- "صدى البلد" يرصد نقاطا هامة حول مخدر الآيس أو "الشبو"
- الداخلية تحبط محاولة تهريب 10 آلاف كيلو من المخدر
- التقرير العالمي للمخدرات: زيادة إنتاج مخدرات الامفيتامينات
- الامفيتامينات تم استخدامها في الحرب العالمية ليقظة المحاربين
- سائقو الشاحنات يستخدمونه لليقظة في السفر عبر المسافات
- استشاري إدمان: 7 حالات بمصر في محافظة سوهاج
- حماد: نرجح دخول "الآيس" عن طريق العمالة المصرية في الخليج
- إدمانه أقوى من الهيروين.. ويظهر عنه خواص انسحاب
عقب نجاح الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في إجهاض مخطط تشكيل عصابي لجلب شحنة كبيرة من مخدر الآيس من إحدى الدول الأجنبية إلى داخل البلاد عبر ميناء القاهرة الجوي، رصد "صدى البلد" بعض النقاط الهامة حول نوع المخدر ومخاطره.
10 كيلو جرامات
في الأسبوع الأول من شهر يوليو للعام الحالي، وردت معلومات للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية المصرية، أكدتها التحريات باعتزام عناصر تشكيل عصابي لجلب كميات من مخدر الآيس "الشبو" من إحدى الدول الأجنبية، وترويجه على عملائهم داخل البلاد، وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع الجهات المعنية والسلطات الجمركية تم ضبط 3 متهمين حال عودتهم على إحدى الرحلات الجوية من ذات الدولة عبر ميناء القاهرة الجوى، وبتفتيشهم تم ضبط كمية لمخدر الآيس "شابو" وزنت 10 كيلو جرامات مخفاة داخل أكياس أطعمة و9 هواتف محمولة ومبالغ مالية عملات أجنبية ومحلية.
التقرير العالمي
أكد التقرير العالمي للمخدرات عن عام 2018 وجود زيادة واضحة في إنتاج واستهلاك المواد المخدرة التي تندرج تحت المواد الامفيتامنية "Amphetamine"، وهي أحد أنواع المنشطات النفسية، والتي كشف التقرير نتائج استعمالها بإثارة مراكز الجهاز العصبي المركزي، وعلى الرغم من استخدامها لعلاج الكثير من الأمراض، إلا أن ظهور الخصائص الإدمانية لها دفع إلى تخفيض استخدامها طبيا، ووضعها على قوائم الأدوية المراقبة والمحظور استخدامها.
أشكال الامفيتامينات
وكشفت التقارير الدولية، أن هذه المواد تباع تجاريا علي شكل أقراص وكبسولات، ومسحوق أو حبيبات، ويتم تناولها عن طريق الفم بالبلع، أو الوضع تحت اللسان، أو من خلال الشم والحلق أو بتدخينها، كما تبين أنه غالبا ما يلجأ تجار تلك المواد إلى خلط البودرة مع مواد أخرى تشبهها في الخواص الكيميائية لجعلها أكثر فعالية.
تاريخ ظهور المواد
عام 1880، العام الذي كشفت عنه التقارير والذي شهد ظهور عقار الامفيتامينات بدولة ألمانيا، وأعتبر حينها بأنه دواء آمن ذو قيمة طبية، وثبت أن استعماله المتعدد يعرض متعاطيه للشعور بالنشوة وفقد النعاس، والحصول على طاقة كبيرة لبضع ساعات، وفي عام 1930 عرف بأنه أحد علاجات أمراض الاحتقان والزكام، حتي عام 1937 حين أنتج العقار كأقراص لعلاج النوم.
الحرب العالمية الثانية
وفي الحرب العالمية الثانية، تداول العقار بين المحاربون للتغلب على الإجهاد، وكونه أحد المنشطات الذي يضيف اليقظة والتركيز، كذلك الثورة الصناعية، كونه من المواد المنشطة التي أيضا تضيف قوة للنشاط العضلي، حتى عام 1960 حين شاع استعماله بين سائقي الشاحنات كي يتمتعوا باليقظة طوال القيادة عبر المسافات الطويلة.
صعيد مصر
وقال الدكتور عبد الرحمن حماد، استشاري طب الإدمان ورئيس وحدة طب الإدمان بمستشفي العباسية السابق، إن حالات إدمان مخدر الآيس أو "الشبو" ظهرت في العام الماضي 2017، بمحافظة سوهاج، حيث سجلت المحافظة 7 حالات من مدن جرجا وبرديس وتم القبض على أحد الأشخاص حينها الذي اعترف بقيامه بترويج المخدر.
العمالة المصرية
وأضاف حماد أن طبيعة محافظات الصعيد وبالتحديد سوهاج ومدن جرجا وبرديس، تشير إلى تمتعها بوجود العديد من شبابها كعمالة في دول الخليج، وهو ما يربط بين ظهور المخدر في جنوب مصر وتهريبه من دول الخليج العربي، متوقعا زيادة في ظهور المخدر، واستهداف السوق المصرية لترويجه نظرا لرخص ثمنه وتوفره وتزايد إنتاجه بصورة مكثفة بالخارج.
مخدر الميث
يتطرق حماد إلى كينونة مخدر الآيس قائلا: "الآيس أو المث أو الشبو أو الكريستال، السبيد.. كلها مسميات لمخدر واحد وهو "الميث امفيتامين"، والذي يندرج تحت مجموعة متزايدة جدا في الانتشار يطلق عليها ATS اختصارا لـ"Amphatmine Tybe Stimulant"، وأهم أنواعها الامفيتامين والميث امفيتامين والاكستاسي".
صناعة الآيس
ويضيف استشار الإدمان، أن صناعة المخدر تبدأ من مادة الأفيدرين والـ"Pseudoephedrin"، والتي تستخدم في صناعة أدوية البرد، كما أن أنواع مواد "Amphatmine Tybe Stimulant"، و"New Psyiactive Substance"، تندرج تحت مسمى المخدرات المصنعة أو "Synthetic Drugs".
المخدرات المصنعة
بدأت قصة هذه المخدرات خلال عام 2009، هكذا أشار حماد لظهور المخدرات المصنعة، لافتا إلى أن عدد المواد المندرجة تحتها وصل حتى عام 2017 إلى 739 مادة، بمعدل ظهور مادة واحدة أسبوعيا، وهو معدل مخيف.
شرق آسيا
وكشف حماد عن أماكن صناعة وانتشار مخدر الميث أو الآيس، والتي ظهرت بصورة مكثفة في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول شرق آسيا والمكسيك، وخلال الفترة الأخيرة تشهد تلك الدول ارتفاعا في صناعة المخدر وانتشاره.
علاج الـ ADHD
ويشير حماد إلى ماهية الامفيتامين، حيث يستخدم طبيا في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والذي يعرف بمرض الـ"ADHD"، وهو حالة مرضية سلوكية يتم تشخيصها لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من فرط الحركة الزائد عن الحد الطبيعي.
تعاطي الآيس
طرق تعاطي الآيس متعددة، وتم رصد طرق منها عن طريق الاستنشاق، أو الحقن عن طريق إذابة المادة في الماء، أو إذابتها في الكحول، وكون تأثير مادة الآيس يعد من أنواع التأثيرات الـ"Hight" يظهر سريعا ويختفي سريعا يحتاج المتعاطي لأخذها بشكل "Bring and crush"، أو في شكل آخر "RUN"، ويظل المتعاطي بدون مأكل أو مشرب لمدة ايام وبالمقابل يتعاطى المخدر بمعدل ساعات محددة.
تأثير الميث
يؤكد حماد تأثير مخدر الآيس على المخ كونه يقوم برفع معدل الدوبامين المتعلق بحركة الجسم والدفاعية ومركز المكافأة في جسم الإنسان، والذي تؤدي زيادته إلى شعور المتعاطي برغبة في تكرار التجربة ومن ثم التعود عليه وإدمانه.
الشهية والحرارة
وعلى المدى القصير، يشير استشاري الإدمان إلى تأثير مخدر الآيس على جسم الإنسان كونه يرفع اليقظة والانتباه، بالإضافة إلى خفض الشهية ورفع معدل التنفس ومعدلات النبض، كذلك رفع درجة حرارة الجسم وضغط الدم، كذلك تأثيره في فقد الوزن، وتحلل الأسنان وتآكلها، والهرش الشديد الذي قد يصل إلى حد القرح، والقلق والمشكلات المتعلقة بالنوم، وارتفاع نسبة العنف في السلوك.
الفيروسات الكبدية
والتأثير على المدي الطويل، عن طريق الحقن يرفع من نسب الإصابة بفيروس الـ HIV والفيروسات الكبدية الوبائية B وC، كذلك التأثير على ما يسمى "Judgment" الحكم على الأمور ومراكز اتخاذ القرار، حيث يقود متعاطيه إلى تنفيذ الـ Risky behaviors أو القرارات الخطيرة مثل الجنس غير الآمن "Unprotected sex"، واستمرار تعاطيه يؤدي إلى الشلل الرعاش، ويؤثر على التعلم اللفظي وتناسق الحركة.
شديد الإدمانية
ويعتبر هذا المخدر شديد الإدمانية مثل مواد الهيروين والكوكايين، ويظهر منه أعراض انسحاب حين التوقف عن تعاطيه منها القلق والإرهاق والاكتئاب الشديد والأعراض الذهنية والرغبة الهرية الشديدة، وأفضل أنواع علاجه هو العلاج السلوكي والعلاج بـ "Motivational Incentives".