الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة الجامع الأزهر في 1079 عاما.. من مركز لنشر المذهب الشيعي لأكبر منارة سنية في العالم

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

لم يكن يعلم المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين على مصر أن المسجد الذي أقامه وشيده لتعليم المذهب الشيعي سيصبح أكبر منارة لتعاليم الإسلام السني الوسطي في العالم، أو أنه سيصبح ثاني أقدم جامعة عريقة عالمياً.

ففي عام 359 هجرية، والذي وافق عام 9370 م، شرع جوهر الصقلي قائد جيش الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، في بناء الجامع الأزهر ليصبح وقتها أول جامع أنشئ في القاهرة، وأقدم أثر فاطمي يقام في مصر.

أطلق على المسجد في سنواته الأولى اسم مسجد «المنصورية» نسبة إلى القاهرة التي كانت تشتهر بهذا الاسم، وكانت المساجد في تلك الفترة تعرف باسم البلدان التي تقام بها، ومع دخول الخليفة الفاطمي المعز لدين الله القاهرة أطلق عليه جامع «القاهرة»، لكن سرعان ما غير تسميته إلى الجامع الأزهر، تيمنا بفاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم.

استغرقت عملية بناء الجامع الأزهر عامين، لتقام فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان عام 361 هجرية الموافق 972 م، وقد عين المعز "القاضي النعمان بن محمد"، مسئولا عن تدريس المذهب الإسماعيلي، وكانت بعض الفصول تدرس في قصر الخليفة، وكذلك في الأزهر، مع دورات منفصلة للنساء.

استمر الجامع الأزهر خلال فترة حكم الفاطميون يعلم المذهب الشيعي، لكن سرعان ما سقطت الدولة الفاطمية، وجاءت بعدها الدولة الأيوبية، حتى أن صلاح الدين الأيوبي والسلاطين الأيوبيون السنيون الذين جاؤوا في حكم مصر تجنبوا الأزهر الشريف، لأنهم استشعروا أن الهدف من بنائه هو نشر المذهب الإسماعيلي، باعتباره مسجدًا شيعيًا.

وخلال حكم المماليك عا الأزهر الشريف عصره الذهبي، بعدما عانى التهميش خلال حكم الأيوبيين، حتى ان المماليك اهتموا بالأزهر، وقاموا بالعديد من التوسعات والتجديدات التي طرأت على البنى التحتية للمسجد، حولوه إلى أهم جامعة تنشر المذهب السني في العالم الإسلامي.

وبعد المماليك جأت الدولة العثمانية، والتي أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، حتى ظل يقدم رسالته في تعليم الطلاب علوم الدين والدنيا ويعلم المذهب السني.

رحل الفاطميون ومن بعدهم المماليك، وجميع العصور، وظل الأزهر شامخا قبلة لطلاب العلم من جميع دول العالم، ليصبح أشهر جامع وجامعة تعلم الدين الإسلامي الوسطي وينهل العالم من فيضها والطلاب من علومها.