الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية شاعر.. عبد الناصر الحمد ذاكرة تاريخ شعر المنطقة الشرقية

صدى البلد

قضى الشاعر السوري عبد الناصر الحمد، الذي رحل عن عالمنا أمس، سنوات من عمره في البحث عن جانب مغفل في الثقافة العربية والسورية وهو الشعر الشعبي، رغم أنه كان ميالا في تصريحاته إلى الشعر الفصيح.

ولد الحمد في محافظة دير الزور عام 1958، حصل على شهادة في الآداب والعلوم الإنسانيّة، قسم الدراسات الاجتماعية والفلسفية، ودرجة الماجستير في التأهيل والتخصص في التراث الشعبي، جامعة دمشق.

وكتب أغان لعدد من المطربين منهم: سعدون الجابر (عشرين عام، كل سنة وإنت حبيبي، بيتنا المهجور)، وضاح إسماعيل (كلّك نظر)، وفؤاد سالم (طلعت شمسنا الدافية)، وفؤاد جراد (الموليا الفراتية). ومن ليبيا فتحي كحلول (طلعت شمسنا الدافية).

للراحل أعمال شعرية كثيرة بالفصحى والعامية، كما كتب للأطفال، وكان معدا لبرانامج في قناة التربوية السورية، كما كان مديرا لتحرير عدد من المجلات، وصدر له العديد من الأعمال الشعرية بالعربية الفصحى والعامية منها: "تراتيل لغيلان الدمشقي" و"ملائكة من ورق" ومن أشعاره الشعبية "دفتر الموليا" و"يا غريبة".

ويقول إنه كتب الشعر الشعبي مصادفة، وكانت رسالة الماجستير التي حاز درجتها من جامعة دمشق بعنوان "الغناء الشعبي في محافظة دير الزور ـ المولية نموذجا".

ويوضح في واحد من حواراته إنه حين كتب أغنية "عشرين عام" التي غناها المطرب العراقي سعدون الجابر، إن لم يعتقد أن "تلك القصيدة المحكية ستغنى يوما أو أن يغنيها سعدون".

حاز الشاعر على جوائز عربية كثيرة من خلال شعره الفصيح والمحكي، وله كثير من الاكتشافات التي بيّن خلالها أنّ الشعر المحكي حفظ كثيرًا من ثقافة العرب والسوريين نظرًا لعمره الممتد إلى قرون طويلة.

واعتبر الشاعر دائمًا وبموقف لا رجعة فيه أنّ الشعر الفصيح هو أبو الأدب والثقافة والفن وأنّ الشعر المحكي هو عبارة عن نوع من أنواع الفنون ولا يعتبره شعرًا لأسباب كثيرة أهمها أنّه لا يمكن أن يكون ديوان العرب بالشكل المطلوب الذي يعبر عنه الشعر الفصيح.

ومن أهم مواقف الحمد الأدبية أنه لم يتخل عن طفولته وعن شبابه عندما كان في أيام الشقاء والتعب فانعكست على وجدانه وعلى كتاباته معبرًا عن ذلك في الأغاني التي كتبها والقصائد التي أنشدها.

وأظهر الحمد في كثير من كتاباته أن الأغنية الشعبية الممثلة بالقصيدة المحكية برغم قصورها عن مرتبة الشعر الأصيل والموزون والفصيح إلا أنّها حافظت على ثقافتنا منذ أيام العهد العثماني لأنّها تعرضت للسطو والتخريب.

الشاعر عبد الناصر الحمد الذي كرمته إيران في مهرجاناتها الأدبية وكرمته الجالية السورية في الأردن رفض كثيرًا أن يبقى أدب الأطفال على واقعه الحالي، حيث يريد للأطفال أن يتمسكوا بالكتاب ليتمسكوا بجذورهم وتاريخهم.

وكان الحمد عضوًا في اتحاد الكتاب العرب في جمعية أدب الأطفال وهو الذي أعد كثيرًا من البرامج للتربوية الفضائية وترأس تحرير كثير من المجلات وشارك في كثير من المنتديات السورية والعربية.