على ضفاف نهر النيل في محافظة أسوان جنوبي مصر، نشأت قصة حب بين الشاه الهندي محمد شاه آغا خان الشهير بـ "آغا خان" المتوفي عام 1957، وبين ملكة جمال فرنسا إيفون بلانش، وقد حظيت أسوان بمكانة في قلب آغا خان بعد أن كانت سببًا في تماثله للشفاء من آلام الروماتيزم بفضل حرارة جوها ورمالها الدافئة.
بدأت قصة الحب حين كان أغا خان يعاني من الروماتيزم وآلام العظام، فنصحه أحد الأصدقاء بالسفر إلى أسوان حيث طقسها الدافئ، بعد أن باءت محاولات الأطباء لتخفيف آلامه بالفشل، ولم تشفع ثروته الهائلة في ذلك، فقرر الأخذ بنصيحة شيخ نوبي بأن يدفن السلطان الهندي نصفه السفلي في رمال أسوان ثلاث ساعات يوميًا، وبعدها كانت المفاجأة.
تماثل أغا خان للشفاء، وعاد إلى الفندق الذي كان يقيم فيه بأسوان ماشيًا بعد أن عجز عن المشي بسبب آلام العظم، ووسط ذهول حاشيته من الطائفة الشيعية الإسماعيلية التي ينتسب إليها السطان الهندي، قرر بالتنسيق مع محافظ أسوان في تخصيص قطعة الأرض التي دفن جسده فيها لتكون مقبرة واستراحة له، صممها المعماري المصري فريد شافعي على طراز فريد يشابه طراز الفاطميين.
قصة حب بين سلطان وملكة جمال
هنا كرست أم حبيبة والتي كانت تعمل بائعة ورد قبل إسلامها وقتها للوفاء لزوجها المتوفى، فكانت تضع كل يوم وردة حمراء على قبرها، وفي أيام غيابها عن مصر كانت توصي البستاني بوضع وردة حمراء على قبر زوجها يوميًا، وكانت تأتي أم حبيبة كل عام إلى المقبرة بمركب ذي شراع أصفر مميز، لتغير الوردة ويعرف أهالي أسوان أن "أم حبيبة" قد جاءت ولم تنس زوجها الحبيب.
أحب أغاخان ومن بعده زوجته أم حبيبة أسوان، وقد جرى ترجمة هذا الحب في حياتهما بزيارة أسوان والتردد عليها دائمًا وبناء مقبرة تخلد ذاكرهما إلى الأبد، وبعد وفاتهما استمر هذا الحب من خلال مؤسستي أغاخان وأم حبيبية لخدمة أهالي أسوان ودعم المشاريع الصغيرة التي قدمها الشباب ورواد الأعمال بمبالغ مادية مناسبة تبدأ من 10 آلاف جنيه إلى مائة ألف جنيه للمشروع الواحد.
آغا خان هو الإمام الثامن والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، وهو زعيم شيعي إسماعيلي، ولد مدينة كراتشي الهندية عام 1877، حيث تلقى العلم من عدة روافد، دينية ومدنية، آسيوية وأوروبية، وكُرم خلال حياته من عدة حكام وملوك، أمثال الملكة فيكتوريا والملك إدوارد السابع، والملك جورج الخامس وسلطان تركيا العثمانية، بالإضافة إلى شاه إيران.