قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هنا عاش البغدادي في حماية أردوغان.. الصورة الكاملة لعلاقات تركيا وداعش المشبوهة


قتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي في عملية خاصة نفذتها القوات الأمريكية، في قرية بريشا بريف إدلب.

وإلى جانب كون عملية استهداف البغدادي ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي، إلا أنها أيضًا كانت دليلا جديدا على تورط نظام رجب طيب أردوغان في علاقات مشبوهة بداعش.

وتبعد مدينة بريشا حوالي 4 كم عن أقرب نقطة من الحدود التركية السورية، لم تكن تلك المنطقة من بين مناطق نفوذ داعش، بل إنها تعد معقلا لـ"منظمة هيئة تحرير الشام" الإرهابية الموالية لتركيا، التي تقع إدلب تحت نفوذها وفقا لاتفاق سوتشي.

كشفت تفاصيل العملية، عن العديد من الشواهد حول تورط تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان في علاقة مشبوهة مع داعش، وتوفيره لملاذ آمن للبغدادي، الهارب منذ 5 أعوام.

وأعلن مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن واشنطن لم تبلغ تركيا بموعد عملية استهداف البغدادي. فيما قالت مصادر مطلعة لرويترز إنه تم اكتشاف موقع اختباء البغدادي أثناء محاولته تهريب عائلته باتجاه الحدود مع تركيا.

كما أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح مثير بشأن تركيا، حيث قال إن القوات الأمريكية كانت على استعداد لمحو القوات التركية من على الأرض؛ لو أطلقت النار تجاه القوات العابرة فوق مجالها الجوي باتجاه سوريا؛ لقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي.

كان من المتعقد أن يكون البغدادي متخفيا في العراق أو شرق الفرات، بحسب مجلة "نيوزويك"، الأمر الذي أثار تشككا بشأن كيفية انتقال البغدادي إلى إدلب، خاصة وأن الطريق بين المنطقتين به أماكن يسيطر عليها الجيش السوري والقواتى الكردية التي حاربت داعش، و"هيئة تحرير الشام"مع تواجد تركي مكثف.

وقال الجيش العراقي إن المخابرات العراقية زودت واشنطن بمعلومات حول موقع تواجد البغدادي.

وعلى جانب آخر، طرح العديد من المحللين احتمال أن تكون تركيا قد قايضت الولايات المتحدة بمساعدتها في تحديد موقع البغدادي، في مقابل أن تواصل أنقرة عمليتها العسكرية ضد الأكراد، خاصة بعدما وجه ترامب الشكر إلى تركيا.

هناك عشرات الشواهد تؤكد ضلوع تركيا في علاقات مع داعش، كان آخرها تسبب العدوان التركي الأخير على شمال سوريا في تحرير العديد من مقاتلي داعش المحتجزين لدى الأكراد.

وقالت قوات سويا الديمقراطية "قسد"، إن التدخل التركي في شمال سوريا أخر عملية استهداف البغدادي، التي تمت بتنسيق مشترك مع الولايات المتحدة في باريشا في إدلب.

أعاد مقتل البغدادي إلى الأذهان مدى الدعم الذي قدمته تركيا إلى داعش، الذي أنفق أموالا ضخمة على إنشاء شبكة في تركيا تتولى تهريب العناصر الأجنبية والأسلحة والإمدادات عبر الحدود التركية-السورية.

حيث كشف أبو منصور المغربي، أحد قيادات داعش، في فبراير الماضي، أنه كان بمثابة سفير داعش في تركيا.

وقال أبو منصور إنه كان هناك بعض الاتفاقيات والتفاهمات بين المخابرات التركية وداعش بشأن البوابات الحدودية، فيما يتعلق بالمصابين والجرحى.

وتابع:"كان هناك فرق، يمثل البعض منها المخابرات التركية والأخرى تنتمي إلى الجيش التركي. كان هناك فرق من 3 إلى 5 مجموعات مختلفة. وأجريت معظم الاجتماعات في تركيا بمواقع عسكرية أو في مكاتبهم، بحسب الموضوع الذي يجري مناقشته. وكانت تعقد الاجتماعات مع الجانب التركي أسبوعيًا بالقرب من الحدود، وبعضها في أنقرة أو في غازي عنتاب".

وأكد:"كنا نعلم أن تمثيل داعش "دبلوماسيًا" يمتد حتى يصل إلى الرئيس التركي نفسه. ويقول أبو منصور إنه كان على وشك مقابلته لكن لم يتم الأمر. حيث أبلغه أحد ضباط مخابرات أردوغان أنه يريد مقابلته بشكل منفرد، لكن ذلك لم يحدث".

وشرح أبو منصور الأهمية الاستراتيجية التي كانت تمثلها داعش لتركيا، والتي تتمثل في أن داعش كان متواجدا في المنطقة الحدودية "وتريد تركيا إحكام قبضتها على حدودها - للسيطرة على شمال سوريا. وفي الواقع كان للأتراك طموحات أكبر من مجرد السيطرة على الأكراد. لقد أرادوا السيطرة على كل الشمال السوري، من كساب إلى الموصل".

كما اعترف أبو منصور بأن تركيا كانت السوق الوحيدة التي يتدفق إليها النفط السوري الذي كان التنظيم يسيطر عليه، مشيرا إلى ان الاتفاق بين داعش وتركيا في الأساس كان في الإبقاء على حدود تركيا آمنة.