من لمور لـ موريتانيا.. حكايات أرض الرجال السمر في شمال أفريقيا

نقطة وصل بين شمال أفريقيا وجنوبها، هي دولة عربية أفريقية، تسحرك بجمال طبيعتها الخلابة، ومناظرها التي لا مثيل لها بالعالم، تتلاقي جبلالها وسهولها لترسم لوحة فنية تعبر عن جمال القارة كلها، هى موريتانيا والتى تقع في شمال غرب أفريقيا وعلى شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال كل من المغرب والجزائر، ومن الجنوب السنغال، ومن الشرق والجنوب مالي.

لمور وصولا إلى الأسم الحالى موريتانيا، أسماء كلها عٌرف بها الشعب الموريتاني فـ لمور هو أسم طلقه الأوروبيين ويعنى أرض الرجال السمر وقد كانت موريتانيا من قبل معروفة عند الرحالة العرب أهل المشرق بأسماء منها بلاد شنقيط وكذلك صحراء الملثمين وبلاد لمتونة، مع اختلاف الأزمنة والعصور تظل موريتانيا بطبيعتها الخلابة وجمالها، فهى تمتلك سلاسل جبلية وأحواض صخرية وسهول رملية تمتد على مساحات شاسعة.

ما بين السهول الرملية تظهر القمم الصخرية لتعطى لمسة جمالية تسر الناظرين إليها، فـ موريتانيا تمتلك جبال متوسطة الارتفاع منها سلسلة الجبال الموريتانية وهي سلسلة جبلية وسط البلاد تبدأ من جنوب ولاية إينشيري ممتدة باتجاه الجنوب وحتى الحدود المالية، هذا بالإضافة إلى سلسلة جبال ظهر الرگيبات، والتي تغطي كامل الشمال الموريتاني وأجزاء من ولاية آدرار.

كما لايفوتك أيضا الأحواض الصخرية وهي شبه أحواض صخرية تغطي أجزاء من منطقة "العصابة" وكامل منطقة الحوض في الجنوب الشرقي، أما الأبهر من الأجمل من ذلك هي حوض تاودني وهي رسوبيات عميقة إلى الشرق معروفة جيولوجيا بـ Taoudeni Basin حيث إنها تتحرك على سطحها عروق رملية تعرف بالمجابات الكبرى.

أما أبرز المعالم الطبيعية أيضا التى تمتاز بها موريتانيا هى حوض أركين والذي يقع في شمال موريتانيا بين رأس تيميريس وخليج الكلب، حيث تم الإعلان عن "حوض أركين" على أنه حظيرة وطنية محمية، نظرا لما تزخر به من تجمعات طيور نادرة تأوي إليها منها "البجع الأبيض والخطاف الملكي والبقويق الأشقر والنحام الوردي"، ليس مايميز حوط أركين الطيور فقط ولكن تلك الأحواض الضحلة تعطى لوحة فنية مختلفة الألوان من تدرجات الأخضر والأزرق، والأحمر.

أما الأمر الجميل الثانى الذى يُسر الناظر إليه هو تكوين الريشات أو حفرة الريشات كما أنه تُعرف بـ "عين الصحراء" فهو من أبرز المعالم الجيولوجية في موريتانيا بل وفي أفريقيا عموما وهي عبارة عن حفرة موجود بشمال صحراء موريتانيا بالقرب من مدينة وادان الأثرية يبلغ قطرها تقريبا 35 كيلومتر.

المنطقة حيرت العلماء كلهم فمنهم من يقول أنها حفرة ناتجة عن نيزك ضرب تلك المنطقة والبعض يقول إنه بركان خامد قديم.

ليست الطبيعة فقط أبرز مايميز موريتانيا، فهى أيضا تمتلك من ثروات لا مثيل لها من الثروات المعدنية من مناجم الحديد في الشمال في منطقة بطاح الزويرات، فضلا عن مناجم النحاس في منطقة أكجوجت، هذا بالإضافة إلى ما تتمتع به موريتانيا باحتياطي جيد من الذهب حيث أنه يوجد 8 مناجم ذهب رئيسية في البلاد وتتواصل عمليات البحث والتنقيب عن مناجم جديدة وحاليا يوجد منجم نحاس وذهب مشتركين حيث في هذا المنجم يستخرج النحاس والذهب على شكل صخور وبعد ذلك تفصل، وأكبر هذه المناجم هو منجم تازيازت لاستخراج الذهب وهو منجم في الفضاء المفتوح يقع شمال غرب موريتانيا على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة نواكشوط وقد بدأت تازيازت التي تملك أغلب اسهمها شركة "كينروس" الكندية عملياتها التجارية في 2008 وقد بدأت في توسعة منجم الذهب ليصبح ثاني أكبر منجم ذهب في العالم.