- حسن جبر: من ينكر الاحتفال بذكرى المولد مطالب بالدليل
- عبد الباعث الكتاني: الصحابة احتفوا بمولد النبي في حياته
ألغت الطرق الصوفية في مصر احتفالاتها بالمولد النبوي هذا العام، بسبب جائحة كورونا، حيث كانت تنظم موكبا سنويا يمر من مسجد الجعفري بالدراسة وصولًا إلى مسجد الحسين، لكنها اكتفت بعدد من الندوات الدينية في بعض المساجد.
وأعلن الشيخ طاري الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية الصوفية، إلغاء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وقال "الرفاعي" في بيان له: "نظرًا للظروف التي تشهدها البلاد من ارتفاع أعداد الإصابات بوباء كورونا ودخولنا في الموجة الثانية للوباء وحفاظًا على أبنائنا، تقرّر إلغاء احتفالنا بالمولد النبوي الشريف لهذا العام الذي كان مقررًا يوم الثاني عشر من ربيع الأول، داعين المولى عز وجل أن يرفع عنا البلاء والوباء بجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم".
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه الطريقة الرفاعية الصوفية، الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المقرر له يوم 12 ربيع الهجري الموافق 29 أكتوبر الماضي، بعد الحصول على الموافقة الأمنية الخاصة بذلك، وكذلك تنظيم المواكب والقوافل الصوفية.
وقال الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، إن مشيخة عموم الرفاعية ستحتفل بالمولد النبوي الشريف كالمعتاد سنويًا بخروج الموكب الصوفي النهاري المعتاد يوم 12 ربيع أول عقب صلاة العصر من مسجد سيدي صالح الجعفري حتى ميدان مولانا سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه، الأمر الذي نفاه وتم إلغاؤه فيما بعد.
مؤسسة البيت المحمدي تحتفل بالمولد
لكن مؤسسة البيت المحمدي للتصوف والثقافة برئاسة الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، نظمت احتفالية دينية وعلمية احتفاءً بذكرى المولد النبوى الشريف.
وقال الدكتور محمد مهنا إن "حبنا للنبي أصيل في قلوبنا ويجب أن نتوحد في محبته وإن اختلفت أشكالنا وألواننا"، مسترشدًا بقول الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم في وصاياه: "يا بني البس عمامة أو جبة أو جلبابا لكن كن في خلقك محمديًا، اعمل طبيبًا أو مهندسًا أو مدرسًا لكن كن في خلقك محمديًا، وهو ما يجعلنا نتلمس الخطى لكي نسير على دربه في الخلق والتقوى".
من جانبه، أوضح الدكتور طه حبيشي، عضو هيئة كبار العلماء، أن الله عصم النبي في الجلوة وفي الخلوة وأن من يؤذونه بأقلامهم وألسنتهم فسيكون عقابهم من الله شديد في الدنيا والآخرة، وقد كان لنا في قصص السابقين عبرة ممن تجرؤ عليه وآذوه بألسنتهم وأفعالهم.
وألمح الدكتور حسن جبر، عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن اللغة العربية ثرية وفيها من البلاغة والفصاحة ما يؤكد شرف النبي، فالمضاف يستمد الشرف من المضاف إليه ولهذا نقول رسول الله فيكفينا شرفًا أننا ننتسب لمن يضاف ذكره إلى الله، مشيرًا إلى أن من ينكر الاحتفال بذكرى المولد فهو من يطالب بالدليل وليس من يحتفي به لأنه لم يرد نهى عن ذلك فالاحتفال به ذكر وذكر الله لا يقبل إلا بنبيه، فالتوحيد مقرون بالنبي فلهذا نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولهذا فمن يبدع شيئًا فعليه أن يأتي بدليله.
وأكد الشيخ محمد زكي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، وعضو اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر، أن خيرية الأمة لن تتحقق إلا بالذكر والشكر فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون، مشيرا إلى أن النبي فاق الكل في مظهره وجوهره وقد زكاه المولى عز وجل فقال فيه "وإنك لعلى خلق عظيم"، فعلينا أن نقتدي به ونظهر غيرتنا في الدفاع عنه وذلك بتمسكنا بهديه والعمل على تطبيق وصاياه.
وأبدى زكي تعجبه قائلا: "أتعجب ممن ينكرون الاحتفال بالنبي في وقتنا الحالي فذكر الله والصلاة على النبي، والتقرب لله بالعمل الصالح وإطعام الطعام لا جدال فيهم".
فيما قال الدكتور فتحي حجازي، أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، إن الله جعل له الحسن كله لكن لم يجعل في جماله الفتنة لأن الله كسا هذا الجمال بالجلال فغطى الجلال الجمال، وقد قال عمر بن الخطاب في وصفه "كان أضوأ من القمر"، ويجب علينا أن نفرح بالانتساب له فعندما نسمع اسمه مع اسم الله في الأذان فعلينا أن نفخر بأننا ننتسب له صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني إن الصحابة احتفوا بمولد النبي في حياته، وإن يوم الاثنين قد كرمه الله بالذكر والشهرة لمولد النبي فيه، وإن كل فضل في حياتنا يرجع للذكرى الأساسية وهي مولد النبي فلولاه ما عرفنا الإسلام، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة للناس أجمعين ولم يكن خاصا بالمسلمين، مستشهدا بقول المولى عز وجل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
الاحتفال في الحسين
واحتفل الطرق الصوفية مساء الخميس الماضي، بمسجد الإمام الحسين بذكرى المولد النبوى الشريف، وبحضور مشايخ الطرق الصوفية وعدد من علماء التصوف والأزهر الشريف بعدد قليل، خاصة مع انتشار فيروس كورونا المستجد القاتل الذي تسبب في منع مواكب واحتفالات الصوفية بالمولد النبوى الشريف هذا العام.
وشارك في الاحتفال الدكتور عبد الهادى القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور علي جمعة، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية ومفتي الديار المصرية السابق، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة العلمية للطرق الصوفية، والشيخ محمد مختار الدسوقي، شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، والشيخ الحسين سلامة الراضى، شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية، والشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، والشيخ هاني الإمبابي، شيخ الطريقة الإمبابية.