قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مشاهير من بلدنا.. عمر مكرم.. ترك التعيين في الأزهر وقاد المصريين ضد الاحتلال

تمثال عمر مكرم
تمثال عمر مكرم

تضم محافظة أسيوط الكثير من العلماء والمناضلين على مر العصور ومن أبرزهم المناضل عمر مكرم والذي سجل التاريخ اسمه من نور لما قام به خلال حياته بعد أنفضل النضال الشعبي وترك التعيين في الأزهر الشريف وكرمته محافظة أسيوط بإنشاءأكبرمسجد وأطلقعليه اسمه.


كما قامت بإنشاء تمثال وتم وضعه أمامبوابة جامعة أسيوط كما أطلقتاسمه على عدد من المدارس بمختلف المراكز تخليدا لدوره الشعبي، في هذا التقرير نرصد مسيرة حياة المناضل الفريد الذي انحاز للشعب ضد الاحتلال.


ولد المناضل الشعبي عمر مكرم بن سليمان بن علي الشهير بـ عمر مكرم بمدينة أسيوط عام 1755م، في عائلة يرجع نسبها الى الحسين بن علي بن ابي طالب، وعاش شبابه وقت حكم علي بك الكبير والتحق بالأزهر الشريف لتلقي العلم وحرص وقتها على قراءة كتب الدين والفقه ورغم تفوقه بالأزهر إلا أنه فضل الحياة الاجتماعية والسياسية ولم يلتحق بوظيفة في الأزهر مثل علماء عصره ولم يتفرغ للتاليف حيث كانت ميوله النفسية تتجه ناحية السياسية وخدمة المجتمع.


وكان أول ظهور للمناضل الشعبي عمر مكرم عندما فوضه مراد بك وإبراهيم بك عام 1791م ، للتفاوض مع القائد التركي حسن باشا الجزائرلي الذي أتى على رأس جيش عثماني لتأديبهما أثناء الفوضى السياسية التي شهدتها البلاد في نهاية القرن الثامن عشر، ونجح المناضل عمر مكرم في ذلك وعاد الجيش العثماني إلى تركيا ولمع نجم عمر مكرم وأصبح مقربا من رجال الدولة.


وفي عام 1793م، أسندت إليه نقابة الأشراف خلفا لـ محمد البكري وكان وقتها يلقب بالأسيوطي نظرا لمسقط رأسه أسيوط وحظي بمكانة عالية بين الناس لكرم نفسه وعفته عن المال وقضى نحو 5 سنوات نقيبا للأشراف والتي كانت من أصعب المراحل التي مرت بها مصر بسبب الظلم الذي عاشه الشعب تحت حكم المملوكين مراد بك وإبراهيم بك والذي حاول عمر مكرم بدوره أن يسلك سبيل العدل والانصاف وانحيازه للشعب.


ونجح عمر مكرم في كتابة الوثيقة الكبرى عام 1795م، والتي تعهد فيها مراد بك وإبراهيم بك وأمراء المماليك الحاكمين بالسير في طريق العدل والعدول عن المظالم والنهوض بواجباتهم التي أقرتها الوثيقة ولكن لم يستمر عهدهما كثيرا حيث قاما بنقض العهد وانتهجا سياسة الجور والإفساد في البلاد وبعد أن جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر قررا الهرب، فتحمل المناضل الشعبي عمر مكرم مهمة القيادة الشعبية للقوى الوطنية والتي لم تستطع مجابهة القوى الفرنسية بأسلحتها.

ووقف عمر مكرم مع الشعب ضد الحملة الفرنسيةخلال الـ 3 سنوات التي قضتها في مصر مؤيدا لمطالب الشعب في الحرية وطرد الاستعمار وسجل التاريخ للزعيم الشعبي مواقفه الوطنية ومحاولته فرض أرادت الشعب أن يحكم نفسه بنفسه وقت أن كان محمد علي يحكم مصر والذي سعى وقتها إلى إضعاف الإرادة الشعبية مما جعله أن يتخلص من المناضل الشعبي بالنفي مرتين خارج القاهرة.

وكان منزل المناضل الشعبي عمر مكرم بمدينة أسيوط بسيط به فناء كبير من الداخل ويحتوى على عدد من الغرف منها غرفة لتخزين الغلال وكان يطلق عليها " الحاصل " وكان يوجد بالمنزل غرفه بها فرن لصناعة الخبز والذي كان يصنع من الشعير والقمح والذرة.

وبعد سنوات من النضال توفي الزعيم الشعبي عمر مكرم عام 1822م عن عمر يناهز 70 عاما قضاها مجاهدا في سبيل الوطن.