الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخليفة المزيف يبحث عن طوق للنجاة.. محللون: دعوات تركيا لترسيم الحدود البحرية مع مصر تهدف للوقيعة بين القاهرة وأثينا وتخفيف الضغط على أنقرة

أردوغان
أردوغان

كشفت مصادر لشبكة "العربية"، اليوم الأربعاء، أن القاهرة تلقت برقيات عبر مسؤولين أتراك لعقد اجتماعات ثنائية.

وأكدت المصادر أن القاهرة لم تتفاوض مع تركيا بشأن ترسيم الحدود في شرق المتوسط ، وأن مصر متمسكة بدخول قبرص واليونان في أي مفاوضات مع تركيا بشأن ترسيم الحدود البحرية.

ونقلت "العربية" عن المصادر قولها إن أنقرة طالبت بعقد اجتماع مع القاهرة بشأن ترسيم الحدود في شرق المتوسط.

وجاء ذلك ردا على مزاعم وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، حول احتمال تفاوض تركيا ومصر على ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط إن أتيحت الظروف.

ونقل تلفزيون "تي.آر.تي عربي" عن أوغلو، قوله "يمكننا توقيع اتفاقية مع مصر من خلال التفاوض على المساحات البحرية".

وقلل المحللون من الخطوة التركية قائلين أنها لا تحمل نوايا صادقة بل هدفها خبيث وهو الوقيعة بين القاهرة وأثينا التي ترفض أي اتفاق مع أنقرة بسبب العداء التاريخي بينهما، مؤكدين أن مصر لا تنطلي عليها مثل هذه الدعوات.

البحث عن طوق نجاة
قال المحلل السياسي التركي جودت كامل، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يبحث عن مخرج بعد المأزق الذي وجد نفسه به نتيجة فشل كل الاتفاقيات التي أجراها بمنطقة المتوسط خاصة مع ليبيا، لذا يسعى للتوصل لاتفاق مع مصر بشأن تعيين الحدود في شرق المتوسط.

وأضاف "كامل" في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن تركيا تهدف من الاتفاق مع مصر إلى الضغط على اليونان التي ترفض أي تواصل معها بسبب الخلافات الأزلية بينهما، لافتا إلى أن أثينا قامت بتوقيع اتفاق مع روما وهو ما يجعلها في موقف قوى على العكس من أنقرة التي ضاق بها الخناق ولم يعد أمامها أي مخرج.

وعن موقف القاهرة من المخاطبات التركية قال "كامل"، إن الفيصل الوحيد صدق النيات، ولا بد أن تتأكد مصر من أن تركيا صادقة ولا تراوغ، مضيفا: لا أجد مانعا من الاتفاق شريطة أن يتأكد المسؤولون في مصر أن أردوغان لا يراوغ وأن موقفه سليم، لأن الاتفاق سيمنح مصر قوة خاصة في إنتاج الغاز. 

كسر الحصار والضغط على أثينا
قال الدكتور بشير عبد الفتاح، خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الدعوات أو المبادرات التركية بشأن تعيين الحدود البحرية مع مصر، ليست الأولى من نوعها، وإنما ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأكثر من مسؤول ببلاده قبل ذلك إلى تلك المسألة.

وأضاف "عبد الفتاح" في تصريحات لـ صدى البلد، إن كل هذه المبادرات تأتي في سياق الرغبة في كسر الحصار وتهدئة الضغوط الدولية على تركيا؛ بعدما تحولت من سياسة صفر مشاكل إلى الكل مشاكل، دخلت في عداء مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وقبرص واليونان وفرنسا لذا هي تريد تخفيف الضغوط من خلال هذه الدعوة.

وأشار "عبد الفتاح"، إلى أن الرد المصري كان متوازنا، لأن مصر وقعت اتفاق تعيين حدود مع قبرص واليونان، لذلك يصعب تعيين الحدود مع تركيا بدون إشراك الدولتين، لان التعيين يتم بالتوافق بين الدولة المتشاطئة، لذلك هذا الرد سيفحم الجانب التركي ويجعله يتراجع؛ لأن أنقرة ترفض تعيين الحدود مع القاهرة وأثينا ونيقوسيا بناء على الاتفاقية العامة للبحار عام 1982، لأن أنقرة لا تعترف بهذه الاتفاقية ولم توقع عليها ولا تريد تعيين الحدود  بناء عليها.

واختتم "عبد الفتاح" قائلا: هي محاولة لتخفيف الضغوط على أنقرة، ولاستمالة الجانب المصري، وكسر وتذويب الجليد مع مصر، مؤكدا أن أنقرة ليست جادة في هذا الأمر وستتوارى دعوتها، معقبا: كان الأولى بها الترسيم مع أثينا ونيقوسيا لأنهما الأقرب إليها  من مصر جغرافيا، فالقاهرة بعيدة ولا توجد معها مشكلة  على الحدود.

تهدف للوقيعة بين القاهرة وأثينا
قال الباحث السياسي فادي عيد، إن الدعوات التركية الموجهة إلى مصر بشأن تعيين الحدود البحرية فيما بينهما تهدف لـ "دق إسفين" بين القاهرة وأثينا على حد قوله، والضغط على اليونان بسبب موقفها الرافض للاتفاق مع أنقرة.

وأضاف "عيد"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تركيا لن تصدق النوايا مع مصر، ولكن تحركاتها هدفها اليونان بالدرجة الأولى، فمنذ يومين كانت هناك تصريحات لتخفيف التوتر مع فرنسا الحليف الأهم بالنسبة لليونان، والداعم الأكبر لها عسكريا في مواجهة التدخلات التركية، وهذا دليل على أن أنقرة تسعى لتوتر العلاقة بين أثينا وحلفائها. 

واختتم "عيد" "مصر لن تتخلى عن حلفائها في شرق المتوسط ومتمسكة بالاتفاق مع اليونان وقبرص، لذا كان ردها حاسما بأنه لا تفاوض أو اتفاق دون وجود أثينا ونيقوسيا، في حالة إذا ما صدقت النوايا التركية وتريد فعلا تعيين الحدود مع مصر".