- مجموعة مسلحة استهدفت سيارة محسن فخري زاده في قلب طهران
- مدير الموساد السابق أقنع نتنياهو باغتيال العلماء الإيرانيين بدلا من تخريب المفاعلات
- 4 من كبار علماء البرنامج النووي الإيراني تعرضوا للاغتيال بين عامي 2010 و2012
- المسئول الامني الإيراني عن ملف اغتيال العلماء النووين هرب إلى إسرائيل
تعرض اليوم واحد من أكبر علماء إيران في المجالين النووي والصاروخي للاغتيال، إثر استهداف مجموعة مسلحة لسيارته في قلب العاصمة الإيرانية طهران.
أكدت وسائل إعلام رسمية إيرانية مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، إثر هجوم وصفته بالإرهابي وقع بمنطقة دماوند في العاصمة الإيرانية، قُتل على أثره فخري زاده وعدد من مرافقيه.
وسارع حسين دهقان وزير الدفاع الإيراني السابق والمستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي إلى تحميل إسرائيل مسئولية اغتيال فخري زاده، قبل أن تتضح الملابسات الكاملة للهجوم والجهة التي تقف وراءه.
وكشف كتاب صدر في يناير 2018 بعنوان "انهض واقتل أولًا" من تأليف الصحفي الإسرائيلي الشهير ومراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" لشئون المخابرات رونين برجمان، كشف عن ضلوع إسرائيل في اغتيال عدد من علماء إيران في المجال النووي، وكذلك قيامها ببيع قطع غيار فاسدة لمفاعلات طهران النووية.
وبحسب قناة "العربية"، استعرض برجمان في كتابه من واقع نحو ألف مقابلة أجراها، تكتيكات الاغتيال التي استخدمتها إسرائيل بدلًا من شن حرب، وذلك للتخلص من حوالي 6 علماء إيرانيين في المجال النووي.
ومن بين المصادر الهامة التي اعتمد عليها برجمان في كتابه، مائير داجان الذي ترأس الموساد طيلة 8 سنوات وتوفي عام 2016. ففي نهاية فترة خدمته في الموساد، اختلف داجان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مسألة شن عمل عسكري ضد إيران.
وكان نتنياهو يرى أن الأساليب المخابراتية والتي تتمثل في بيع قطع غيار فاسدة للمفاعلات الإيرانية ليست كافية. إلا أن داجان كان يرى، بحسب ما نقل عنه برجمان، أن التكتيكات المخابراتية وخاصة الاغتيالات، هي التي تقوم بالمهمة، معطيًا المثل بأنه "في بعض الأحيان من الأفضل أن تقتل السائق، بدلًا من أن تمد سيارته بقطع غيار فاسدة".
وخلال عامين فقط بين 2010 و2012، تعرض 4 علماء نوويين إيرانيين للاغتيال؛ هم مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي نجاد، ومصطفى أحمدي روشن
وقتل مسعود محمدي في انفجار دراجة مفخخة وضعت قرب منزله شمالي العاصمة طهران في 12 يناير 2010. وذكر التلفزيون الإيراني أن القنبلة وضعت في دراجة نارية بالقرب من منزل الأستاذ الجامعي وتم تفجيرها بالتحكم عن بعد لدى مروره قربها.
وكان مجيد شهرياري فيزيائيًا وعالم فيزياء نووية يقوم بدور أساسي في إدارة برنامج إيران النووي. واغتيل بواسطة قنبلة لاصقة في 29 نوفمبر 2010. واتهمت السلطات الإيرانية الموساد باغتياله.
واغتيل داريوش رضائي نجاد في يوليو 2011 على يد مسلحين مجهولين كانوا يمتطون دراجات نارية، خارج البوابة الأمامية لمنزل أسرته، وكان أحد أبرز المشاركين في البرنامج النووي الإيراني. وبعدها خرج رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بتصريح مُثير اتهم فيه الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال.
وقُتل مصطفى أحمدي روشن كذلك بواسطة قنبلة ألصقت بسيارته على يد راكبي دراجة نارية بالعاصمة طهران في 11 يناير 2012، بعد يوم واحد من إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك ووزير الدفاع الحالي بيني جانتز أن "سنة 2012 ستكون سنة حاسمة بالنسبة لإيران بسبب الأمور التي تحدث لها بدون سبب طبيعي".
وفي أغسطس 2019، خرج عبد الله شهبازی، الأستاذ الجامعي والباحث والمؤرخ الإيراني المعروف بأنه من المقربين من الأجهزة الأمنية، بمعلومة غريبة، تفيد بهروب المسئول الأمني الإيراني عن ملف اغتيال العلماء النوويين إلى إسرائيل.
وقال شهبازي الذي كان يشغل لمدة عشر سنوات منصب مدير "معهد الدراسات والأبحاث السياسية" المقرب من وزارة الاستخبارات الإيرانية، في مقال عبر قناته الخاصة على تطبيق "تلجرام" إن "أجهزة المخابرات الإسرائيلية اخترقت أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية، لدرجة أن مسئول ملف اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين فر إلى إسرائيل".
وجاءت تصريحات شهبازي عقب تصاعد جدل أثير حول ملابسات اغتيال علماء نوويين، بعد عرض فيلم وثائقي بثته قناة "بي بي سي" الفارسية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، كشف خلاله أحد المتهمين عن كيفية تلفيق التهم له وعشرات آخرين ممن تم إعدام بعضهم باعترافات قسرية أخذت منهم تحت التعذيب.
وکشف مازيار إبراهيمي من خلال الفيلم الوثائقي کیف اعتقل وعُذب في وزارة الاستخبارات الإيرانية عام 2012 ليعترف قسرا بالتورط في اغتيال علماء نوويين إيرانيين لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".
ووفقا للمؤرخ شهبازي "تشير بعض الشائعات إلى أن مسؤول ملف المعتقلين المتهمين باغتيال العلماء النوويين، والذي قام بإنتاج وثائقي مثير للجدل تحت عنوان "نادي الإرهاب" على أساس اعترافات قسرية أخذت من المعتقلين، بمن فيهم مازيار إبراهيمي وغيره، قد هرب إلى إسرائيل".
وأضاف أن "السؤال الذي يطرح هو لماذا لا تقوم السلطات الإيرانية بالكشف عن تفاصيل هذه القضية وتتخذ مواقف عجيبة من خلال إلقاء اللوم على هذا وذاك والتستر على جزء من تاريخ الاستخبارات الإيرانية".