قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

توجع الدمايطة كل عام.. ذكرى وفاة المدفعجي الفناجيلي أشهر أبناء دمياط

المدفعجي الفناجيلي
المدفعجي الفناجيلي

ياتى شهر يونيو من كل عام ليحمل ذكرى وفاة المهندس أو المدفعجى، إنه الكابتن محمد رفعت الفناجيلي، الشهير برفعت الفناجيلى، الذىولد في الأول من مايو 1936 في دمياط، وتوفي 23 يونيو 2004 ، والذي تحل في تلك الايام الذكرى السادسة عشر على رحيله عن عالمنا .

الفناجيلي يعد من اشهر ابناء دمياط ويتباهى به الدمايطة امام الجميع لكونة دمياطى وفي مجال كرة القدم يطلق علية القاب عديدة ولكن الدمايطة يفضلون "المهندس".

في كل عام مع ذكرى وفاته تنتشر بوستات الرثاء والنعى على اغلب صفحات التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" والخاصة بابناء دمياط يرثون ابن دمياط ويترحمون عليه.

تزوج الفناجيلي عام 1963 وله ثلاث بنات وولدان،وهو حاصل على الشهادة الابتدائية، ولكنه بذكائه وخلقه الطيب تمكن من الوصول لرتبة النقيب في القوات الجوية.

بدأ ممارسة كرة القدم في شوارع مدينة دمياط، ففي السادسة من صباح كل يوم كان يتسلل من منزله في حارة الحمزاوى، ويمر على أبناء الحى، ليلعبوا الكرة حتى يسمعوا جرس المدرسة فيذهبوا لقضاء اليوم الدراسى ثم يعاودون اللعب لما يقرب من منتصف الليل، إلى أن أصبح هذا الطفل عاشقا لكرة القدم وأحد أعلامها وأشهر نجومها.

لقب بأحسن لاعب ثلاث سنوات متتالية ابتداءً من عام 1960، وأحسن مدافع في العالم في دورة روما الأوليمبية.

مشواره الكروى
بدأ مشواره مع كرة القدم في صفوف نادى السويس، ثم انتقل إلى النادى الأهلى موسم 53-1954 بعد أن اكتشفه عبد المنعم البقال وكان عمره وقتها 16 عاما.

حصل الفناجيلى مع الأهلى على 7 بطولات دورى و6 كأس مصر، واشتهر بأنه القائد المحنك والخبير لفريق الأهلى، حيث كانت شهرته تسبقه إلى كل مكان بفضل مهاراته، والتى جعلت منه أحد نجوم عصره، وتلقى عروضا كثيرة للاحتراف في أوروبا لكنه رفضها جميعا وفضل البقاء في مصر.

لعب في صفوف المنتخب الوطنى لأكثر من 17 عاما بداية من عام 53 وحتى عام 70، وخاض خلالها ثلاث دورات أوليمبية ونجح في الفوز بالمركز الرابع مع الفريق القومى في دورة طوكيو عام 1964، كما حصل على لقب أحسن مدافع في دورة روما الأوليمبية عام 1960.

اشتغل بالتدريب في نادى دمياط عدة مواسم، ولكن الإمكانيات المادية لم تمكنه من تحقيق الكثير مع فريق مدينته التى عاش فيها بقية حياته وقرر ترك العمل في المجال الرياضى عام 1979.

الصدفة في حياة الفناجيلي
فى الثانية عشرة من عمره، تلعب الصدفة دورها حين انضم للفريق الأول بعد أن تخلف أحد لاعبى الفريق عن حضور إحدى مبارياته، ومنذ تلك المباراة بقى الفناجيلى كلاعب أساسى في الفريق وشارك في معظم مبارياته، أحيانا كصانع ألعاب في خط الوسط، وأحيانا كساعد دفاع أيمن.

لم تتح للفناجيلى فرصة إكمال تعليمه وحصل على الشهادة الابتدائية فقط نتيجة أن والده فقد بصره، وكان عليه أن ينزل للعمل، فأسرته مكونة من الأب والأم وخمسة من الأشقاء، وقد عمل في ورشة لزخرفة الخشب أو ما يعرف باسم "الاويما"، أى كان يعمل أويمجى في صناعة الأثاث، وكان يحصل على جنيه في الأسبوع، وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت.

ولعب الفناجيلى لنادى اتحاد دمياط، ثم للساحة الشعبية، ثم نادى اتحاد دمياط ثم النادى الأهلى، ولهذا الأمر قصة، ففى إحدى المباريات التى كان يؤديها فريق وزارة الصحة في دمياط، تولى رفعت الفناجيلى مهمة رقابة أحمد مكاوى - وكان في قمة تألقه – وأدى مباراة رائعة فلفت نظر عبد المنعم البقال – كشاف الأهلى المعروف – وقرر وضعه تحت الملاحظة فقام بتنظيم مباراة للأهلى في دمياط كان الهدف الأصلى منها هو اختبار رفعت أمام مهاجمين لهم وزنهم.

ونجح الفناجيلى بالفعل في الاختبار، وقرر الأهلى ضمه وذهب إلى القاهرة ليبدأ التجربة الجديدة لكنه لم يتجاوز حد المشاركة في التدريبات والمباريات الودية، وهو ما لم يرض طموحه، حيث شعر بأنه في الأهلى أصبح لاعبا عاديا بينما كان في دمياط مثل الملك المتوج! وفى أحد الأيام جاءه واحد من لاعبى الأهلى وراح يتكلم معه عن فرصة اللعب وكيف أنها ستكون ضئيلة للغاية وأقنعه بألا يبقى في النادى لأنه سيبقى "مركون" دون لعب، وقام هذا اللاعب بإقناع الفناجيلى بالانضمام لنادى اتحاد السويس، وكان قد بلغ الثامنة عشرة من عمره.

نصيحة اللاعب لم يكن لها سبب سوى أنه وجد في الفناجيلى منافسا ومهددا له في مركزه، ويختفي الفناجيلى من الأهلى دون أن يهتم أحد بهذا الاختفاء، ويبدأ مشواره مع الفريق الجديد ويحرز في أول مباراة له أمام المصرى هدفا هو هدف الفوز، ثم يتم ضمه لمنتخب مصر ويسافر معه إلى فرنسا والبرتغال، حيث كان يلعب في بطولة البحر المتوسط، وبعد عودة مسابقة الدورى جاءت مباراة الأهلى أمام اتحاد السويس، ويتألق فيها رفعت بشدة بعد أن تمكن من إيقاف الضظوى - هداف الأهلى – ومنع خطورته، وهنا شعر إداريو الأهلى ومعهم عبده البقال بالخطأ الذى وقعوا فيه وراحوا يخططون لاستعادته من جديد.

وبعد انتهاء الموسم وخلال إجازة الصيف، مارس الكثيرون الضغوط على الفناجيلى لكى يعود إلى الأهلى، ولكنه لم يكن يحتاج لمجهود كبير لكى يقتنع بالعودة، وفى الموسم التالى كان لاعبا في صفوف الفريق مرة أخرى، وابتداءً من عام 1954 ظل يرتدى الفانلة الحمراء طيلة 13 عاما شارك خلالها في إحراز العديد من بطولات الدورى والكأس مع نجوم تلك الحقبة أمثال: صالح سليم، وعادل هيكل، وعبد الجليل حميدة، وطارق سليم، وميمى الشربينى، وشريف الجندى، وفتحى خطاب.

وعن شهادته حول أبناء جيله قال: "الضظوى أحسن لاعب يضع الكرة في المرمى، وصالح سليم أحسن لاعب يعطى الكرة لغيره ليضعها في المرمى".

تميز رفعت الفناجيلى بكل مهارات كرة القدم من حيث الاستقبال الجيد وحسن التصرف والتمرير المتقن والتسديد القوى الدقيق، كما كان بارعا في توزيع مجهوده على زمن المباراة.

بطولاته
لعب الفناجيلي خلال مشواره الكروي مع النادي الأهلي 650 مباراة دولية ومحلية وودية أحرز خلالها 100 هدف، ولعب 150 مباراة دولية أحرز فيها 40 هدفًا سواء مع المنتخب الأول أو المنتخب العسكري.

شارك الفناجيلي في تصفيات أولمبياد 1956 وأولمبياد 60 في روما وأولمبياد 64 بطوكيو وكأس فلسطين وكأس الأمم الأفريقية، وشارك مع المنتخب في الفوز بكأسها في أول دورة عام 1956.

حصل على رتبة ملازم كمنحة وجائزة من المشير عبد الحكيم عامر عام 57 عندما فاز المنتخب العسكري على نظيره الإيطالي 2/صفر في روما.

كان حسن الأتربي أول مدرب درَّب الفناجيلي في دمياط ومحمد الجندي واليوغوسلافي بروتش أكثر المدربين تأثيرًا على مسيرته الكروية.

وفاته
كان الفناجيلى واحدا من ضحايا حرب 1967، فقد توقفت كرة القدم، وتجمد نشاط الكثيرين وانخفضت معنويات الجميع، وأخيرا يعتزل المهندس مثله مثل آخرين من لاعبى جيله، ويستقر به المقام في دمياط مسقط رأسه التى شهدت بدايته الأولى وتوفي ٢٣يونيو٢٠٠٤