EN
يحمل العلم ظواهر غريبة، لكن الكايميرا كانت أشدها غرابة، فهل تتخيل أن تكون شخصين داخل جسد واحد وتحمل نوعين من المادة الوراثية؟ أو أنك كأم تحملين بعض من كروموسومات طفلك الذي لم يولد أو يكتمل تكوينه وأجهض، إن الأمر مريب، فهو يشبه عملية نقل الأعضاء، إذ يحمل العضو المنقول مادة وراثية مختلفة عن تلك التي يحملها جسد المتلقي.
الطبيعي أن يتخلق الإنسان نتيجة لتلقيح الحيوانات المنوية مع البويضة، وفي حالة وجود توأمين تنتج الأنثى بويضتين، تندمج كل منهما على حدة مع حيوان منوي، فتتكون بويضتين ملقحتين داخل الرحم، ووفقًا للعملية الحيوية الطبيعية ستتحول البويضتين إلى توأمين في نهاية المطاف.
اقرأ المزيد:
لكن ماذا إن حدث واندمجت البويضتين مع بعضهما فجأة ثم تحولتا إلى مضغة نتج عنها وجود جنين واحد في عملية تشبه الانصهار، هنا تظهر الكايميرا، ووفقًا لما تناوله الطبيب الكويتي «عايد العجمي» في حديثه عن أغرب الظواهر العلمية التي رآها، يقول إن الكايميرا هي انصهار الشخص واندماجه مع أخيه التوأم ليتحولا إلى نطفة واحدة قبل بداية مرحلة التكوين، مما ينتج عنه تكون جنين واحد يحمل نوعين من المادة الوراثية.
ليديا فيرتشايلد
كانت قضية ليديا فيرتشايلد الشهيرة هي السبب في البحث المتعمق وراء ظاهرة الكايميرا، فقد أثبت فحص الحمض النووي DNA أنها ليست الأم الحقيقية لأولادها، فلم تتطابق المادة الوراثية معهم مما عرضها للطعن في حضانتهم وأصبحت موضع اتهام باختطافهم، لكن تم إسقاط جميع التهم عنها بعد اكتشاف أنها كايميرا، فقد عثر الأطباء على خلايا وراثية DNA مطابقة لأولادها في عنق الرحم، وأن ليديا كانت نتاج لانصهار داخل بطن أمها مع توأمتها التي لم تتكون.
هل تساءلت يومًا عن سبب وجود أشخاص لديهم اختلاف في لوني العينين، أو شخص يحمل فصيلتي دم مختلفتين، وغيرها مثل ظهور أعضاء تناسلية زائدة أو غامضة، إنها الكايميرا، يقول العجمي طبيب بكلية الدراسات التكنولوجية في الكويت ومقدم برنامج SciTalk أن كلمة كايميرا أصلها يوناني تعني «أنثى الماعز» وتم إطلاقها على كائن أسطوري مركب من رأس أسد، وجسد ماعز، وذيل ثعبان.
الكايميرا الميكروية
يحدث هذا النوع من الكايميرا عند النساء أثناء الحمل، فيهاجر عدد قليل من خلايا الجنين إلى دم الأم وأجهزتها المختلفة، وأحيانًا تستقر في دماغها، وهو ما يحدث في كل حمل تقريبًا وفقًا للعلماء، وحتى لو تنجب الأم الجنين وأجهضته، فتظل خلاياه حية داخل جسدها لفترات طويلة أو مدى الحياة.
فيمكن أن تكوني محتفظة الآن ببعض من أجزاء أو خلايا طفلك داخل جسدك حتى لو لم يولد، ومن غير المعروفحتى الآن مدى نفع أو ضرر تلك الخلايا على الأم، فاختلف العلماء بين قدرتها على تجديد خلايا الدم لدى الأم، أو التسبب في إصابتها بأمراض مختلفة.
والآن عزيزي القارئ، مع تأكيد العلماء على وجود واحد من بين كل 8 أشخاص كان له توأم لكنه انصهر معه وولد وحيدًا، فهل تتوقع أن تكون نصف شخص آخر، أو تحمل خلايا أخيك الذي لم يولد بداخلك؟.
