الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب.. العقيد ساطع النعماني رحمه الله

د.فتحي حسين
د.فتحي حسين

"خلو بالكم من مصر" كلمات قالها الشهيد البطل العقيد ساطع النعماني نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، ووصي بها محبيه والشعب المصري قبيل وفاته في لندن أمس, وهي كلمات لا تصدر إلا من بطل حقيقي الذي تصدي للإرهاب الإخواني وفقد عينيه في سبيل الدفاع عن الوطن ضد العنف الإرهابي الإخواني قبيل ثورة 30 يونيو والذي توفي في بريطانيا عقب إجراء عملية جراحية له هناك, ارتقاء الراحل إلى السماء شهيدًا ملوحا بعلامة النصر، مع رسالة من أب لابنه تعبر عن قيمة أبطالنا فى وجدان كل مصرى، قائلًا: "دا يا ابنى بطل شجاع ساطع وهيفضل ساطع بطل شجاع فى قلب ووجدان مصر".

وبخطوات بطيئة أثقلتها آثار الجراحات المتكررة وصل بلاده بعد رحلة علاج طويلة إثر إصابته دفاعًا عن الوطن أمام اعتداءات مجموعات من الإرهابيين، بعد اعتصام تنظيم الإخوان في ميداني النهضة ورابعة العدوية عقب ثورة 30 يونيو، رصاصة طائشة استقرت في عينه اليسرى ليدخل بعدها في غيبوبة طويلة واستمرت الحالة سوءا إلى أن توفي وارتقت روحه الطاهرة إلى عنان السماء.

فهذا الشهيد الذى ضحى بروحه من أجل رفعة هذا الوطن وسلامة أراضيه الشهيد البطل العقيد ساطع النعمانى الذي ضرب أروع الأمثلة فى حب الوطن والتضحية من أجله، وسجل اسمه من نور فى سجلات أبطال الوطن الذين ضحوا بأرواحهم، ووقفوا بصدور عارية فى مواجهة إرهاب أسود وغاشم ومن أجل هذا أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى، اسم الشهيد ساطع النعمانى، على ميدان النهضة بمحافظة الجيزة التي شهدت اعتداء جماعة الإخوان الإرهابية على الشهيد بعد فض اعتصامى النهضة رابعة المسلحين، حيث واجه الشهيد النعمانى إرهاب الإخوان المسلح.

وكانت أن البطل ساطع النعمانى هو بمثابة مسمار جديد فى نعش جماعة الإخوان الإرهابية التى لفظها الشعب المصرى، وسيبقي اسم الشهيد ساطع النعمانى سيظل محفورا فى وجدان كل مصرى وفى تاريخ الوطن، بعد أن ضحى بروحه فى سبيل تحرير الوطن من جماعات الظلام والإرهاب الأسود.

وكان الرئيس السيسي قد كرم الشهيد ساطع النعماني في 2015 خلال حفل تخرّج دفعة جديدة بكلية الشرطة، وتم ترقيته استثنائيًّا إلى رتبة عميد لأول مرة في تاريخ الوزارة، موجهًا التحية والتقدير للعميد ساطع النعماني نائب مأمور قسم شرطة بولاق، مشيدًا بتضحيته بنفسه في سبيل الوطن، وقبّل الرئيس رأس العميد النعماني، فيما أهدى النعماني الرئيس ميدالية عليها دماؤه إثر إصابته في مواجهات مع جماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة بين السرايات.

وهناك كلمات قالها الشهيد قبل وفاته خلدها التاريخ مثلما قال حين التقى نجله الوحيد ياسين، بعد عودته من رحلة العلاج في لندن، في محاولة منه لمواساته بسبب حالته التي بدأ عليها "إن كان بابا مش شايفك بعنيه فمصر كلها عنين بابا".

وكان الشهيد النعماني يروي تفاصيل ما جرى في بين السرايات يقوله: «سمعنا إطلاق نار كثيف أعلى كوبري ثروت، وتجمع معظم أهالى المنطقة أمام القسم وطلبوا منى التدخل لحمايتهم من الإخوان الذين اعتلوا جامعة القاهرة وأطلقوا الرصاص بطريقة عشوائية عليهم، وكان في ذلك الوقت اعتصام للإخوان في ميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة، وعلى الفور انتقلت إلى مكان إطلاق الرصاص أعلى كوبري ثروت. 

استكمل النعماني حكايته مع الإخوان قائلا: أُصبت بعد 10 دقائق بطلقة في الوجه أفقدتني الوعي، وجرى نقلى إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، دخلت العناية المركزة لعدة ساعات ولكن لم يتمكن الأطباء من إسعافى لعدم وجود الأجهزة الطبية الحديثة بالمستشفى، وفى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، جرى نقلى بطائرة خاصة للعلاج في أحد المستشفيات بسويسرا، بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، قرارًا بعلاجى خارج البلاد.

شكرا لمصر وشكرا للرئيس السيسي الذي أصر علي إطلاق اسم الشهيد النعماني علي ميدان النهضة الذي شهد اعتصام جماعة الإرهاب الإخواني لفترات من عمر مصر المحفوظة بأيدي الله وأبنائها المخلصين الشرفاء أمثال الشهيد النعماني رحمه الله.

-