قالت الصحف الليبية إن وزارة الخارجية الروسية تحتاج إلى عمل أكبر، في مسألة إنقاذ عالم الاجتماع مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان من الأسر من الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، لافتين إلى أن بعد عام من الاعتقال، لم تعلن موسكو عن أي قرارات بناءة بشأن هذه المسألة.
وبحسب ما نشرته الصحف الليبية، يعد مكسيم شوغالي وسامر سويفان موظفان في صندوق حماية القيم الوطنية تم اختطافهما في مايو من عام 2019 بعد وصولهما إلى ليبيا في مهمة رسمية لدراسة الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد.
وأفادت الصحف الليبية أنهما يقبعان في سجن معيتيقة لأكثر من عام، وهو السجن الذي تسيطر عليه جماعة الردع وقوات العمليات الخاصة التابعين لما يسمى بحكومة الوفاق الوطني، مشيرين إلى أن خلال عام من السجن غير القانوني لم يتم توجيه أي تهمة لهما من طرف حكومة الوفاق، ولم يتخذ الدبلوماسيون الروس أي خطوات حقيقية لتحرير مواطني بلادهم.
و أشارت أن فريق العلماء الروس متواجد الآن في السجن لأكثر من 14 شهرا، وخلال كل هذا الوقت لم تقدم وزارة خارجية الاتحاد الروسي سوى البيانات فقط، بشأن قضية شوغالي وسويفان، ولم يعلق رئيس البعثة الدبلوماسية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف والمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على حادث اختطاف علماء الروس في ليبيا.
وقالت الصحف الليبية أن أول إشارة لاسم شوغالي تعود لتاريخ 17 أكتوبر من العام الماضي، بعد خمسة أشهر ونصف من اختطاف عالمي الاجتماع، حيث تم اختطافهما ليلة 16-17مايو2019.
وأفادت في عدة تقارير لها، أنه تم طرح سؤال متعلق بحال الروس بشكل غير مباشر على المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا حيث سائلها أحد الصحفيين ما إذا كان أحد قادة الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق سيشارك في المنتدى الروسي الأفريقي أم لا، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون مرتبطا بمنظمات إرهابية أو متورطا في اختطاف المواطنين الروس.
وأوضحت الصحف الليبية، أنه تم ذكر العلماء مرة أخرى على موقع الوزارة الإلكتروني بعد 7 أشهر أخرى، أي بعد حوالي عام من اختطاف الفريق تم نشر وثيقة بعنوان "بيان صحفي عن المواطنين الروس في ليبيا" في 6 مايو 2020، لافتين إلى أنه مع ذلك، لم يتم التطرق إلى الموضوع المذكور في عنوان الوثيقة على الإطلاق حيث أشار تقرير وزارة الخارجية الروسية إلى العرض الأول لفيلم "شوغالي" الذي تم بثه على القناة التلفزيونية الروسية NTV .
وأشارت الصحف الليبية إلى أنه تم تصوير الفيلم بطلب من صندوق حماية القيم الوطنية، الذي أرسل علماء الاجتماع إلى ليبيا ومع ذلك، شكك دبلوماسيون في كلام مؤلفي الفيلم حول انه مبني على أحداث حقيقية.
ونشرت الصحف الليبية الرسالة الأخيرة من قبل وزارة الخارجية الروسية حول شوغالي وسويفان على الموقع في 3 من يونيو عام 2020 في ذلك الوقت كانوا في الأسر لأكثر من عام، يتضمن الجزء الرئيسي من الوثيقة تفاصيل المفاوضات بين الطرفين بشأن التسوية السياسية للصراع الليبي و في نهاية البيان الصحفي على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، تم ذكر أسماء شوغالي وسويفان لأول مرة، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ضرورة إطلاق سراحهم وعودتهم إلى وطنهم دون شروط مسبقة، وأشار إلى أن اختطاف علماء الاجتماع وسجنهم في سجن معيتيقة يعد "عقبة أمام العلاقات بين البلدين".
وأضافت الصحف الليبية أن في الوثيقة لم يركز الوزير بشكل كافي على اختطاف وسجن عالمي الاجتماع في "معيتقية" في ظل غياب تهمة حقيقية موجهة لهم، باستخدام كلمة "اعتقال".
واوضحت الصحف الليبية أن بعد عام كامل من اختطاف العلماء، اتخذت وزارة الخارجية الروسية موقفًا من حادث اختطاف شوغالي ومترجمه.
واشارت الصحف الليبية أنه من المثير للاهتمام أن المفاوضات الأولى حول الإفراج عن علماء الاجتماع جرت قبل وقت طويل من نشر هذه الوثيقة على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، لم تبدأ هذه المفاوضات من قبل الدبلوماسيين الروس،بل بدأها موظفو صندوق حماية القيم الوطنية، الذين تم الاتصال بهم من قبل أعضاء من حكومة الوفاق الوطني، وذلك وفقًا لتصريح رئيس صندوق حماية القيم الوطنية الكسندر مالكيفيتش.
وأضافت الصحف الليبية ان في 30 مايو من عام تم نشر2020 تسجيل لمحادثة هاتفية دارت بين أحد موظفي صندوق حماية القيم الوطنية الناطقين بالعربية مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية، خالد المشري، حيث جرت هذه المفاوضات قبل وقت طويل من نشر التسجيل الصوتي وبالتحديد في 29 مايو 2019، أي بعد اثني عشر يومًا من اختطاف فريق علماء الاجتماع.
وافادت الصحف الليبية أن المشري التابع لحكومة الوفاق بابتزاز أعضاء صندوق حماية القيم الوطنية، واقترح أن يتم إطلاق سراح علماء الاجتماع مقابل دعم موسكو لسلطات طرابلس والاعتراف بها.
وأشارت الصحف الليبية أنه ومع ذلك، ليس لدى رئيس صندوق حماية القيم الوطنية الكسندر مالكيفيتش، أي سلطة تخوله لإجراء هذه المفاوضات، ولا يمكنه التأثير على موقف الكرملين السياسي، الذي لا يريد الانحياز لأي طرف من أطراف النزاع الليبي،ويحاول الحفاظ على مسار سياسي محايد.
وقالت الصحف الليبية ان عضو صندوق حماية القيم الوطنية أوضح للمشري أنه "ليس من المعتاد في روسيا اللجوء إلى الابتزاز".
واوضحت الصحف الليبية ، ان الصحفيون المحليون نظموا حملة إعلامية عن العلماء المختطفين في ليبيا،و تمت تغطية القضية من قبل العديد من الوكالات الإعلامية الحكومية مثل: ريا نوفوستي ووكالة تاس، كما انضمت الشخصيات العامة أيضا إلى الحملة.
وقالت الصحف الليبية أن ممثلو وسائل الإعلام المختلفة يعملون على متابعة ونشر أي معلومات حول قمع حقوق مواطني مختلف دول العالم. وبالطبع، شوغالي وسويفان ليسوا استثناءًا.
وأشارت الصحف الليبية إلى أن في الوقت الحالي، لا توجد معلومات موثوقة حول حالة ومكان علماء الاجتماع حيث لا تذكر وزارة الخارجية الروسية التقارير العديدة لمجلس الأمن الدولي وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا المتعلقة بجميع أنواع انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان في السجون الليبية.
وأفادت الصحف الليبية أن علاوة على ذلك، تقول تقارير منظمات حفظ السلام الدولية إن ميليشيات حكومة الوفاق الوطني تقوم بتعذيب السجناء.