هدوء غزة يشعل إسرائيل.. استقالة وزيرين وتهديد ثالث بالانسحاب يهدد بانهيار الائتلاف الحاكم.. الاحتجاجات وقضايا الفساد تحاصر نتنياهو.. والانتخابات المبكرة تقترب أكثر

رئيس حزب البيت اليهودي يهدد بالاستقالة إذا لم يتول حقيبة الدفاع
وزيرة الهجرة الإسرائيلية تلحق بليبرمان خارج الحكومة
نتنياهو بحاجة إلى فوز ضخم في انتخابات مبكرة ليتجنب اتهامات بالفساد
مظاهرات في مناطق إسرائيل الجنوبية احتجاجا على التهدئة مع غزة
أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم محاصرًا بخطر الانهيار، بعد استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان وانسحاب تكتل حزبه "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي.
وذكرت وكالة "بلومبرج" أن استقالة ليبرمان تترك ائتلاف نتنياهو مسيطرًا على أغلبية هشة للغاية وضيقة من مقاعد الكنيست، حيث يشغل نواب أحزاب الائتلاف 61 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا.
وجاءت استقالة ليبرمان بعد رفض الحكومة الإسرائيلية دعوته لتوجيه ضربة شاملة ضد حركة حماس في قطاع غزة، حيث توصلت الحكومة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية بالقطاع مساء أمس الثلاثاء، بعد اشتباكات متواصلة منذ يوم الأحد في أعقاب عملية إسرائيلية فاشلة لاختطاف قيادي بحماس، لكنها انتهت بمقتله.
ووصف ليبرمان موافقة الحكومة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار والتفاوض حول هدنة طويلة الأمد بأنه "استسلام للإرهاب" على حد تعبيره، ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة، كما وجه انتقادات حادة لسماح الحكومة الإسرائيلية بإدخال 15 مليون دولار من الأموال القطرية إلى غزة.
وأفادت وكالة "سبوتنيك" بأن وزيرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية وعضو حزب "إسرائيل بيتنا" صوفا لاندفر قدمت استقالتها اليوم، بعد استقالة وزير الدفاع ورئيس الحزب أفيجدور ليبرمان.
ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم الحزب ليودميلا لاجوش أن نواب الحزب بالكنيست يؤيدون استقالة ليبرمان وانتقاله إلى صفوف المعارضة ضد الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومن جانبه، دعا وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى اجتماع مع أعضاء حزبه (البيت اليهودي) بالكنيست، عقب الاستقالة المفاجئة لليبرمان.
وطالب حزب البيت اليهودي نتنياهو بتكليف بينيت بتولي حقيبة الدفاع خلفًا لليبرمان، مهددًا بسحب وزرائه من الائتلاف الحكومي في حالة رفض نتنياهو.
وأوضحت "بلومبرج" أن نتنياهو أدار الائتلاف الحكومي بأغلبية 61 مقعدًا في الكنيست بالفعل قبل انضمام ليبرمان وحزبه للائتلاف في مايو 2016 ليعزز أغلبيته في الكنيست، لكن بعد انسحاب ليبرمان وحزب "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي، بات نتنياهو يواجه مأزقًا صعبًا مع تهديد بينيت بسحب كتلة حزبه "البيت اليهودي" من الحكومة، إذ من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة.
ونقلت الوكالة عن أستاذ لعلوم السياسية بالجامعة العبرية أبراهام ديسكين توقعه إجراء انتخابات مبكرة بالفعل في فبراير المقبل، قبل موعدها الطبيعي في نوفمبر 2019.
وأضافت الوكالة أن انهيار الائتلاف الحاكم ليس ضرورة حتمية بعد استقالة ليبرمان وانسحاب حزب إسرائيل بيتنا من الحكومة، فنتنياهو محترف بالمناورات السياسية، وقد صرح حزبه "الليكود" بانه يجري مشاورات مع أطراف الائتلاف لإنقاذه من الانهيار.
لكن ما يعقد الأمور أكثر بالنسبة لنتنياهو هو تورطه في قضايا فساد يخضع لتحقيق الشرطة الإسرائيلية فيها، ويرى متابعون أنه بحاجة إلى انتصار كبير في الانتخابات المبكرة - حال إجرائها - كي يتجنب توجيه المدعي العام أفيخاي مندلبليت اتهامات رسمية له في قضايا الفساد.
وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمالات لا بأس بها لفوز نتنياهو في انتخابات مبكرة، بالرغم من تعرضه لانتقادات حادة من سكان المناطق الجنوبية في إسرائيل، بسبب غضبهم من موافقته على هدنة مع حماس، التي أمطرت المناطق الجنوبية بالقذائف هذا الأسبوع.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن عشرات الإسرائيليين تظاهروا اليوم الأربعاء أمام الكنيست مطالبين برحيل بنيامين نتنياهو وحكومته، على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة.
وقالت "هآرتس" إن هذه المظاهرة ليست الاولى حيث شهدت مناطق غلاف غزة منذ ساعات امس بعد اتفاق وقف اطلاق النار تظاهرات في الشوارع وإشعال إطارات السيارات رفضا للاتفاق، وتجددت التظاهرات صباح اليوم أيضا في مناطق الجنوب غلاف غزة مطالبين باستقالة حكومة نتنياهو.
ووجه المتظاهرون انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة واتهموه بخيانة سكان الجنوب، ودعا المتظاهرون الوزراء وأعضاء الكابينيت، أفيجدور ليبرمان ونفتالي بينيت وأييليت شاكد إلى الاستقالة.
وشهدت المظاهرة مواجهات بين المتظاهرين، الذين أغلقوا عددا من الطرق الرئيسية خلال التظاهرة، وسائقي المركبات العابرة وقوات الأمن والشرطة المتواجدة.