قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

دعاء علي تكتب: عندما تتخلى البشرية عن إنسانيتها


(لكل قاعدة شواذ)، لقد وصلت بنا شواذ القواعد الي ان يُحرم الميت من دفنه، فلقد اعتدنا علي ان نرى قاتلا ومقتولا، او أن نري سارق ومسروقا، او ابنا يعق والده وناكرا للجميل، او أما وأبا يقتلان اولادهم لغرض ما في نفسيهما، لكن لم نعتد علي ان يُحرم الميت من دفنه، وما المبرر لذلك؟
لن اجد اي مبرر اخلاقي او ديني او انساني، يدعونا الي ان نحرم ميتا من حقه وهو اكرامه ودفنه، فعندما نتذكر قصة الغراب الذي اهال التراب علي اخيه احتراما وإكراما لموته، بالرغم من انه اخطأ وعوقب الا انهم لم يعاقبوه بعدم دفنه، وهي طيور ليس لديها عقل تفكر به كالانسان،هنا نخجل نحن مما حدث بقرية (شبرا البهو)، وهل هؤلاء عقلاء ام اصبح العقل مصيبتنا؟ حيال اعتراضهم علي دفن ابنة قريتهم، المنتسبة الي جيش مصر الابيض والذي له كل التحية والتقدير والاحترام ونرفع له القبعات لقيامه بواجبه علي الوجه الاكمل.


طالما كانت هذه الطبيبة تعالج المصابين، وتؤدى عملها بشجاعة دون مهابة الموت، مرضي فيروس كورونا اللعين، الذي ما انفك ان يفتك بأرواح البشر، واحدا تلو الاخر، فما الذنب الذي اقترفته؟ وهل الي هذه الدرجة من الخسة والوضاعة، تتخلي البشرية عن انسانيتها؟ عرفنا البخل بجميع انواعه، البخل في المشاعر او الانفاق، لكن لم نسمع بهذا من قبل في تاريخ الانسانية، ان يرفض الانسان اكرام اخيه ولو بالدفن، لكني لن استطيع ان اصف ذلك بالبخل، ولن اعرف ماذا اصفه، فهل ذلك جهل؟ فالجهلاء لم يفعلوا ذلك بل دائما وما زلنا نسمع منهم(اكرام الميت دفنه).


فالبشرية بأسرها تستنكر تلك الفعلة الشنعاء، الخالية من المروءة والشهامة والنخوة، اهو خوف علي انفسهم من العدوي بالفيروس؟ فعلي حد علمي انه اذا دُفن المتوفون بهذا الفيروس، ليس لذلك اي ضرر علي الاحياء من البشر، في حين ان تجمعهم وتجمهرهم في حد ذاته، جريمة يعاقب عليها القانون، لأنها تعتبر دعوة صريحة للعدوي، وتصرفا غريبا من نوعه علينا وعلي بلادنا والإنسانية بأسرها.


إن من دواعي حزني وأسفي وغضبي من اؤلئك الجهلة المتعنتين، ان هذه الطبيبة ماتت شهيدة وتستحق ارفع الاوسمة بل انها كتبت بمنزلة الشهداء عند الله، ولم يتبادر الي اذهان هؤلاء الجهله، ان فعلتهم الرافضة لدفن الطبيبة الشهيدة، كيف يكون وقعها وتأثيرها علي مشاعر زملائها من جيشنا الابيض، الذي بات يتقدم الصفوف بكل شجاعة وبسالة، لمحاربة الفيروس اللعين.


الاطباء و الممرضون ملائكة الرحمة، تركوا حياتهم وأولادهم وانعزلوا مع المصابين دون مهابة الموت، وسلموا امرهم الي خالقهم ظانين به كل الخير، حتي اعطاهم الله خيره فمنهم من خرج بسلام متقنا عمله، ومنهم من توفاه الله شهيدا في سبيله، وهو كل الخير، ومن منا لا يتمني الموت شهيدا في سبيل الله، فكل التحية والتقدير والاحترام والامتنان، للجيش الابيض الذي اصبح وبات ولا ينفك، عن اداء واجبه تجاه وطنه وشعبه بإفراط ودون تفريط.