أهالى الخانكة: نفسنا نستنشق هوا نضيف.. واللى بيحصل لنا ده حرام
تقرير لجان البيئة تكشف مخالفات داخل مصنع أبو زعبل للأسمدة والمواد الكيماوية
تعرض الأراضى الزراعية للبوار وتلف الزراعات بسبب التلوث
مأساة حقيقة يعيشها أهالى قرى أبوزعبل والمناطق المجاورة لها بمركز الخانكة بمحافظة القليوبية بسبب وجود "مصنع أبوزعبل للأسمدة والمواد الكيماوية" أو ما يسمى بمصنع الموت .. الأهالى تركوا منازلهم بعد إصابتهم بالأمراض الصدرية نتيحة التلوث الزائد عن المصنع .. الأهالى أكدوا أنهم يعانون من الأزمة منذ سنوات طويلة ورغم استغاثتهم بالمسئولين ولكن دون جدوى.
وكشفت تقارير اللجان البييئة أن مصنع أبو زعبل للأسمدة الكيماوية بالخانكة يعد من أكثر المصانع خطورة على الأهالى بسبب زيادة نسبة التلوث وكثرة الأدخنة المنبعثة من داخله ما يؤثر على صحتهم وإصابتهم بكثير من الأمراض؛ فضلًا عن بوار مئات الأفدنة الزراعية بسبب تلوث المياه بترعة الإسماعيلية التى تروى العديد من الأراضى الزراعية.
كما أكدت التقارير أن المحاضر التي حررها الأهالي تشير إلى تعرض عدد كبير من الأراضى للبوار بسبب عدم صلاحيتها للزراعة بسبب تصريف المصنع مخلفاته في الترع كما تسبب التلوث في انتشار الأمراض الجلدية وأمراض حساسية الصدر بسبب الأدخنة والأتربة وأبخرة المصنع، حيث إن الأدخنة والأتربة التي تنبعث من مصنع الأسمدة تؤدى إلى أمراض صدرية خطيرة منها الربو نتيجة المواد الكيماوية التي يستخدمها المصنع.
المصنع الذى أكد الأهالى أن مالكيه من ذوى النفود ينتج المصنع الفوسفات والأسمدة وأحادى سوبر فوسفات، فوسفات ثنائى الكالسيوم، وحمض الفوسفوريك، وحمض الكبريتيك، إضافة إلى الأدخنة والانبعاثات الضارة التى تغطى سماء المنطقة بكاملها وذلك دون أى فلاتر أو إجراءات وقائية، هذا بخلاف صرف مخلفات المصنع التى تلقى فى ترعة الإسماعيلية.
وقال المهندس حمادة عبدالعزيز إن المصنع مقام منذ سنوات طويلة وكان يتبع القطاع العام وكانت خطورته وتلوثه أقل من الآن ولكن عندما تم بيعه للقطاع الخاص زادت نسبة التلوث الناتج عنه متسائلًا "من المفروض أن صاحب المال أو صاحب المصنع يخاف على المواطنين ويتبع شروط السلامة المهنية".
وأضاف أن الأهالى أصيبوا بأمراض كثيرة نتيجة الأبخرة والانبعاثات ونسبة التلوث الناتج عن المصنع؛ مضيفا أن المصنع يقوم بإلقاء مخلفاته فى مياه ترعة الإسماعيلية التى كان تعد متنفسًا للأهالى فضلًا عن موت الأسماك بسبب المخلفات.
وأكد أحمد عبدالررازق أنه يعانى من أمراض عديدة بسبب الأضرار الناتجة عن دخان المصنع والتلوث الناتج عنه؛ مشيرا إلى أنه ذهب لأكثر من طبيب بسبب إصابته بالأمراض الصدرية وقام مؤخرا بشراء فلتر لتنقية الهواء للحد من التلوث والأدخنة والأتربة الناتجة عن مصنع الأسمدة بالمنطقة؛ مضيفا أنه عرض منزله للبيع للهروب من جحيم التلوث.
وقال محمد أحمد إن كل أحلامهم هي استنشاق هواء نظيف ونقطة مياه صالحة للشرب، وحياة كريمة؛ لكن لا أحد من المسئولين يستجيب لذلك فالأشجار قد ماتت والحيوانات نفقت وأصبح دخان المصانع الأبيض المخلوط بالسواد هو عنوانهم وأصبح المرض والالتهاب الرئوي وحساسية الصدر والربو هي الأمراض، التي تسكن أجسادهم؛ وذلك لوجود مصنع أسمدة أبو زعبل بالقرب منهم.
من جانبه كشف مصدر داخل جهاز شئون البيئة بالمحافظة عدم التزام مصنع أبو زعبل للأسمدة والكيماويات بتنفيذ الإجراءات الفورية لوقف مصادر التلوث؛ مشيرا إلى أن المصنع بوضعه الحالى يعد بؤرة تلوث بالمنطقة. فقد زاد تركيز الانبعاثات من الأتربة والغازات داخل وخارج بيئة العمل علاوة على عدم مطابقة الصرف الصناعى لمعايير حماية مياه النيل والمجارى المائية من التلوث.
وأشار إلى أن جهاز شئون البيئة قام بتنفيذ عدة حملات تفتيشية على المصنع خلال السنوات الماضية ويتم تكثيفها خلال موسم السحابة السوداء للحد من انتشار الدخان والغازات السامة وتم تحرير محاضر فورية لملاك المصنع وذلك بعد رصد المخالفات به، وإخطار الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية طبقا لأحكام قانون البيئة ولائحته التنفيذية إما بغلق المصنع تماما أو بوقف عمل الوحدة المخالفة به لحين توفيق أوضاعها.