ارتفعت وفيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في تركيا إلى مستوى قياسي لليوم السابع على التوالي، أمس الأحد، في الوقت الذي يزداد عدد الإصابات الجديدة، رغم تشديد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، الإجراءات لاحتواء الموجة الثانية من الوباء، وإصراره على أن بلاده تسيطر على الوضع الوبائي.
ووفقًا لوكالة "رويترز" للأنباء، أعلن أردوغان إجراءات أكثر صرامة الفترة الماضية، بما في ذلك حظر التجول ليلا في عطلات نهاية الأسبوع، وتقييد تحركات الأشخاص، والانتقال إلى التعليم عبر الإنترنت، والحد من ساعات العمل في المطاعم والمقاهي واقتصارها فقط على بيع الوجبات الجاهزة وخدمات التوصيل.
ومع ذلك، فإن هذه التحركات لم تفعل شيئًا يذكر وفشلت في وقف الارتفاع القياسي في إصابات ووفيات فيروس كورونا في تركيا، حيث بلغ عدد ضحايا الوباء أمس الأحد 185 حالة جديدة، أي بنسبة 45 ٪ وهو أعلى عدد سجلته البلاد من ذروة الموجة الأولى في أبريل.
فيما تم الإبلاغ عن أكثر من 29000 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الـ 24 ساعة الماضية، فيما سجلت السلطات أول أمس السبت أعلى رقم منذ تفشي الوباء وهو 30103 حالة، لكن السلطات لم تدرج سوى الحالات التي لا تظهر عليها أعراض - كما فعلت معظم الدول الأخرى بانتظام.
وطالب عدد من الأطباء والسياسيين بفرض إجراءات أكثر صرامة، لكن الحكومة حريصة على تجنب المزيد من المعاناة الاقتصادية المتفاقمة.
وفي تصريح خاص لوكالة "أسوشيتد برس"، قالت رئيسة اتحاد نقابات الأطباء الأتراك، شبنم كورو فنجانجي، إن المستشفيات التركية تعاني من الاكتظاظ، والكوادر الطبية منهكون، فيما يبذل المسؤولون المعنيون بمتابعة تفشي كورونا جهودا يائسة في محاولة لرصد اتصالات المرضى.
وشددت فنجانجي على ضرورة فرض "إغلاق شامل لمدة أسبوعين على الأقل، أو حتى أربعة أسابيع، وهي المدة التي يعتبرها العلماء الأمثل".
ومن جانبها، حذرت، إبرو كيرانر، التي تترأس اتحاد ممرضي الرعاية المركزة الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، من أن غرف الرعاية المركزة في مستشفيات المدينة مكتظة بالكامل تقريبا، مشيرة أيضا إلى نقص في الكوادر الطبية، مضيفة أن "ممرضو غرف العناية المركزة لا يستطيعون العودة إلى حياتهم الطبيعية منذ مارس، ولم يرهم أطفالهم دون كمامات منذ أشهر".
ولطالما حذر اتحاد نقابة الأطباء، الذي سبق أن تعرض لانتقادات من قبل الحكومة، من أن الأرقام الرسمية تضلل الجمهور بشأن واقع حجم تفشي الفيروس في البلاد؛ مرجحا أن الحصيلة الحقيقية تصل إلى 50 ألف إصابة يوميا على الأقل.
وفي أعقاب ذلك، غيرت الحكومة طريقة نشر البيانات الإحصائية عن مستجدات الجائحة، وانتقلت من إحصاء حصيلة المصابين الجدد الذين يتلقون العلاج في المستشفيات إلى نشر إجمالي عدد المرضى الجدد الذين تم تشخيص إصابتهم مختبريا.
وبدوره، أعرب عمدة اسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، أيضا عن شكوكه في الحصيلة الرسمية، مشيرا إلى تسجيل 186 وفاة ناجمة عن الوباء في مدينته وحدها في 22 نوفمبر، فيما أعلنت الحكومة عن تسجيل 139 وفاة على مستوى البلاد في ذلك اليوم.
ولفت إمام أوغلو، إلى أن متوسط حالات الدفن اليومية في المدينة يبلغ الآن نحو 450، مقارنة مع 180-200 فقط في نوفمبر العام الماضي، مشددا على أنه لا يمكن تجاوز تفشي الوباء إلا من خلال عملية شفافة.