في هدوء غير مسبوق في أول ساعات أيام عيد الفطر المبارك وسط الشوارع الخاوية من المصلين، افترش أشرف محمود الحصير بشرفة منزله لإقامة صلاة العيد، هو وأسرته، حين أشارت عقارب الساعة نحو الـ 5:22 صباحا، ليؤدون صلاة العيد التي يفتقد "هشام"، تكبيرتها التي كان يرددها بأحد المساجد القريبة من منزله في القاهرة الكبرى، ليضطر أن يؤم أفراد عائلة الصغيرة، وذلك بعد غلق المساجد بسبب الحظر الذي فرضه فيروس كورونا حول العالم.
يفتقد "هشام" أجواء العيد ومراسم صلاتها، والبهجة في السير صباحا مع أسرته لصلاة العيد واللعب مع أطفال بالبالونات، كما اعتاد في السنوات الماضية، متحسرا على الوضع الآني الذي لم يعشه أو يشهده في حياته من قبل منذ ولادته في منتصف ثمانينات القرن الماضي.
اقرأ أيضا:
يتحدون حظر كورونا.. أهالي المطرية يقيمون صلاة العيد في الشارع
شاهد.. الفريق الطبي والمرضى يصلون العيد بمستشفى عزل العجمي.. صور
بارتداء الكمامات.. إقامة صلاة عيد الفطر في الحرم المكي.. صور
افترش "هشام" الحصير ليؤمه والده هو وإخوته وأمه وزوجته وأطفاله الصغار، لإقامة صلاة العيد بشرفة منزله الواسعة، ليصطف هو ووالده في المقدمة وأمه وزوجته واطفاله في الخلف، ليبدأ بعدها والده في تلاوة القرآن في صمت يشوبه الحزن على بهجة العيد الباهتة.
في شرود يشوبه الحسرة، جلس جد "هشام" على كرسيه بشرفة منزل أسرته، وبدأ يستقطب أنفاس الدخان عبر شيشته المنزلية، التى اعتاد تدخينها على المقاهي، بعد انتهاء صلاة العيد، ليخرج من أنفه دخان يحمل سرب احتشاد المعيدين بالشوارع التي يقتلها الصمت، وسط ذعر المواطنين من التجمع بعد انتشار حالات فيروس كورونا بجميع أرجاء المحافظات.
يرى هشام وأسرته أن وباء كورونا قتل فرحة المصريين والمسلمين، حول العالم بعيد الفطر، حيث لم يتوقع مطلقا أن يأتي عليه اليوم الذي سيرى في الشوارع خالية من المعيدين والمصلين، وكأن الشوارع تحولت إلى مدينة أشباح يضج بها الصمت والوباء.