الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: مثلث برمودا الجزء السابع‎

صدى البلد

وبحسب التعليمات الموضوعة من قبل يأتي ضابط أخر إلى مكتب اللواء في الميعاد الذي تم تحديده بالضبط بغرض إطلاعه على أخر المستجدات بخصوص العملية، فيلقى التحية على الحضور أولًا ثم يجلس، فيسأله اللواء سليم بشغف عن الجديد في الأمر بعد تناول وكالات الأنباء للحادث الذي وقع مؤخرًا،
ليبدأ الضابط النشيط في الحديث مباشرة عن ردود الأفعال الدولية وتبعات ما حدث في تلك الليلة فيقول:
- كله تمام يا افندم
كل حاجة مكتوبة وموجودة في التقرير اللي قدام سعادتك
من بعد العملية مباشرة لحد دلوقتي،
بالإضافة لتسجيلات صوت وصورة من مداخلات المحللين والخبراء مع الشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء في كل مكان.
الأخبار والتحليلات كلها بتقول ان الإنفجار ناتج عن خطأ فني
أثناء قيام المجموعة الإرهابية بإعداد العبوات وتجهيزها للاستخدام.
معتمدين في تلك الأراء على أدلة واضحة تؤكد صحة التحليلات، أولها أن العبوات المتفجرة كانت من نفس النوع اللي استخدمته الخلية في عملياتها السابقة، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها،
أما ثاني الأدلة فهو عدم وجود أثار لإطلاق نار في المكان،
أو اشتباكات بين الخلية وجهات أخرى.
- اللواء سليم: كل ده كويس جدًا وممتاز يا علاء،
لكن بالنسبة لي كان متوقع ومعروف من البداية.
ثم يتخلى اللواء عن الكرسي ويخطو نحو الثلاجة لشرب الماء
ثم العودة ثانية فيقول: أنا منتظر أسمع كلام تاني خالص.
كمل يا علاء خلينا نسمع قالوا إيه تاني.
- بيتكلموا يا افندم عن صدفة غريبة حصلت في الحادث من الصعب إنها تتكرر، وهي ان المجموعة الإرهابية كلها ماتت في الإنفجار، مفيش ولا واحد خرج منها حي!!
هي فعلًا غريبة جدًا واحتمال غير وارد بالمرة،
لكن تفتكر يا سيادة اللواء إنها ممكن تكون صدفة؟
صحيح الانفجار كان شديد جدًا بسبب كمية المتفجرات اللي كانت في المكان، لكن في الحقيقة أنا شايف إنه مش ده السبب الوحيد، ولا إيه رأيك أنت يا سيادة اللواء؟
ياسين: علاء معاه حق يا سيادة اللواء، لكن السبب كلنا عارفينه. 
ينظر اللواء سليم إليهما بإبتسامة يكسوها الرضا والفخر،
ثم أعقبها إيماءة بالعين، وقال بصوتٍ مِلؤُه الإعجاب والسعادة:
برافو يا علاء، أنت معاك حق.
صدفة ايه اللي ممكن تعمل كده!
كمل كلامك يا علاء عايز تقول إيه؟
فيستطرد علاء حديثه قائلًا:
دلوقتي أنا عرفت ليه سيادتك كنت مصمم على تنفيذ العملية في التوقيت ده بالذات!!
اللواء سليم: إيه هو اللي أنت عرفته يا علاء؟
يا افندم الخبراء والمحللين في كل مكان أجمعوا على أن السبب وراء مقتل الخلية الإرهابية بالكامل في الانفجار هو البرودة الشديدة للجو؛ لأنها أجبرت أفراد الخلية بلا استثناء على دخول المكان هربًا من البرد القارص.
فيترك اللواء سليم مقعده ثم يتجه نحوهما بهدوء،
فيضع يده على كتف ياسين ويربت عليها برفق ثم يقول: 
عرفت يا ياسين ليه أنا أجلت العملية لليوم ده بالذات؟
ثم يميل بكتفه قليلًا نحو علاء الذي يجلس في الجهة المقابلة لزميله ياسين، فيشير اللواء بأصبعه ناحية علاء قائلًا:
وأنت يا علاء عرفت حاجة تانية ولا هو ده بس اللي تعرفه؟
شوفوا يا حضرات لازم تعرفوا إني لما حددت التوقيت ده كان لسببين، السبب الأول مهم جدًا وأظن مش محتاجين أتكلم عنه؛
لأنكم خلاص عرفتوه، لكن ناقصه حاجة ممكن تشوفوها صغيرة، لكنها ممكن تكون جوهرية في تحديد سبب الإنفجار لما يقولوا إن النار اللي أشعلوها عناصر الخلية بغرض التدفئة طالت مخزن الذخيرة وانفجر المكان.
أما السبب التاني فلا يقل أهمية عن الأول
لأن الضمان الوحيد لنجاح العملية أن التنفيذ يتم بدون اشتباك؛
عشان السرعة والدقة.
وأكيد لو الجو حلو هيبقى كل واحد في مكانه خارح الوكر، وممكن جدًا يتم رصد قواتنا وهي بتتسلل، وفي الحالة دي هيشتبكوا مع قواتنا، ومش بعيد أبدًا إن أي فرد منهم يقدر يهرب
وساعتها تبقى مهمتنا الحقيقة والضربة الأكبر صعب تنفيذها،
ويبقى كل اللي عملناه إننا قضينا عليهم في مكانهم، وده طبعًا بالنسبة لأي حد مش قليل، لكن احنا هدفنا أبعد من كده.
يعني من الأخر كده التوقيت المثالي بيخدمنا في كل شيء، بيفسر للعالم كله سبب الإنفجار، وسبب مقتلهم بالكامل،
والأهم من كل ده إن التنفيذ تم بدون أي مقاومة..
عشان كده يا رجالة كان لازم نشتغل في التوقيت ده بالذات.
أما كلام خبراء الأمن وتحليلهم للحادث فهو يعتبر نجاح تاني وتمهيد للضربة الأكبر،
وهو ده بالظبط اللي كنت منتظر أسمعه منهم بعد اللي حصل؛
أنا عايز كل الناس تصدق ان الإنفجار كان صدفة وخطأ منهم مش أكتر؛ لأن ده هيساعدنا كتير في تنفيذ باقي المهمة بدون ضغوط.
ياسين: طبعًا يا افندم حضرتك تقصد إن المقبوض عليهم في العملية كده ماتوا قدام العالم كله، وده طبعًا اللي وصل لخلية سيناء.
اللواء سليم: وهي دي حاجة بسيطة يا ياسين؟
إحنا كده هنقدر نرجعهم للحياة تاني في الوقت اللي يناسبنا.
أنتو عارفين ده معناه إيه؟
معناه إن العيال دي كده ماتوا وانتهت حكايتهم قدام العالم كله،
ومفيش مخلوق على الأرض ممكن يرجعهم للحياة تاني غيرنا... 
الكلام اللي بيتقال ده بيأكد إن خيوط اللعبة كلها بقت في ايدينا ونقدر نحدد توقيت الخطوة الجايه بعد كده في الوقت اللي يناسبنا بدون أي ضغوط.