هالة منصور: الأفلام والمسلسلات مصدر لارتكاب الجرائم .. صور

قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، عضو نقابة الاجتماعيين، إنه أصبح لدينا أنماط غريبة من الجريمة لم يكن الشارع المصري معتادا عليها، مؤكدة أن الجريمة الأسرية كانت بعيدة جدا عن شرائح الأسرة المصرية، ولم تكن من الظواهر التي نلحظها فكانت "تقع جريمة كل عشر سنوات".
وأوضحت منصور، خلال الندوة التي نظمها صدى البلد، تحت عنوان " قراءة تحليلية لجرائم الأسرة التي شهدها المجتمع مؤخرًا ، الدوافع والحلول"، إن هناك أسبابا متعددة أدت لارتفاع معدل الجريمة والعنف مؤخرا، بعيدة عن موجة الظروف الاقتصادية التي دائما ما يلقي الجميع باللوم عليها، قائلة: "كنا في الماضي أفقر من الآن بكثير وكانت توجد طبقات أكثر فقرا من الموجودين حاليا".
وأكدت منصور، إن أهم سبب ضعف الحياة الاجتماعية؛ فالتواصل الاجتماعي علي كل مستويات المجتمع بإختلاف طبقاته لم يعد موجودا "كل شخص أصبح في حاله وبعيدا عن الآخر"، كما أن الألفة الاجتماعية قلت، وكذلك تبادل الخبرات والآراء، ومواجهة المشكلات، بالإضافة إلي أن كل أسرة أصبحت منشغلة بمشكلاتها الخاصة.
وأشارت منصور، إلي أن ضعف الحياة الاجتماعية أدي لفقدان العقوبات الاجتماعية وهى أساسية وضرورية لبناء أي مجتمع ومنها "النبذ - الاحتقار - الرفض - عدم التعامل - عدم القبول" كل هذه العقوبات كان يمارسها المجتمع علي أفراده داخل نطاقه وكانت تمثل رادعا كبيرا لأي شخص يقدم على ارتكاب أي جريمة من أي نوع.
ولفتت إلي أن هناك سببا هاما آخر وهو تدريس الجريمة؛ فنحن ندرس الجريمة من حيث لا ندري من خلال "الأفلام - المسلسلات الدراما _ الموضوعات التي تطرح على السوشيال ميديا"، آليات كثيرة جدا نعلم بها المواطنين كيف يكونون مجرمين ونستمر في عرض المادة لمدة 50 دقيقة وبعد ذلك تكون الحلول فى دقائق.
وأضافت منصور، هناك أيضا فقدان الثقة في تطبيق العقاب، وطول مدة التقاضي، بالإضافة للمشاكل النفسية التي بدأ الشارع يعاني منها بدراجة كبيرة؛ فاصبحنا "تعبانين نفسيا وليس مرهقين نفسيا" نظرا لكثرة الضغوط ومنه سيولة الحركة بين الطبقات وبات الطموح فى المجتمع مفترس لأفراده، فلم يعد أحد يعرف سقف طبقته أو جماعته وبالتالي يعرف سقف طموحه.
وتابعت منصور، لم يعد الطموح مرتبطا بجهد أو مركز اجتماعي أو مالي فبات يفترس اشخاصه ويعرضهم لأزمات نفسية شديدة جدا وبناء عليه فيبررون العنف والجريمة، بالإضافة إلي أن كل شخص من الأشخاص الذين يقتلون أبناءهم أو العكس يري أن الاخر سبب قهره وضغوطه، ناهيك عن زيادة معدلات الشك في السلوكيات نظرا لضعف القيم الاخلاقية.