كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، عن الانتهاء من تشييد بناء وأول غطاء عملاق، لاحتواء مكان مفاعل تشرنوبل الذي حدثت به أسوأ حادثة نووية في تاريخ الحوادث النووية بالعالم، والتي وقعت في أوكرانيا وهددت مناطق كثيرة في العالم بوصول الإشعاع النووي القاتل إليها.
وقالت الصحيفة، إن المبنى الجديد أو بالأحرى مكان الحماية العملاق الذي يعد الأكبر في العالم، تم بناءه خلال ما يقترب من 10 سنوات، وهو مكان يهدف للحماية من التأثيرات النووية المدمرة على البشر وعلى أغلب المخلوقات بوضع غطاء عملاق على قلب المنصهر المدمر لمفاعل تشرنوبل 4 الذي اندلعت منه الأزمة المرعبة قبل نحو 30 سنة.
وعلى مدار عقود من التفكير والعمل، وضعت أوروبا والعالم حدًا للتأثير الضار لتشرنوبل ببناء أكبر غطاء منفصل مبنى من الفولاذ ليتم وضعه لتغطية قلب المفاعل المدمر.
وانفجر المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا 26 أبريل 1986، مما أدى إلى وفاة 4 آلاف شخص وقت الكارثة، وإعادة توطين مئات الآلاف من الأشخاص وخسارة مئات المليارات من الأموال، الأمر الذي جعل من الأزمة كارثة بالاقتصاد الأوكراني وبالدول المتضررة.
وتعدت آثار الإشعاع النووي الرهيب أوكرانيا إلى المناطق القريبة من روسيا البيضاء وأجزاء أخرى من أوروبا.
واستغرقت جهود البناء المعقدة للمبنى الجديد الذي يشكل غلافًا تأمينًا لقلب المفاعل الذي يحوي 200 طن من المواد المشعة، تسع سنوات لاستكمال بنائه تحت رعاية البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير.
ويتمثل الإنشاء الجديد في عمل ما يسمى بـ"الحبس الآمن" في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية.
واستطاعت الصحيفة، أن تعرض صورًا من داخل مفاعل "الحبس الآمن" الذي يحتوي على الهيكل القديم للمفاعل المدمر رقم 4 في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية.
وبحسب الصحيفة، فقد كلفت عملية إيقاف تشغيل المفاعل 1.5 مليار يورو (حوالي 1.3 مليار جنيه إسترليني)، وقام البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير بإدارة صندوق بمساهمات من 45 دولة لبناء هيكل الاحتواء النووي.
وستتحكم الحكومة الأوكرانية قريبًا في هيكل الحجز الجديد، الذي عُرِض على الصحفيين تصويره، بجميع معداته المثبتة قبل تسليمه إلى السلطات الأوكرانية.
ويغطي مبنى العزل الآمن الذي يبلغ طوله 354 قدمًا (108 أمتار) بحجم يتجاوز مساحات استادات كرة قدم وبأطول من برج ايفل، الصلب الخرساني الذي كان يحمي قلب المفاعل القديم في نوفمبر 1986.
ولم يتم تسجيل أو وضع أي سجل رسمي عن صحة العاملين خلال الأشهر والسنوات التي تلت الكارثة، لكن تشير التقديرات إلى أن 60 ألف شخص - أي واحد من كل عشرة - ماتوا نتيجة التعرض لمستويات عالية من الإشعاع.
وفي مدينة بريبيات القريبة من تشرنوبل، صورة الصحيفة المدينة التي أصبحت مهجورة، وتحولت لمدينة أشباح لم يعد أحد يقيم فيها تقريبًا.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، فإن 240 ألف عامل وجندي ورجل إطفاء ومهندس وعمال مناجم ومزارعين ومتطوعين- تم استدعائهم في عامي 1986 و 1987- شاركوا في الوقوف للحد من الكارثة.
لكن تقريرًا "كونسورتيوم" مشتركًا من الأمم المتحدة وحكومات أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا، قال إن عدد القتلى قد يصل إلى أكثر من 93000 ، كما تختلف استنتاجات مختلف المنظمات الصحية والعلمية، حول ضحايا الكارثة التي تناولتها العديد من الكتب، وكانت مانشتات الصحف في وقتها تمتلئ بأحداث تشرنوبل المرعبة، علاوة على القيام بعمل مسلسل جديد يتناول الكارثة مؤخرًا.