قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مصطفى الشيمي يكتب: 2020 عام الأطقم الطبية


دفعنى لكتابة هذا الرأى التقرير التى نشرته منظمة الصحة العالمية عن التكلفة التي نتكبدها من جراء فاشيات الأنفلونزا الضخمة التى تفوق بكثير تكلفة الوقاية منها.

وقد قُدرت تكلفة التأهب للجائحة بأقل من دولار أمريكي واحد للشخص سنويا ، وهو أقل من 1٪ من التكاليف المُقدَّرة للاستجابة للجائحة ... !، وأكد التقرير أن في هذا العالم المترابط والمتداخل لا يمكنا السؤال بهل سنواجه جائحة أخرى أم لا ، بل متى سنواجهها ، فلا مفر من اندلاع جائحة أنفلونزا أخرى فى المستقبل القريب ولن ينجو بلد واحد من الضرر الناجم عن تلك الجائحة .

ففي عام 1918 اندلعت أكثر جوائح الأمراض المعدية فتكا في التاريخ المُدوَّن ، ومنذ ذلك التاريخ اندلعت ثلاثة جوائح أنفلوانزا اجتاحت العالم في أعوام 1957، 1968، 2009 واختتمت فى 2019 بجائحة كورونا التى أودت بحياة الألاف وأصابت الملايين حول العالم ، وبين سطور المقاومة أثبت أصحاب البلاطي البيضاء من الأطقم الطبية طيلة العام المنصرف قدرتهم على مواجهة الفيروس في معقل وجوده ، و قاوموا بأجساد صلبة و أيامًا مرهقة يتواصل فيها العمل طيلة ال 24 ساعة، أيامًا يتم استدعائهم للمستشفيات فجرًا لسد العجز بسبب زيادة عدد المصابين ، ففي أوقات الكوارث والأوبئة والجوائح، تتعطل المدارس والجامعات، وتعلن الدول حظر التجوال تتوقف حركة الطيران والسفر، وتتعالى نداءات التحذير بالزم بيتك.. واحمِ نفسك، هذه النداءات لا تصلح للعاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وعمال وإداريين يجدون أنفسهم في الصفوف الأولى على خط النار.

عندما نسمع قصصا لأطباء وممرضين يواجهون فيروس كورونا، فإن الصورة التي ترسم في أذهاننا هذا الزي والكمامات والقرب الشديد من الأشخاص الحاملين للمرض. ولكننا غفلنا عن جانب أهم وهو كيف تأثرت حياتهم الشخصية وعائلاتهم بالتحديد ، كيف يتم تجهيز أنفسهم للمجهول لأنه مرض لا يعرفون الكثير، كيف تولد الخوف لديهم، فالخوف لا ينتج فقط من رؤية تأثير الفيروس على الآخرين ولكن أن يصاب أجسادهم بالفيروس وأن وينشروا المرض فى محيط معارفهم ... كيف تجلس الممرضات مع المصابين فى مستشفيات العزل والتعامل معهم بشكل مباشر ... كيف جسدوا بين المصابين أدوار الأخصائية الاجتماعية والممرضة والأم التي تساعد وتهدي والأخت التي تدعم والابن وقت الفضفضة ... كيف تغيرات جلودهم من كثرة غسل اليد واستخدام المواد المعقمة والكمامات التي تترك آثارا على الوجه والأذن . ناهيك عن الجفاف في الأنف والفم والذي أصابهم فى شهر رمضان بسبب العطش. ولكن كل هذه الأمور تنتسى عندما يتم إنقاذ حياة مريض ...

أن تكون داخل أسرة الأطقم الطبية داخل مستشفيات العزل ليس بالأمر السهل فمعدلات الإصابة عالميا بالفيروس بين الأطقم الطبية تتراوح بين 10 و15 في المائة من إجمالي الإصابات، واحصائيات " جمعية الصحة العالمية " أننا العالم يحتاج إلى 9 ملايين عامل وعاملة إضافيين في مجالَ التمريض إذا ما كنا نرغب فى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030.

وهؤلاء قاموا بدور عظيم حتى الآن، وما زالوا داخل التجربة بعد التعرض للموجهة الثانية من فيروس كورونا . فى صمود يستحق التقدير والاشادة فهم يتحملون مخاطر كبيرة في سعيهم لإنقاذ المرضى، علاوة على الضغوط النفسية الهائلة وهم يرون من يفقدون حياتهم جراء المرض . تجاربهم الإنسانية فريدة وعميقة وتستحق السرد لأعوام وستكون فى لوحة شرف الانسانية بحروف من نور وفداء، هذا الكادر يخلد الدور الذى نشأ من أجله القطاع الصحى فى مصر منذ قرن ونصف، الدور الذى يجب علينا تقديره على ما قدموا وما سيبذل من جهد لينقذوا كل عزيز وغال . و بالفعل تستحق 2020 أن تكون عامًا الأطقم الطبية بما فيه من أطباء ومساعدين وممرضين وعمال نظافة وكل من ساهم ببناء سد الأمان امام الجائحة ومنعوا تفشى الوباء بيننا.

حفظنا الله وإياكم.