الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد مصطفى يكتب: منتدى أسوان وتنمية أفريقية بزعامة مصرية

صدى البلد

انطلقت يوم الاثنين الماضي ، النسخة الثانية من فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، تحت عنوان «صياغة رؤية للواقع الإفريقي الجديد..نحو تعاف أقوى وبناء أفضل».تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي باني مصر الحديثة وصانع النهضة وحامل لواء وزعامة القارة الأفريقية.
ومن المقرر أن تنتهي فعاليات هذا المنتدى والمُقرر لهُ خمسة أيام غدًا الجُمعه الخامس من مارس ، وتم خلاله مناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية.
وركزت  النسخة الثانية من منتدى أسوان على سبل التعافي من جائحة كورونا بما يُسهم في تحقيق أهداف أجندة ٢٠٦٣ للاتحاد الإفريقي والتي تم إطلاقها خلال الاحتفالات بالذكرى ال50 لتأسيسه، حيثُ أطلق الاتحاد الأفريقي رؤية جديدة للقارة الأفريقية تحت عنوان: “أجندة 2063″، وحددت لنفسها هدفًا وهو “أفريقيا التي نريد” . وقد عٌرِضت هذه الخطة من قبل 54 عضوًا من الاتحاد على أنها دعوة للعمل في جميع المجتمعات الأفريقية، لبناء قارة مزدهرة ومتحدة، والتي تقوم على قيم ومستقبل مشترك.
وتعتمد “أفريقيا التي نريد” في تحقيقها على بنك التنمية الأفريقي، والقيادة السياسة الاستراتيجية والتكامل الإقليمي وخلق فرص عمل لجميع الأفارقة بما في ذلك النساء والشباب، وتسوية النزاعات .
تتمثل أهداف الأجندة في 18 هدفًا تتفرع من التطلعات والطموحات الأفريقية السبعة وهي:
الطموح الأول: أفريقيا مزدهرة من خلال النمو الشامل والتنمية المستدامة والقضاء على الفقر, وتحقيق رخاء وازدهار مشترك عن طريق التحول الاجتماعي والاقتصادي للقارة.
الطموح الثاني: قارة متكاملة ومتحدة سياسيًا, تستند على المثل العليا لعموم أفريقيا وعلى رؤية نهضة أفريقيا منذ 1963. فلقد استلهمت الوحدة الأفريقية من روح أفريقيا الشاملة مع التركيز على الحرية والاستقلال السياسي والاجتماعي, وبدافع من التنمية القائمة على الاعتماد على الذات وتقرير مصير الشعوب مع الحكم الديمقراطي ومحوره الإنسان.
الطموح الثالث: يجب على أفريقيا أن يكون لديها ثقافة عالمية للحكم الرشيد, والقيم الديمقراطية, والمساواة بين الجنسين, واحترام حقوق الإنسان, والعدالة وحكم القانون.
الطموح الرابع: أفريقيا سلمية وآمنة من خلال توظيف آليات تحقيق السلم وحل الصراعات على كل المستويات, وغرس ثقافة السلام والتسامح لدى الأطفال الأفارقة والشباب من خلال التعليم المدني.
الطموح الخامس: قارة ذات هوية ثقافية وميراث وقيم وأخلاق مشتركة من خلال ترسيخ التاريخ المشترك لعموم أفريقيا وقيم الكرامة والهوية والميراث واحترام التنوع الديني للشعوب الأفريقية ومواطني الشتات.
الطموح السادس: يجب إشراك وتضمين كل المواطنين الأفارقة في صنع القرار في كل المجالات, بحيث لا يستبعد أي طفل أو امرأة أو رجل بسبب النوع أو الانتماء السياسي والديني والعرقي أو العمر أو أي أسباب أخرى.
الطموح السابع: أفريقيا قوية ومتحدة ولاعب مؤثر وهام في الشئون العالمية, وذلك لأهمية الوحدة الأفريقية والتجانس في وجه التدخل الخارجي المستمر الذي يحاول تقسيم القارة وفرض ضغوط وعقبات على بعض الدول.
وقد ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين الماضي ، كلمة في الدورة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.
وأكد الرئيس السيسي، خلال كلمته، أن الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كورونا" حالت دون أن نعاود اجتماعنا وجهًا لوجه في مدينة "أسوان" العام الماضي إلا أن مصر حرصت على عقد الدورة الثانية من المنتدى بشكل افتراضي للبناء على قوة الدفع الذي ولدته الدورة الأولى.
كما أكد الرئيس، أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في مطلع هذا العام لخـيـر مثال على نجاح جهـودنـا الجماعية، مؤكدا دعم مصر الكامل لها وعلى ضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاقاتها واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل السياسات الخاصة بها.
وهو اتفاق لتسهيل الحركة التجارية بين الدول الموقعة عليه، ولكن على مراحل زمنية متفرقة وليس تطبيقا فوريا بمجرد التوقيع على هذه الاتفاقية، ويعتبره المهتمون بشأن التجارة فى العالم هو الاتفاق الأكبر من حيث الدول المشاركة فيه منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية، وبالطبع مصر من أوائل الدول الأعضاء بمنطقة التجارة الحرة القارية.
ومنطقة التجارة الحرة القارية عبارة عن منطقة تجارة حرة تضم فى عضويتها كافة دول الاتحاد الأفريقى (55 دولة)، بهدف إزالة القيود غير الجمركية أمام حركة التجارة البينية الأفريقية، وبالتالى خلق سوق قارى لكافة السلع والخدمات داخل القارة الإفريقية.
ويضم الاتفاق أكثر من مليار نسمة ويفوق حجم الناتج المحلى الإجمالى للدول الأعضاء عن 3 تريليونات دولار، مما يؤدى إلى إنشاء الاتحاد الجمركى الأفريقى وتطبيق التعريفة الجمركية الموحدة تجاه واردات القارة الإفريقية من الخارج.
وتكمن أهمية هذا الاتفاق فى أنه يضم سوقا ضخما، مما يزيد من حركة الاستيراد والتصدير بين الدول الموقعة على الاتفاقية، وهنا فى مصر يمكن أن تضاعف مصر صادرتها إلى دول القارة السمراء.
وفي إطار دعم مصر للتنمية المستدامة في أفريقيا فقد قامت الحكومة بتنفيذ العديد والعديد من المشروعات ومازالت .
وتمثلت أبرز المشروعات التى تنفذها وزارة الرى في إنشاء 5 سدود، وحفر 75 بئر جوفي، وميكنة 2 بئر جوفي لتوفير مياه الشرب النقية بأوغندا، وأيضًا حفر 180 بئر جوفي في كينيا، و60 بئر جوفي في تنزانيا، و10 آبار جوفية بإقليم دارفور، فضلًا عن تنفيذ 6 محطات مياه شرب جوفية لتوفير مياه نقية لمواطني مدينة جوبا بجنوب السودان، وتدريب 437 متدرب أفريقي من خلال أكثر من 35 دورة في مجال الإدارة على المستوى الحقلي وتصميم وصيانة السدود وغيرها.
كذلك تقوم مصر بإنشاء مركز للتنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية في إطار التعاون الثنائي بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية لتعظيم الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وأيضًا تقوم بتنفيذ مشروع لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى في أوغندا منذ 1999، أيضا تم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار بجنوب السودان وإعداد دراسات الجدوى لإنشاء سد "واو"، بالإضافة إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي بغرب أوغندا وجاري التحضير للمرحلة الثانية، ويهدف المشروع إلى حماية المقاطعة من أخطار الفيضان، وحماية الممتلكات والمواطنين من التشريد.

كما تتواجد المقاولون العرب بداخل 23 دولة أفريقية عبر تنفيذ حزمة ضخمة من مشروعات البنية التحتية، وأعمال الطرق الكبرى، بالإضافة إلى المشروعات السكنية، والصحية، كإنشاء المستشفيات الكبرى، ومشروعات الطرق الضخمة وتستحوذ على النصيب الأكبر من إجمالى حجم الأعمال بدول القارة الإفريقية، والذى يتراوح بين مليار إلى مليار ونصف دولار سنويًا.
كذلك قامت الشركة بتنفيذ مشروعات ، أبرزها إنشاء مجمع الحكومات، ومقر حاكم ولاية لاجوس بنيجيريا، وإنشاء مدينة فيش تاون السكنية بالعاصمة مالابو، وقاعة الاحتفالات الرئاسية وتوسعة مطار غينيا الاستوائية، وكذلك إنشاء مبنى وزارة الخارجية والبنك المركزي الأفريقي بتشاد، وإنشاء مبنى السفارة النرويجية والهيئة الوطنية لإدارة البيئة في كمبالا بأوغندا، وأيضًا تصميم وتنفيذ مبنى وزارة الدفاع بالعاصمة الرواندية كيجالي، ومطار الناضور الدولي بالمغرب.
كذلك تعاقدت شركة المقاولون العرب على تصميم وتشييد سد ومحطة روفيجي للكهرباء بمنطقة "ستيجلر جورج" في تنزانيا، بتكلفة بناء بلغت 3.6 مليارات دولار، ويستغرق ثلاثة أعوام ليكون الافتتاح بحلول 2021، إذ يعد أحد أهم المشروعات التي تحتاج تنزانيا إليها منذ ستينيات القرن العشرين، ويهدف السد إلى توليد الطاقة، فمن المتوقع أن تصل إجمالي الطاقة من خلال السد إلى 2100 ميجاوات، عبر خط كهربائي عالي الجهد (400)، لدمجها في شبكة الكهرباء الوطنية التنزانية.
وقامت المقاولون العرب بتنفيذ مشروع تطوير وتوسعة قرية البضائع وملحق 2 بمطار أبيدجان بكوت ديفوار، وكذا مصنع أسمنت في عطبرة وكوبري على النيل يربط بين شندي والمتمة في السودان، ومشروع المرسى النهري بمدينة "أكواجوك" بجنوب السودان، فضلًا عن إنشاء كوبرى رادس – حلق الوادي، وكوبرى الطويل بتونس، ومبنى وزارة المالية بالجزائر.
وللحديث بقية فحجم الإنجازات المصرية في أفريقيا يحتاج إلي مئات من المقالات لرصدُه  ،،،