حكم الحب ودرجة صحة حديث «من عشق فعف ..مات شهيدا» .. الإفتاء تجيب

قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الحب الذي هو معناه الشعور القلبي لا يملك الإنسان التحكم فيها، مشيرًا إلى أنه يعد من الأمور الجِبلية شأنه شأن البغض والغيرة وغيرها من المشاعر التي يحس بها الإنسان دون تدخل منه.
وأضاف عبدالسميع في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما حكم الحب خصوصًا أن الذي يُحب يوصف بأوصاف قبيحة؟ أن الشرع لا يحاسب الإنسان على الأمور الجبلية كالحب والغيرة، لافتًا إلى أن السيدة عائشة غارت من السيدة صفية (وهما من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن) عندما أهدت الأخيرة للنبي طبقًا من طعام في يوم مبيت النبي عند الأُولَى، وأمسكت بالطبق وطرحته في الأرض.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لها اتق الله يا عائشة لغيرتك، ولكنه قال: "غارت أمكم"، مشيرًا إلى أن الله لا يحاسب العبد على الأمور التي في نفسه، بل يحاسبه على السلوك ولذلك أمر النبي زوجته عائشة بتقديم طبق آخر غير الذي كسرته، لزوجته الأخرى صفية.
وتابع عبدالسميع أن حب الإنسان لإنسان آخر(رجلًا كان أو امرأة) لا يأثم عليه، لامحًا إلى أن الإثم يكون في حال ارتكب هذا الشخص مع الذي يحبه، ما لايرضي الله ولا رسوله كالكلام في الهاتف أو نحوه مما لا يجوز له.
وأشار إلى أن حديث "من عشق فعف فمات، مات شهيدًا"، تكلم بعض المحدثين عن ضعف في سنده، لافتًا إلى أن الشيخ أحمد صديق(رحمه الله) ألَف رسالة ترد على من يشكك في صحته، أسماها "درء الضعف عن حديث من عشق فعف".