الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: الإمام زين العابدين «1»

صدى البلد

في مطلع التسعينيات  وفقني الله تعالى في عمل سلسلة كتيبات عن سادتنا أهل بيت النبوة  تحت عنوان ( أعلام أهل بيت النبوة )  وكان الغرض منها تعريف المحبين لأهل البيت وطلاب العلم بسيرة ومناقب أهل البيت  الأطهار منارات الأمة وبركتها فالكثير من المحبين والطلاب لا يعرف الكثير عن حضراتهم ويجهل مناقبهم . وكان ضمن السلسلة كتيب عن الإمام علي بن الحسين المكنى بزين العابدين .ذكرت فيه نسبه الشريف وبعض مناقبه وشئ من سيرته الكريمة العطرة وأدعيته ومناجاته لربه تعالى . وقد نفدت الطبعات التي طبعت في وقتها.. ومن هنا عزمت على تقديمها في عدة مقالات للانتفاع بها وها هو المقال الأول منها .. الإمام علي زين العابدين عليه السلام وهو إبن مولانا الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأحدى ريحانتاه . وأمه السيدة سلافة إبنة الملك يزدجرد آخر ملوك الفرس .وهو إبن الخيرتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( لله تعالى خيرتان من الناس فخيرته من العرب قريش ومن العجم فارس ) . ولزواج أبيه الإمام الحسين عليه السلام من أمه قصة ذكرها الإمام الزمخشري . قال ..أنه لما قامت الحرب بين المسلمين والفرس في زمن خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنتصر المسلمون وجئ له بالسبايا وكان من بينهن ثلاثة بنات ليزدجرد ملك الفرس أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببيعهن . فقال له الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه..يا أمير المؤمنين إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من السبايا ..فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.  فما ترى فيهن ياأبا الحسن ؟ .قال ..تقومهن ومهما بلغ ثمنهن قام به من يختارهن . فأخذ سيدنا عمر بن الخطاب برأيه وأشتراهن الإمام علي واخذهن وأعطى لولده الإمام الحسين واحدة فولدت له الإمام علي زين العابدين. وأعطى عبد الله بن عمر واحدة ومحمد إبن سيدنا أبي بكر رضي الله عنهما واحدة . وروي أن الإمام زين العابدين كان شديد البر بأمه كان ويحبها حبا جما ولقد كان من شدة بره لها أنه أنه لا يأكل معها في صحن واحد ولما سئل عن ذلك قال.. أخاف أن تسبق يدي إلى ما تسبق إليه عينيها فأكون قد عققتها .  ولد رضي الله عنه يوم الجمعة في بعض شهور سنة ثمان وثلاثون من الهجرة النبوية المباركة..وللإمام علي زين العابدين كنيات كثيرة كناه الناس بها منها . العابد والزاهد وزين العابدين  والتقي والزكي والأمين والسجاد والناسك  والسخي وخادم المساكين والصامت وجد الأشراف لأنه آخر من تبقى من ذرية الإمام الحسين في مأساة كربلاء ومنه كان إمتداد ذرية مولانا الإمام الحسين عليه السلام.. وللإمام زين العابدين مناقب فريدة وسيرة طيبة حميدة  حفلت بالعلم والعبادة والزهد  والورع والصبر والرضا وأعمال الخير والبر والمعروف والإحسان .. وعليه أثنى الأولياء والعلماء .. يقول عنه الإمام الزهري أحد من أسند إليه علم الأحاديث النبوية.. ( ما رأيت هاشميا  ولا قريشيا أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه ) ..وقال عنه الإمام مالك إمام دار الهجرة وثاني الأئمة الأربعة رضي الله عنه..قال. ( سمى بزين العابدين لكثرة عبادته وخشيته لله تعالى )  ..وقال عنه سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه..( زين العابدين هو سراج الدنيا وجمال الإسلام )..وقال عنه الإمام الشافعي رضي الله عنه..(علي بن الحسين أفقه أهل المدينة وأهل زمنه )  ..وقال عنه أبو نعيم صاحب مجموعة كتب حلية الأولياء .. ( هو زين العابدين ومنار القانتين . كان عابدا وفيا وجواد حفيا ).. عزيزي القارئ إلى اللقاء في المقال التالي بمشيئة الله تعالى. والإمام على زين العابدين رضي الله عنه..