قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مصر والسودان في خندق واحد ومصير مشترك، وهو أيضًا ما يؤكد عليه كل الأشقاء السودانيين في إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين الدولتين الشقيقتين.
جاء ذلك خلال لقاءالفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس الانتقالي بدولة السودان الشقيقة، مع الدكتور محمد مختار جمعة،وزير الأوقاف،على هامش افتتاح مؤتمر الخرطوم الذي يعقد تحت عنوان: «الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر» قبيل افتتاح المؤتمر بقاعة الصداقة بالخرطوم صباح اليوم السبت.
شارك في المؤتمر وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني الشيخ نصر الدين مفرح أحمد، وزيرة المالية الدكتورة هبة محمد علي، حيث دار الحديث حول متانة العلاقات المصرية السودانية والتعاون المشترك بين وزارة الأوقاف المصرية ووزارة الشئون الدينية والأوقاف السودانية ولا سيما في قضايا التجديد ونشر معاني الوسطية والتسامح وقبول الآخر.
وأردف: أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، فكل ما يؤدي إلى قوة الدولة والحفاظ عليها وعلى تماسك بنائها ورقيها وتقدمها هو من صميم مقاصد الأديان ومراميها وغاياتها، وكل ما يؤدي إلى النيل من الوطن أو زعزعة أمنه أو استقراره لا علاقة له بالأديان ولا علاقة للأديان به، وكل الأديان منه براء،وقد قالوا: رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة ؛ لأن الأول له وطن يحمله ويحميه والآخر لا سند له في الداخل ولا في الخارج.
وتابع: ما بالكم إذا كان ما يجمعنا هو التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك،أما فيما يتصل بقضية التجديد بين الأصل والعصر، فأؤكد أن هذا الموضوع شديد الاتزان والتوازن بين الحفاظ على الثوابت وفهم طبيعة المتغيرات , فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت , وإنزال المتغير منزلة الثابت طريق الجمود والتشدد والتطرف، مع تأكيدنا أننا لن نستطيع أن نقضي على التشدد والتطرف ونقتلعه من جذوره إلا إذا واجهنا الانحراف والتسيب بنفس القوة والحزم، فما أمر الله (عز وجل) بأمر في الإسلام إلا حاول الشيطان أن يأتيك من إحدى جهتين لا يبالي أيهما أصاب الإفراط أو التفريط , غاية ما في الأمر أننا في حاجة ملحة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص , وعدم الوقوف عند آليات الحفظ والتلقين بالتحول إلى آليات الفهم والتحليل، يقول ابن القيم (رحمه الله): «وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِمُجَرَّدِ الْمَنْقُولِ فِي الْكُتُبِ عَلَى اخْتِلَافِ عُرْفِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَأَزْمِنَتِهِمْ وَأَمْكِنَتِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ وَقَرَائِنِ أَحْوَالِهِمْ فَقَدْ ضَلَّ وَأَضَلَّ».