي والمملوكي، ومع بداية العصر العثماني أهمل أمر البيمارستانات وأضيفت مهمتها للتكايا، وكانت تلك العطايا مرتبطة بالقرب من الله والزهد وأدب القول والفعل.

ولفت إلى أنه يجب أن نشير إلى التطور الملحوظ في دور التكايا، حيث وقفت عليها الأوقاف وصرفت لها الرواتب الشهرية، ولذا سمي محل إقامة الدراويش تكية، لأن أهلها متكئون أي معتمدون في أرزاقهم على مرتباتهم في التكية، واستمر سلاطين العثمانيين وأمراء المماليك وكبار المصريين في الإنفاق على تلك المباني وسكانها.

وكشف الباحث في الآثار والتاريخ الإسلامي أن شخصيات الدراويش ظهرت بقوة في الأدب العربي، خاصة في أعمال الكاتب الراحل نجيب محفوظ، وشخصيته الشهيرة الدرويش الشيخ عبد ربه التائه في "أصداء السيرة الذاتية".

وأكد أنه ظهرت عبارات في أعمال أخرى تحمل الشق الصوفي، مثلًا ما ذكر على لسان جعفر الراوى فى رواية "قلب الليل"، وشخصية عامر وجدى فى "ميرامار"عندما قال: "لقد تجلى الله لأنبيائه ونحن أحوج منهم إلى ذات التجلى".

وقال: "كذلك النسيج الصوفي فى رواية "اللص والكلاب" و"الحرافيش"، التى تدور فى خلفية من التكية والأناشيد الغامضة، لذلك يمكننا أن نقول إن متحف نجيب محفوظ في تكية أبو الدهب هو أحد كرامات دراويشه الذي حملهم بداخله".