«كلم العايبة تلهيك واللي فيها تجيبه فيك».. رغم أنه مثل شعبي دارج، إلا أنه حقيقة واقعية تجسد حالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي تشن قواته عملية عسكرية على الأراضي السورية، بهدف تمزيق وحدتها ودعم ومساندة مليشياته، من العناصر المسلحة التي تطلق على نفسها الجيش السوري الحر.
القوات التركية التي بدأت هجماتها العدوانية على الأراضي السورية، وتحديدا منطقة شرق الفرات، والتي قوبلت بالرفض الدولي الواسع لما فيه انتهاك للقانون الدولي، وعدوان غاشم على وحدة وسيادة الأراضي السورية، حتى كانت مصر من أوائل الدول التي أدانت هذا العدوان، ودعت لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث تداعيات العدوان التركي على الأراضي السورية.

ففي الوقت الذي تراق فيه دماء السوريين بقذائف أنقرة، لم يجد أردوغان امامه لإلهاء العالم عن جرائمه، إلا مهاجمة مصر لإدانتها هذا العدوان الغاشم على الأراضي السورية، لما يمثله من اعتداء صارخ وغير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، وفقا لبيان وزارة الخارجية المصرية.

العملية العسكرية التركية والتي أطلقت عليها انقرة "نبع السلام"، والتي زعمت تركيا أنها تهدف للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في منطقة شمال سوريا، لم تشن هجماتها إلا على منطقة شمالي شرق سوريا وهى المنطقة التي تقع تحت يد قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت تنظيم داعش الإرهابي، وفي قبضتها قرابة 11 ألف عنصر داعشي في سجونها، لم تسفر عملية أردوغان على مدار تلك الساعات إلا عن فك سجن عناصر تنظيم "داعش" في إطار خطة أنقرة لفك الحصار السوري على تلك العناصر الإرهابية.

والمتابع لتصريحات الرئيس التركي باستمرار، يلاحظ الاتساق والاستمرار في مواقفه العدائية ضد مصر و الرئيس عبدالفتاح السيسي ولا يترك فرصة أو مناسبة دون أن يفصح عن هذه المشاعر، والتي من بينها وفاة المعزول محمد مرسي، الذي كانت وفاته طبيعية خلال جلسة محاكمته يوم الإثنين 17 يونيو الماضي، وفي وضح النهار وهو بين رفقائه، إلا أن أردوغان سارع بالحديث أمام اجتماع انتخابي لأنصاره في إسطنبول عن أن الوفاة غير طبيعية.