- زعيم كوريا الشمالية لديه القدرة على قصف الجارة الجنوبية بـ 10000 صاروخ بالدقيقة
- ترسانة الأسلحة الكيماوية الكورية الشمالية هي الأكبر والأكثر تقدمًا بالعالم
- الولايات المتحدة قد تقرر نزع سلاح كوريا الشمالية النووي «بالقوة»
في خضم تصعيد حرب التهديدات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قبل أشهر من الآن، وفي مطلع العام الجاري بالتحديد، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون: "الزر النووي موجود دائمًا على مكتبي، وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أن هذا ليس ابتزازًا، بل الواقع".
وبدوره رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن لديه "زرًا نوويًا" أكبر على مكتبه، لينشغل العالم وقتها بمباراة قياس حجم الأزرار النووية، التي تكفي ضغطة واحدة عليها لإشعال حرب لا يستطيع أحد التكهن بمداها أو نهايتها.
لكن انفراجة مفاجئة حدثت في أبريل الماضي، حين أعلن الزعيم الكوري الشمالي وقف التجارب النووية والصاروخية، مقررًا تدمير موقع للتجارب النووية، وأعقب ذلك تقارب مفاجئ أيضًا بين واشنطن وبيونج يانج، وصل ذروته مع الإعلان عن لقاء قمة يُحتمل عقده بين زعيمي البلدين، بل إن موعد ومكان القمة حُددا بالفعل: 12 يونيو المقبل في سنغافورة.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن اليوم إلغاء القمة، مبررًا قراره بأنه نتيجة بيان أصدرته كوريا الشمالية، وأبدت فيه قدرًا من العدوانية، وقال الرئيس الأمريكي إن "العالم خسر فرصة للسلام الدائم"، وأضاف: "نظرا للغضب العارم والعدوانية في بيانكم الأخير، أشعر أنه من غير المناسب في هذا الوقت عقد أي لقاء مخطط له".
وكان موقع "فوكس" الأمريكي أجرى لقاء أمس مع أستاذ العلوم السياسية بمعهد ماساشوستس فيبين نارانج، قبل إعلان ترامب إلغاء لقاء القمة مع كيم جونج أون، حيث سرد نارانج 4 سيناريوهات يُحتمل وقوعها فيما لو تم إلغاء القمة.
وقال نارانج إن السيناريو الأول هو إلغاء القمة، إدراكًا من الطرفين أن مواقفهما من موضوع نزع الأسلحة النووية مازالت متباعدة، وهو ما كان من شأنه أن يمنح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومعاونيه مزيدًا ن الوقت لتجسير الفجوة بين الطرفين، وإذا ما توصلا إلى قدر ما من التفاهم يمكن للزعيمين أن يلتقيا لعقد اتفاق.
وأوضح نارانج أن السيناريو الثاني هو إلغاء القمة لكن دون حدوث تقدم باتجاه اتفاق بين الطرفين بشأن نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، مع بقاء العلاقات بينهما ودية وفي مستوى أفضل من فترات التوتر السابقة.
وأضاف نارانج أن السيناريو الثالث هو عودة التوتر بين الطرفين إلى مستويات ما قبل الانفراجة بينهما، وهو ما يعني أن كوريا الشمالية قد تعود إلى تجاربها الصاروخية، وقد تعود الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليها، ويعود الطرفان إلى تبادل التهديدات وتصعيد الحرب الكلامية.
وتابع نارانج أن السيناريو الرابع والأسوأ هو الحرب، فقد تقرر إدارة ترامب نزع سلاح كوريا الشمالية النووي بالقوة، متذرعة بإلغاء القمة كدليل على فشل الدبلوماسية في تسوية المسألة.
وبحسب الموقع، كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال الأربعاء الماضي أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إن "عقد اتفاق سيئ (مع كوريا الشمالية) ليس خيارًا متاحًا. إن الشعب الأمريكي لا يزال يعول علينا كي نسوي الأمر بالطريقة الصحيحة. وما لم يكن هنالك اتفاق جيد على الطاولة فسننسحب باحترام".
أما نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، فقال الاثنين الماضي إن الخلاف مع كوريا قد ينتهي بالسيناريو الذي حدث مع ليبيا، حين شنت قوى غربية قصفًا جويًا عليها في الثمانينيات لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي، وبعد أكثر من عقدين دعمت القوى الغربية انتفاضة أطاحت بزعيمها معمر القذافي.
وأظهر تعليق بنس أن شبح الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لم يبتعد رغم الانفراجة الأخيرة بينهما.
وكانت مسئولة من كوريا الشمالية، قد رفضت قبل ساعات تعليقات نائب الرئيس الأمريكي، واصفة إياها "بالحمقاء"، وقالت المسئولة إن كوريا الشمالية لن "تتوسل" من أجل الحوار، وحذرت من أي "مواجهة نووية" إذا فشلت الدبلوماسية، وقال مسئول في البيت الأبيض إن التصريحات بشأن بنس كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير"، وإن هناك فرصة للعودة إلى الحوار.
وفي تقرير سابق لنائب رئيس تحرير موقع "فوكس" يوتشي دريزن، نقل الأخير عن مؤسسة خدمة أبحاث الكونجرس تقديرها أن كيم جونج أون يمكنه قصف العاصمة الكورية الجنوبية بـ 10 آلاف صاروخ في الدقيقة، وهو ما قد يسفر عن مصرع 300 ألف مواطن كوري جنوبي في الأيام الأولى للحرب، وكل هذا دون أن تستخدم كوريا الشمالية أي أسلحة دمار شامل، سواء كانت نووية أم كيماوية أم بيولوجية.
وأضاف دريزن أن كيم جونج أون قد يقرر أيضًا استخدام ترسانته من الأسلحة الكيماوية، والتي تعد الأضخم والأكثر تقدمًا بالعالم، إذ تتراوح تقديرات ما تملكه كوريا الشمالية بين 2500 و5000 طن متري من أنواع غاز الأعصاب القاتلة مثل السارين، الذي يسبب الشلل ثم الوفاة.
وانتهى دريزن إلى أن "حربًا في شبه الجزيرة الكورية لن تكون بالسوء الذي تعتقده، وإنما ستكون أسوأ بكثير جدًا"، ويمكن أن تهلك الملايين.
يُذكر أن كوريا الشمالية أقدمت اليوم - قبل قرار ترامب إلغاء القمة - على تفجير 3 بوابات ومرافق تحت الأرض في موقع بونجيي ري للتجارب النووية بحضور صحفيين دوليين من 5 دول، هي كوريا الجنوبية والصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة باعتبارهم مراقبين لهذا الحدث الهام، وأكد معهد كوريا الديمقراطية الشعبية للأسلحة النووية الذي شارك في تفكيك موقع الاختبار، أنه بات من المستحيل استئناف التجارب النووية في الموقع، لافتا إلى أنه تم التأكد من عدم تسرب مواد مشعة جراء التفجير.