قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خبيرة تربوية: مجانية التعليم غير مسئولة عن تدهوره في الوقت الحالي

الدكتورة بثينة عبد الرؤوف
الدكتورة بثينة عبد الرؤوف

أكدت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف خبيرة البحوث والدراسات التربوية، أن البعض يتعامل مع قضية مجانية التعليم على أنها إحدى مساوئ ثورة يوليو، مشيرةً إلى أنه كلما تشتد أزمة التعليم يكثر توجيه الاتهامات إلى مجانية التعليم.

وقالت عبد الرؤوف في تصريح خاص لـ"صدى البلد" : لن أدافع عن الثورة ولكن يجب الإشارة إلى أن جميع القوانين مرتبطة بحق الفرد فى التعليم ومجانية التعليم، فبعد ثورة 1919م انتصر دستور عام 1923م لقضية مجانية التعليم، ولكن تلك المجانية اقتصرت على التعليم الإلزامى ، وفى عام 1944 صدر قانون مجانية التعليم الابتدائي فى المدارس الحكومية بالمدن بجانب التعليم الإلزامى الذى ظل فى القرى إلى جانب التعليم الحديث الرسمى مجانيا.

وأوضحت أنه مع تولى عميد الأدب العربى طه حسين مهام وزارة التعليم فى 12 يناير 1950، أصدر قرارًا في عام 1951، بمجانية التعليم الثانوى، اتساقًا مع فكرة أن التعليم متاحًا ومشاعًا كالماء والهواء ، مشيرةً إلى أنه فى 1948م أقرت الجمعیة العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وكان على رأسها : الحق في التعلیم.

وأضافت أنه قد أولى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الحق في التعلیم اهتمامًا واضحًا في مواده ، حيث أشار في المادة السادسة والعشرین إلى أنه " لكل شخص الحق في التعلیم، ویجب أن یوفر التعلیم مجانا على الأقل في مرحلته الابتدائية والأساسية ویكون التعلیم الأساسي إلزاميا"، وهنا يجب أن نتساءل: "إذًا ما علاقة ثورة يوليو بمجانية التعليم؟".

وتابعت: لقد قامت الثورة بتطبيق القرارات التى تم اتخاذها من قبل الحكومة المصرية والمنظمات الدولية ، مؤكدةً أن مجانية التعليم قبل الجامعى حق من حقوق المواطن على مستوى العالم وهو حق غير قابل للجدال، وأن حكومة الثورة توسعت فى التعليم بناءً على توجهات الأمم المتحدة من اجل نهضة الأمة.

وأشارت إلى أنه قد قامت الثورة تماشيًا مع احتياجات الدولة الصاعدة بتطبيق المجانية على التعليم الجامعى، وكان هذا من أهم انجازات الثورة، مضيفة : "أتعجب كثيرا من تلك الأصوات التى تنادى بإلغاء مجانية التعليم لأنها من العهد البائد "كرها فى الثورة"، مؤكدةً أن هذا إن دل على شيء إنما يدل على جهل هؤلاء الناس بالتعليم وأهميته بالنسبة للدولة.

وأوضحت أن التعليم كان غير متوفر لكافة طبقات الشعب المصري إبان عهد الحُكم الاستعماري للإنجليز، ولقد تم استخدامه كأداة لإفراز طبقة جديدة متعلمة تحصل على مكانة في وظائف الدولة، وبالتالي كان شعار مصر قبل ثورة يوليو أنه ليس من الممكن تعميم التعليم وتوفيره لعامة الشعب الأمي.

واسترسلت: "لقد جاءت ثورة يوليو لتحقق أحلام عامة الشعب وتطبق ما كانت تسعى إليه الأحزاب الوطنية والوطنيين المهمومين بقضايا الأمة"، لافتةً إلى أن مجانية التعليم غير مسئولة عن تدهور النظام التعليمى فى مصر وغير مسئولة عن سوء الإدارة وفشل خطط التعليم المرتبطة بالبنك الدولى منذ السبعينيات، ولكن مجانية التعليم قبل الجامعي والجامعي هي التي أنصفت أبناء الطبقة الوسطى والفقيرة، الذين أصبحوا الآن من يتصدرون المشهد بالمطالبة بإلغاء المجانية لكل آسف.