المنسي وعشماويجمعتهما كلية واحدة؛ تخرجا فيها سويًا ؛ قاما بتأدية القسم؛ وبعدها؛ كانا زميلين داخل الوحدات العسكرية؛ إلا أن الأول اختاره ربهُ ليكون في منزلة الشهداء؛ وأنزل عقوبةالإعدام على الثاني بعد فساده في الأرض؛ وقتله عشرات الأبرياء؛ تلك هي قصتا الشهيد العقيد أركان حرب أحمد المنسي والإرهابي المفصول من القوات المسلحة هشام عشماوي والذي نفذ فيه اليوم حكم الإعدام.
9 سنوات وربما أكثر؛ كانت المدة التي قام فيها الإرهابى هشام عشماوي بالعشرات من العمليات الإرهابية سواء في مصر أو سوريا أو ليبيا ؛ قتل خلالها المئات من الأبرياء ؛ تحالف مع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش؛ وأسس تنظيمات إرهابية أخرى؛ ووصل الأمر به بأنه أصبح يقود العديد من التنظيمات المسلحة المهمة؛ إلا أن طريق الضلال معروف إلي أين تصل نهايته.
في المقابل؛ استشهد أحد خيرة رجال القوات المسلحة ؛ وهو يدافع عن الأرض؛ ويصون العرض ؛ مؤمنا بقضيته ؛ وهي قضية حماية تراب الوطن؛ كان عاشقًا لسيناء وأهلها؛ وقد تمنى الشهادة فيها؛ ونالها ؛ ونال بعدها حب المصريين جميعًا؛ إنه الشهيد العقيد أركان حرب أحمد المنسي.
وبالنسبة للارهابي هشام عشماوي، فقد تنقل في العديد من الدول ؛ لأنه مطارد؛ لارتكابه العديد من الجرائم الإرهابية؛ والتي استشهد فيها العشرات ؛ في المقابل ؛ لم يخش "المنسي" طوال فترة خدمته حتى استشهاده، من التهديدات التي تلقاها من قبل العناصر التكفيرية والإرهابية، ولم يأخذ بعين الاعتبار كل المحاولات التي كانت تحدث من أجل قتله، لأنه كان مؤمنًا بقضيته، وهي الدفاع عن مصر وشعبها الأبي ومؤمنًا أيضًا برسالته وهي رسالة الأمن والسلام.
وفي إطار إعلان العقيد أركان حرب تامر الرفاعي؛ المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة؛ تنفيذ حكم الإعدام في حق الإرهابي هشام عشماوي؛ يرصد موقع صدى البلد مقارنة بين حياة الشهيد المنسي وأهم المحطات فيها ومقارنتها بالإرهابي هشام عشماوي:
مولد الشهيد منسي و التحاقه بالقوات المسلحة
الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، وُلد في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام ١٩٧٨ والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ثم عمل ضابطًا بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.
وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ثم عمل ضابطًا بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.
التحق المنسي بأول دورة للقوات الخاصة المعروفة باسم الـ "SEAL" عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية "دورة أركان حرب" من كلية القادة والأركان وتولى الشهيد قيادة الكتيبة "103" صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
مواقف المنسي الإنسانية
كان الشهيد أحمد المنسي له العديد من المواقف الإنسانية التي لا تُحصى، سواء كان في داخل نطاق عمله، أو مع أصحابه وجيرانه، أو مع أي فرد كان يحتاج لمساعدة، فكان يقدم المساعدة لأي إنسان محتاج، ففي نطاق عمله كان ودودًا للغاية مع ضباطه وجنوده، ويتعامل معهم كالأخ وليس القائد الذي يعطى أومرهُ، مما ساهم في خلق حالة فريدة داخل كتيبته العسكرية وأصبح الجميع يعمل على قلب رجُل واحد، كما أن الشهيد كان يقوم بزيارة الضباط والجنود في مدنهم وقُراهم ليطمئن على أحوالهم.
وفاة الشهيد المنسى
كان الشهيد أيقونة في القوة والشجاعة والإنسانية، كما أنه كان في قمة التواضع والخلُق، لا يتحدث عن أي بطولات قام بها، ولا يشغله أي شيء سوى شيء واحد، وهو الوطن، وقد استشهد هو ومعه عدد من أبطال القوات المسلحة في منطقة البرث برفح في 7 يوليو من عام 2017.
الإرهابي هشام عشماوي
وُلد الإرهابي هشام عشماوي عام ١٩٧٨ بمنطقة مدينة نصر بمحافظة القاهرة؛ وفي عام 1996؛ التحق بالكلية الحربية وهو في عمر الثامنة عشرة؛ وتخرج في الكلية عام ٢٠٠٠؛ والتحق بسلاح المشاة ومنه إلى الصاعقة.
فصل عشماوي من الخدمة العسكرية
في عام 2004؛ نُقل عشماوي إلى الأعمال الإدارية بسبب تدخله في السياسة والدين وفي عام 2007 ؛ أُحيل للمحكمة العسكرية بسبب التحريض ضد الجيش؛ وفي عام 2011 المحكمة فصتله من الخدمة العسكرية.
الطريق إلى الشيطان
في عام 2011 ؛ بدأ هشام عشماوي في الاجتماع بضباط سابقين في مسجد بالقرب من منزله وفي عام 2012 ؛ انضم إلى تنظيم ما يسمى بـ أنصار بيت المقدس الإرهابي ليتولى تدريب العناصر وفي عام 2013 ؛ أشرف على عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم
الانضمام لداعش
في عام 2013 ؛ انفصل الإرهابى هشام عشماوي عن التنظيم بعد مبايعته "داعش" وفي 2014 ؛ سافر إلى سوريا وانضم لتنظيمات ضد نظام بشار الأسد وفي 2015 .أسس تنظيم "المرابطون" الإرهابي في مدينة درنة بـ ليبياوفي عام 2017 صدر بحقه حكم غيابي في قضية أنصار بيت المقدس.
حادثة الواحات والفرافرة
خطط الإرهابي هشام عشماوي لحادث الواحات في عام 2017 ونفذه الضابط المفصول عماد الدين وفي نفس العام 2017 صدر بحقه حكم الإعدام الثاني غيابيًا في قضية حادث الفرافرة
مصر تتسلم عشماوي من ليبيا
وفي عام 2018 أعلنت السلطات الليبية القبض على الإرهابي وفي 2019 قام الجيش الليبي بتسليمه إلى المخابرات العامة المصرية
فـ «المنسى»، سيكتب التاريخ عنه الكثير والكثير، كيف لبطل أن نجح في مواجهة الإرهابيين، في معركة شرسة بدأت منذ فجر يوم 7 يوليو، حتى الساعات الأولى من الصباح، واجه فيها سيارات مفخخة وأسلحة حديثة متنوعة بحوزة العناصر الإرهابية.
في المقابل ؛ وصول قطار الإرهابي هشام عشماوي لمحطته الأخيرة وهي الإعدام بعد ارتكابه العشرات من العمليات الإرهابية قتل فيها العشرات ؛ بل المئات من الأبرياء ؛ سواء كانوا داخل مصر أو خارجها.