قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بلاغ يطالب بالتحقق من مصرية تمثال موسى عليه السلام الإيطالي.. القصة كاملة


أثيرت ضجة كبري منذ عدة سنوات حول إحدى اللوحات التي تم العثور عليها في سوريا، وتم تصديرها وتقديمها من باحثين وأثريين عرب ومصريين علي أنها للنبي موسي، وكانت اللوحة مصنوعة من البازلت شديد الصلابة، وحينها ساق مالكها أنه توجد عليها نقوش تحمل وجه نبي الله موسي" عليه السلام، والوجه الآخر يحكي قصة سيدنا موسي مع بني إسرائيل.

تقدم دياب وفائي موسي ووائل ظاهر سالم من محافظة الشرقية ببلاغ إلي الجهات القضائية في منيا القمح، للمطالبة بالتحقق من تمثال رخامي يمثل سيدنا موسي الموجود في إيطاليا والمعروف أنه من عمل الفنان مايكل أنجلو، ومرجحين أنه قد يكون مصريا، مدعمين ذلك بأدلة تبدو منطقية وعلي قدر مقبول من المعقولية.

ولكي تكتمل القصة، تطلب هذا العودة بالزمن للوراء وتحديدا عام 1944 م، حيث أصدرت وزارة المعارف العمومية حينها "التربية والتعليم" كتابا ضمن المناهج الدراسية وعنوانه "قصص القدماء المصورة"، حيث تناول مجموعة من الشخصيات التاريخية التي تنتمي لعصور زمنية مختلفة، ووضع الكتاب حينها إبراهيم نمير سيف الدين المفتش بوزارة المعارف العمومية، وقد تمت طباعته في المطبعة الأميرية ببولاق.

الكتاب تتصدره صورة للملك فاروق مكتوب تحتها "حضرة صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر"، وينقسم لقسمين أولهما مجموعة موضوعات توصيفها كما جاءت بالكتاب محادثات سهلة عن المصريين القدماء مأخوذة من القصص أو من الآثار، ودارت حول المهن التي كانت في مصر القديمة والفنون التي برع فيها المصريون القدماء، فيما كان الجزء الثاني من الكتاب وهو موضع تحقيقنا عن قصص العظماء، ويتميز الكتاب في مجموعة بالكتابة السهلة البسيطة، المصحوبة بلوحات مرسومة بدقة متناهية تنم عن براعة الفنان الذي قام بذلك.

وبالعودة للأدلة التي ساقها دياب ووائل ونابعة من هذا الكتاب، فقد وردت في محضر تحقيق بتاريخ 26 مارس الماضي، وقد رواها لنا دياب وفائي موسي مالك الكتاب، والذي قال إن الكتاب يتحدث عن الآثار المصرية القديمة وحياة الفراعنة وبعض قصص العظماء، مثل سيدنا موسي عليه السلام وسيدنا يوسف وبناة الأهرام والإسكندر الأكبر، وجاء في مقدمة الكتاب أن المؤلف نقل جل رسومه عن النقوش التي تركها المصريون القدماء علي جدران معابدهم ومقابرهم.

وتحدث الكتاب عن سيدنا يوسف وعلاقته بمصر وداخل هذه القصة صورة مرسومة لسيدنا يوسف عليه السلام، ولمصداقية وزارة المعارف العمومية في ذلك الوقت وفي هذا الكتاب، قالت إن صورة سيدنا يوسف هذه مرسومة من وحي الخيال، حتي لا يظن البعض أنها كانت منقوشة علي جدران المعابد أو المقابر، وهذا يدل علي أن المعلومات الموجودة بهذا الكتاب صحيحة وموثقة.

الكتاب يتحدث أيضا عن قصة الإسكندر الأكبر وعلاقته بمصر،والقصة كما جاءت بالكتاب مصحوبة بصورة للإسكندر بالملابس الفرعونية، ولمصداقية وزارة المعارف العمومية أيضا قالت في الكتاب إن الإسكندر ليس من الفراعنة، ولكنه أمر برسمه علي الجدران بالملابس الفرعونية وهذا نابع من شدة حبه لهم، وهذا يدل أيضا علي أن المعلومات الموجودة بهذا الكتاب صحيحة وموثقة بقوله أن الإسكندر ليس من الفراعنة.

أما بالنسبة لسيدنا موسي عليه السلام وعلاقته بمصر،فقد وردت قصته بالكتاب مصحوبة بصورة لتمثال سيدنا موسي موضع التحقيق هذا،ولم ينوه مؤلف الكتاب بأي توضيح عن صورة التمثال مثلما حدث لصورة سيدنا يوسف وقوله إنها خيالية، وأيضا صورة الإسكندر الأكبر بأنه ليس من الفراعنة، فلو كان تمثال نبي الله موسي ليس مصريا لقام المؤلف بالإشارة إلي ذلك بقوله مثلا إن هذه صورة لتمثال سيدنا موسي الموجود في روما بإيطاليا من صنع مايكل أنجلو.

لكن مؤلف الكتاب لم يذكر أي كلمة أو إشارة في هذا الشأن،مما يدل من وجهة نظري - والكلام لوفائي – علي مصرية التمثال، مثله مثل الصورة الملاصقة له داخل الكتاب وهي للملك رمسيس الثاني، حيث أنه من الأمور المسلم بها بأن تمثال الملك رمسيس الثاني مصري، لذلك لم يتم التنويه عن أي شيء تحت الصورة غير عبارة "تمثال رمسيس الثاني"، كذلك الأمر بالنسبة لصورة تمثال سيدنا موسي لم يتم التنويه عن أي شيء تحت صورته غير عبارة "تمثال سيدنا موسي"، لأنه أيضا من الأمور المسلم بها مصرية هذا التمثال.

كذلك هناك شيء أخر في غاية الأهمية،حيث أنه من أشهر القصص علي مستوي العالم والتي تناولتها بعض الأفلام الأجنبية، وهي قصة سيدنا موسي وعصاه التي تحولت إلي ثعبان إبتلع ثعابين السحرة، والغريب أنه رغم شهرة القصة إلا أنه لا يوجد لدينا في الآثار المصرية ما يدل علي هذه القصة، رغم أن الفراعنة قاموا بتسجيل كل صغيرة وكبيرة عن حياتهم من الفلاح المصري إلي حياة الملوك، إما منقوشة علي جدران المعابد والمقابر أو في البرديات، ومن المحتمل أن يكون قد تم خروج تمثال سيدنا موسي وكل ما يدل علي قصته من مصر بطريقة ما في الأزمنة السابقة.

ويسوق دياب وفائي تفسيرا آخر علي قدر من المعقولية،مفاده أن هذا الكتاب الذي كان مقررا علي طلاب المدارس والذي تم طبعه واستخدامه في عهد الملك فاروق، ومعروف أن الملك فاروق وإيطاليا كان بينهما ومتبادل، ولو كان هذا التمثال يخص إيطاليا ما تجرأ فاروق أن يسمح بنشر صورة التمثال والحديث عنه دون التنويه عن كونه تمثالا إيطالي الصنع، حتي لا يقع في خلافات مع إيطاليا، وأيضا بعد تداول الكتاب في جميع المدارس حينها داخل المملكة المصرية لم نسمع أن إيطاليا قامت بتوجيه أي إتهام أو قامت بشكاية المملكة المصرية بطريقة رسمية لتعاملها مع التمثال علي أنه مصري.

وقال في نهاية البلاغ الذي قدمه إنه لكل هذه الأسباب السابقة، فإنه يرجو التحقيق في الأمر وتشكيل لجنة من الآثار المصرية والإيطالية، وتحليل تمثال نبي الله موسي عليه السلام الموجود في إيطاليا، ودراسته علميا لمعرفة عمره الزمني، وإذا ما كان يخص الآثار المصرية فنتمني أن يعود مرة أخري إلي موطنه الأصلي مصر، حيث أن هذا سيكون سببا في تحويل مجري السياحة المصرية بصورة كبيرة، مؤكدا أن ما دفعه لكتابة وتقديم هذا البلاغ حب الوطن الذي يجمع كل المصريين.