على مدار 16 عاما جلس فيها الملك فاروق على رأس الحكم في مصر، شهد خلالها القصر الملكي العديد من الأحداث التي سجلها التاريخ، والتي ظلت شاهدة على فترة الحكم الملكي لمصر، حتى غلب خلالها الحديث عن علاقات الملك فاروق النسائية أو ما عرف بـ"حريم القصر".
«صافيناز ذو الفقار»، إحدى أشهر سيدات القصر الملكي خلال فترة تولي الملك فاروق، وزوجته الاولى والتي لقبها الملك بـ «الملكة فريدة»، بعد أن تزوجها، لتمكث في القصر الملكي 10 سنوات قبل أن يطلقها الملك نتيجة الخلافات بسبب علاقاته النسائية.
بداية القصة
في عام 1937 اشتركت صافيناز ذو الفقار في الرحلة الملكية التي نظمها الملك فاروق وإخوته ووالدته الملكة نازلي، إلى أوروبا، باعتبارها من أبناء عائلة ذو الفقار أحد أشهر وأعرق العائلات المصرية خلال فترة حكم الملك فاروق، والتي تعرف عليها الملك خلال تلك الرحلة.

زفاف أسطوري
أقامت الأسرة المالكة، حفل زفاف للملك فاروق وزوجته صافيناز ذو الفقار، لم تشهده مصر من قبل، والذي شهدت فيه العديد من مراكز وأحياء الجمهورية احتفالات شعبية حاشدة، احتفالا بزواج الملك من صافيناز، والتي غير الملك اسمها إلى "الملكة فريدة".

الطلاق بشروط
تحملت الملكة فريدة الكثير من أجل استكمال حياتها مع الملك حفاظا على بناتهما، حتى هجرها الملك فاروق منساقا خلف شهواته النسائية التي اشتهر بها، وغضبا منه لأنها لم تنجب الولد الذي يتمنى ان يخلفه في تولى العرش، حتى أصرت الملكة فريدة على الطلاق.

شروط الملك فاروق لم تتوقف عند تنازلها عن حقوقها، لكنه اشترط ان تتنازل عن حضانة بناتهما باستثناء البنت الصغرى «الأميرة فادية» حتى تتم التاسعة من عمرها، وهو ما تم تنفيذه، حتى ان الملك فاروق خسر الكثير من شعبيته بعد هذا الطلاق، خاصة أنه أقام لها زفافا أسطوريا حتى علم بها الكثيرون، والذين تعاطف العديد منهم معها بعد الطلاق.

بعد قيام ثورة يوليو، وسفر الملك فاروق إلى منفاه في إيطاليا، بصحبة بناته، طلبت الأميرة فريدة من الكاتب علي أمين أن يكتب لها رسالة للرئيس عبدالناصر، ليسمح لها بالسفر لرؤية بناتها، والذي كتب لها رسالة موجعة دفعت الرئيس عبدالناصر بالسماح لها، إلا أنها فوجئت بالجفاء منهم في المعاملة، حتى عادت إلى مصر مرة أخرى.
تبحث عن مأوى
بعد عودتها من الخارج طلبت الملكة فريدة من الرئيس جمال عبدالناصر أن يوفر لها شقة تأويها، ولجأت الى الرئيس السادات والذي كلف بتوفير شقة لها تطل على النيل مباشرة لكن القرار لم ينفذ، حتى خصص لها الرئيس حسني مبارك شقة في حي المعادي، والتي حبست نفسها فيها تمارس الرسم حتى توفيت بها في 18 أكتوبر 1988.