التراث الثقافي بين مصر وكازاخستان " ندوة بلغات الأزهر"

عقدت كلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر اليوم الأربعاء 18 أبريل ندوة ثقافية تحت عنوان "التراث الثقافي المشترك بين مصر وكازخستان"، بحضور السفير "أرمان اسياغاليف" سفير جمهورية "كازخستان" في القاهرة.
وألقى الدكتور محمد غازي، وكيل الكلية كلمة رحب فيها بسفير كازخستان والوفد المرافق له، ثم تطرق إلى الحديث عن العلاقات التاريخية بين البلدين مصر وكازخستان مؤكدًا على عمقها في التاريخ وتحديدًا منذ عصر السلطان المملوكي "الظاهر بيبرس".
كما أكد على تطور العلاقات بين البلدين في العصر الحديث مُعربًا عن أمله في استمرارها في المستقبل، ومشجعًا على تنشيط حركة الترجمة بين البلدين. ثم أعطى الكلمة للسفير الذي بدوره شكر كلية اللغات والترجمة على هذه الندوة موضحًا ما يتمتع به الأزهر الشريف من مكانة في نفوس الشعب الكازخي، ومُشيدًا بدور الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب في دعم "مؤتمر الأديان السماوية" الذي يُعقد كل ثلاث سنوات في "كازخستان"، كذلك أشاد بدور وزارة الأوقاف المصرية في دعم هذا المؤتمر، وكذلك تطرق في حديثه إلى جامعة الأزهر، وأن الكثيرُ من الأئمة الكازخ تخرجوا من جامعة الأزهر وعلى رأسهم المفتي العام.
كما اوضح السفير أن مصر بالنسبة لكازخستان دولة شقيقة ومن أوائل الدول التي اعترفت بكازخستان وأقامت علاقات معها، وأشاد بالزيارة التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بلاده والتي قام بها عام 2016، مؤكدًا أنها فتحت صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر وكازخستان تظلهما مظلتان دوليتان هما "الأمم المتحدة"، و "منظمة التعاون الإسلامي"، ومؤكدًا الذي لعبته مصر في دعم كازخستان في الترشح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن.
كما تطرق السفير الكازاخي إلى الحديث عن تاريخ بلاده مؤكدًا أن لها تاريخ قديم يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وإن كانت قد ظهرت على خارطة العالم عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، مشيرًا إلى أن "الظاهر بيبرس" يُعتبر الرمز المُشترك للعلاقات القوية بين البلدين، مؤكدًا اعتزاز الشعب الكازخي بمسجد الظاهر بيبرس وزيارته كمعلم من أهم معالم مصر الجديرة بالزيارة عند الشعب الكازخي.
وأعرب عن أمله في الموافقة على عمل تمثال للظاهر بيبرس في ميدان حي الظاهر، واختتم السفير كلمته بتهنئة الشعب المصري على تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي فترة رئاسية ثانية.من جانبه أكد الدكتور حازم سعيد منتصر رئيس قسم اللغة التركية على أن الأزهر الشريف ملك لجميع المسلمين، وأروقة الجامع الأزهر خير دليل على ذلك. كما تحدث عن عمق العلاقات بين البلدين، مؤكدًا على أن الكثير من الكازخين قد دخلوا في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي، وفقًا لبعض المصادر التركية. بعد ذلك تطرق إلى الحديث عن السلام الوطني للبلدين، وتاريخه وأوجه الشبه بينهما.
وجاءت الكلمة الأخيرة في الندوة للدكتور "أحمد طرابيك" المتخصص في الشأن الأسيوي والذي تحدث عن المشاريع التي تنوي دولة كازخستان القيام بها في المستقبل، والتي معظمها مشاريع ثقافية تعمل على نقل وتبادل الثقافات بين الدول، وعلى رأسها مشروع ترجمة 100 كتاب من اللغات الأجنبية إلى اللغة الكازخية، وتكريم 100 شخصية في مجالات علمية مختلفة، مشيرًا إلى أن المكتبة العربية ستنال نصيبًا من هذا المشروع.