الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أب فلسطيني إلى أم مصرية.. الأطفال يعانون


ضرب الأطفال ليس متعلقا بالجنس أو المستوى الاجتماعي، إنما هي حالة سادية يشعر خلالها الأب أو الأم بحالة تلذذ واستمتاع عند ضرب أولادهما سواء باللكم أو التعنيف بالأيدي أو الحزام أو الحذاء.... إلخ أو قد تتنوع أسلحة السادية ويبقى الضحية واحدا وهو الابن الذي ليس له حيلة سوى تلقي الصفعات في صمت أو بكاء مكتوم يخشى إخراجه حتى لا تتزايد جرعة التعذيب.

تعددت مثل هذه الحوادث مؤخرا فلن نستطيع جمعها في تقرير واحد، وسنكتفي بذكر مثالين إحداهما لأم تعذب ابنها والآخر لأب يعذب ابنته.

الحادثة الأولى وقعت في وقت سابق من اليوم الجمعة، عندما قام رواد التواصل الاجتماعي بتداول فيديو لأم تضرب ابنها بوحشية غير عابئة بشكوى وصراخ الطفل.

على الرغم من كونه لا يتعدى مدة الدقيقة والنصف، إلا أنه احتوى على العديد من مشاهد العنف تنوعت ما بين الإهانة والصفع على الوجه، حيث يبدأ الفيديو بيد الأم وهي تضرب طفلها وتصوره خلال ضربه، من خلال إجلاسه على كرسي أمامها ثم بدأت في ضربه وتعذيبه وكأنها تنتقم منه بطريقة مبالغ فيها ودون أي مبرر يذكر.

لم يجد الطفل حيلة في البداية إلا الاندهاش من ضرب أمه المفاجئ، والذي لم يمنعها من ممارسة هواية الضرب المبرح والصراخ، وواصلت الضرب حتى بكى الطفل واحمر وجهه ولم يستطع النطق إلا بـ "أنا خائف"، وبدا من لهجة حديثهما أنهما مصريان.

لم تتعاطف السيدة مع ابنها وبدأت في ضربه وطرحه أرضا، وهي تضغط على ابنها بترديد طلبها المتكرر، "قوله تعالى خدني"، فيبدو أنها تصور هذا المقطع للأب الذي تزوج عليها كما أوضحت خلال حديثها، لذلك أقحمت السيدة طفليها في هذه الخلافات مع زوجها أو طليقها، كوسيلة ضغط عليه ولم يتأثر قلبها أو تشفق عليه من هذا الضرب المبرح.

حصد هذا المقطع آلاف المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي والذين ناشدوا المراكز الحقوقية والمركز القومي للأمومة والطفولة بضرورة التحرك وإنقاذ هذا الطفل، وبالفعل استجاب المجلس القومي للطفولة للشكوى، مؤكدا أن البلاغ الخاص بالواقعة تم تسجيله على خط النجدة 16000، التابع للمجلس، وأن الإدارة تتخذ الإجراءات اللازمة.

لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فقد أظهر فيديو سادى آخر طفلة رضيعة لا تستطيع الوقوف، لم يتجاوز عمرها العام الواحد، تسقط ضحية بين يدى والدها المدعو يوسف عثمان القططى، والذي ينهال عليها بالضرب صفعا على الوجه أو بلكمات قوية فى البطن، وتارة يرفعها من ذراعيها الضعيفتين إلى أعلى، ويسحبها من اذنيها بلارحمة. المشاهد الصادمة تداولها العالم العربى بقوة وغضب على مواقع التواصل الإجتماعى، لينتشر الفيديو بشكل كبير وسط تعليقات شديدة الغضب تطالب بالبحث عن مكان ووطن وجنسية الأب الذي تجرد من مشاعر الإنسانية والأبوة، وتغلظ قلبه ليعذب رضيعته بكل عنف وقسوة.

بمزيد من البحث بدأت بعض المواقع الإلكترونية فى المملكة العربية السعودية بالكشف عن معلومات تؤكد إقامة الأب صاحب الجنسية الفلسطينية فى المملكة، وبدء تحرك النيابة العامة السعودية ضده للقبض عليه، ومع تضييق الخناق ظهر الأب فى فيديو جديد يحمل فيه أبنته على قدميه معتذرا عن فعلته، مبديا اعتذاره للجميع كاشفا أنه كان يمر بأزمة نفسية في تلك الفترة.

وكشف الرجل أن الفيديو الذي انتشر له وهو يضرب ابنته قديم ومن قام بنشره عبر الانترنت زوجته التي تركت منزل الأسرة منذ أسبوعين ولا يعرف عنها شيئا.

وأكد خلال مقطع فيديو ظهر فيه بجانب طفلته أن الحادثة قديمة، وأنه لا يعلم من نشره وأشار إلى أنه كان في وقت الحادثة يحاول تعليم طفلته الوقوف، وأنه كان يمر وقتها بحالة نفسية. مبينا أنه تاب من فعلته، واعتذر إلى الجميع عما اقترف من تعنيف لطفلته.