ظاهرة غريبة أرقت المحافظات المصرية على مدار الأسبوع الفائت، انتشار الذباب في مناطق كثيرة بجمهورية مصر العربية من سيناء إلى وجه بحري دفع الأهالي للشكاوى المتكررة من الظاهرة.
وزارة الصحة اعترفت اليوم بانتشار الذباب وأصدرت بيانا لخدمة الأهالي في كيفية التعامل مع الأزمة بما لا يسبب أضرار صحية، ووجهت المسؤولين بسرعة مكافحته.
الصحة تعلن خطة مواجهة الذباب
أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن خطتها للترصد الحشري النشط والمكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض، والتي يتم تنفيذها سنويًا لمواجهة التغيرات المناخية وخفض الكثافة الحشرية للذبابة المنزلية.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، أنه يتم تنفيذ الخطة حاليًا بجميع المحافظات لخفض الكثافة الحشرية للذباب المنزلي، خاصةً بعد ما تردد عن انتشار الذباب في بعض المحافظات.
وأكد الدكتور خالد مجاهد أنه تم توزيع منشور خاص بالإجراءات الصحية لمواجهة آثار التغيرات المناخية والأمطار والسيول على مستوى جميع مديريات الشئون الصحية، مشيرًا إلى تشكيل فرق للطوارئ للتحرك السريع للاستكشاف في حالة حدوث أمطار غزيرة أو سيول ووضع خطة للطوارئ خاصة بأعمال الترصد الحشري النشط والمكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض في الأماكن ذات الأمطار الغزيرة أو السيول.

وأضاف الدكتور علاء عيد أنه يتم التركيز حاليًا على أماكن توالد الذباب في مناطق "أسواق الأسماك، أسواق الخضراوات، تجمعات القمامة، المقالب، صناديق القمامة بالشوارع، أماكن تجمعات الأمطار"، موضحًا أنه يتم تكثيف العمل خلال الفترة الحالية وإرسال فرق مركزية للمحافظات لمتابعة تنفيذ خطة الترصد الحشري النشط والمكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض حتى يتم خفض الكثافة إلى المعدل الطبيعي حفاظًا على الصحة العامة للمواطنين، مؤكدًا أنه خلال الفترة القليلة القادمة سيتم خفض كثافة الذباب إلى المعدل الطبيعي نتيجة جهود القطاع الوقائي بمحافظات الجمهورية.
رش الشوارع الرئيسية بكفر الشيخ
اللواء خالد مرسى، رئيس مركز ومدينة دسوق، تابع الخطة الزمنية الخاصة بالمكافحة والوقاية من الأمراض، ومكافحة البعوض والذباب بشوارع المدينة والقرى المستهدفة.

وقاد المهندس عبده عبد المحسن، مدير وحدة الملاريا، والعاملين بوحدة الملاريا، حملات رش شوارع المدينة الرئيسية والفرعية على فترات مختلفة صباحًا ومساءً.
وجرى رش الميدان الإبراهيمي والشوارع المحيطة به وشارع الغفران والمهاجرين والمدارس وشارع السكرى ومساكن الصفا والمحرقة وشارع الدلتا ومنطقة المطحن ودحروج وموقف الارياف وتقسيم رجب والاستاد.
وقال رئيس مدينة دسوق، إنه جارٍ حاليًا المتابعة يوميًا بتنفيذ رش جميع الشوارع وتنفيذ الخطة الخاصة بالقرى والمدينة تباعًا والشوارع لمكافحة الناموس والذباب وذلك للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.
الذباب يزعج الأسر السيناوية
لجأت بعض الأسر إلى استخدام حيلة جديدة لطرد الذباب من المنازل دون أي تكلفة أو تأثير علي الصحة والتي تنتج عند استخدام المبيدات الحشرية.
وقالت أم إبراهيم العريش، إن الذباب انتشر بصورة ملحوظة منذ 5 أيام دون معرفة الأسباب خاصة وأن هذا التوقيت لا يظهر فيه الذباب بخلاف أيام الصيف التي تكون فيها الحرارة مرتفعة.
وأشارت إلى أنه تم استخدام مبيدات ونظافة غرف المنزل إلا أن أعدادا أخري من الذباب لازالت منتشرة في المنزل وهي تسبب إزعاجا لأفراد الأسرة أو الضيوف وأشارت إلي أنه لولا أن الجو خلال الفترة المسائية يكون جافا لكانت أعداد الذباب قد زادت وسببت إزعاجا أكثر.

ولفت إلي أنه سمع عن هذه الحيلة من مواقع خارجية حيث تلجأ المطاعم في أوروبا وأمريكا إلى استخدام هذه الحيل لطرد الذباب للعمل على راحة الزبائن والمترددين علي المطاعم لفضاء وقتت ممتع دون إزعاج.
سيارة الرش وسيلة المواجهة بالمنوفية
أكد محمود عبد الرازق، من مركز بركة السبع، أن هناك انتشارا كبيرا للذباب والبعوض بشكل يؤرق الأهالي دون وجود حل من الأجهزة التنفيذية، موضحا أنه لا يجدون حلا سوى إغلاق الأنوار ليلا لمنع تواجده.
وأضافت أسماء جمال، ربة منزل، أنه تنفق الكثير على شراء منتجات لرش الذباب وإبادته ولكن دون حل حيث أن الذباب لا يموت، موضحة أنه ينتشر بشكل كبير دون حل.
وتابعت صفاء سلطان، أن نجلتها تعاني من حساسية الحشرات وانتشار الذباب بشكل مكثف هذه الأيام أثر عليها حيث أصبحت في تردد دائم لدى أطباء الحساسية لعلاج نجلتها، مطالبة بضرورة تدخل الأجهزة الحكومية.
كما ناشد عبد اللطيف طولان عمدة قرية شمياطس بمركز الشهداء، وكيل وزارة الصحة بمواجهة ظاهرة الذباب التى تنتشر فى القرى غير الطبيعية وتنذر بتفشى الأمراض.
وفي مركز تلا، قال خالد حامد العرفى رئيس المركز، إن هناك حملات رش الناموس والباعوض والذباب مستمرة صباحا ومساءً وكل شوارع المدينة وكذا القرى لها نفس الاهتمام.

وأضاف، أن هناك مرورا مستمرا علي جميع الشوارع والطرق وأماكن تجمع
القمامة بعد رفعها يتم رش المبيدات ومكافحة الحشرات وأيضا المرور على جميع الشوارع.
وفي مركز الشهداء، أعلن المهندس محمود شاهين رئيس المدينة، أن جميع
المناطق بالمدينة يتم بها أعمال رش الذباب والحشرات حتى يتم إبادتها نهائيا، حيث
شدد على أهمية الرش بدقة وعدم ترك أي بؤر أو أماكن دون رش وتستمر يوميا بجميع
الأنحاء.
أكثر من 110 ألف نوع
قال حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب الفلاحين ان الذباب ينتشر بكثافة كل
عام في نفس التوقيت بسبب التغييرات المناخية وكثرة وجوده في الأماكن المغلقة
لبرودة الجو الذي يجبر الذباب للاحتماء داخل المنازل والأماكن الأكثر دفئا.
ولفت إلى ان انتشار القمامة وقلة النظافه يعملان علي زيادة انتشار
الذباب حيث تتغذي الحشرات وتضع بيضها ورغم أن ان انواع الذباب أكثر من 110 الف نوع
منها الذباب الاسود والذباب الضارب والذباب الرافعه وذباب الروث وذبابة اللحم
وذبابة الخل وذباب القرن وذباب الرمل وذباب الشاطئ إلا أن الذباب المنزلي وذبابة
الفاكهه هم أكثر الأنواع إزعاجا للكثير من الفلاحين.
وأضاف أبوصدام أن الذباب من الحشرات المزعجه فبعض انواع الذباب يتغذي
علي النباتات ويسبب خسائر كبيرة للمزارعين والبعض يتغذي علي الحيونات الحيه وبعضها
ينقل البكتيريا والفيروسات مما يتسبب في انتشار أكثر من 60 مرض كمرض الجمرة
الخبيثه والتسمم الغذائي والتهاب الملتحمة والتيفود.
وأشار الي ان الذباب له بعض الفوائد فهو حلقه مهمه في التوازن البيئي
حيث يساعد في القضاء علي بعض الحشرات الضاره وتساعد بعض انواع الذباب في زيادة
انتاجية المحاصيل الزراعيه عن طريق نقل حبوب اللقاح بين الازهار.
واوضح عبدالرحمن أن بعض النباتات تطرد الذباب مثل نبات الريحان وأشجار
الكافور وتعد النظافة والتهويه الجيده من الطرق الجيده للتخلص من الذباب
.
مطالبا الجهات المعنيه للتدخل الفوري للحد من انتشار الذباب والحشرات
التي تزعج المواطنين وتنشر الامراض بردم المستنقعات وتطهير الترع والمصارف وسرعة
رفع القمامه والقاذورات وتخصيص أماكن بعيده عن الاحوزة العمرانية لتجميع مقالب
القمامة ورش أماكن انتشار الذباب والحشرات عن طريق سيارات المحليات والأحياء مع
توفير المبيدات اللازمه بكميات مناسبة وبالمواصفات الامنة.
بالاضافه الي نشر التوعية اللازمة لطرق التخلص الآمن من الذباب وكيفية
الحفاظ علي الصحة العامة وطرق الوقاية من الأمراض التي ينقلها ويتسبب فيها الذباب.