الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاطمة يوسف تكتب: الإساءة الجنسية للأطفال

صدى البلد


قديما كنا نقول إن مجتمعنا محافظ  و" متدين بطبعه " فلا تنتشر بين أفراده الجرائم ذات الطابع اللاأخلاقى إلا أن الأحداث الأخيرة أدحضت هذه المعتقدات فباتت السوشيال ميديا تطالعنا من آن لآخر بالأحداث التى ترصد لنا جرائم التحرش بحق المرأة والطفل على وجه الخصوص.

فتتنوع أشكال الإساءات التي يتعرض لها الطفل كالإساءات الجسدية واللفظية والانفعالية وأخطر ما يتعرض له الطفل هو الإساءة الجنسية لما تحدثه من آثار تعيق النمو النفسى والانفعالى والبدنى وتجعل الطفل عرضة للاضطرابات والانحرافات.

وللأسف قد تهمل بعض الأسر الدعم النفسى للأطفال ويتم التعتيم خشية الوصمة الاجتماعية ، مما يسمح  للمجرم أن يفلت من عقابه.

والإساءة الجنسية "هى  استغلال الطفل من قبل بالغ أو مراهق لإشباع الرغبات الجنسية، من خلال ملامسة و مداعبة الأعضاء التناسلية للطفل، واستعراض المعتدى اعضائه التناسلية أمام الطفل مما قد يمثل انتهاكا لحرمة الطفل.

ومهما حاول الطفل التكتم على ما تحدث له فإن الكثير من الأعراض قد تعبر عنه أو تبوح عما بداخله من ألم ويمكن للأم أن تلاحظها ومنها:

1.الخوف من الظلام و اضطرابات النوم كالارق والكوابيس.
2.الانعزال والدخول فى الاكتئاب.
3. المبالغة بالنظافة الشخصية اواهمالها.
4. شكوى الطفل من المنطقة التناسلية كالآلام والنزف.
5. تغيير نمط الرسم كاستخدام اللونين الاحمر والاسود وصبغةرسوماته بمشاهد الحزن والجنس كما تتميز انماط لعبه بالعنف والعدوان.
6. النفور من الاخرين او الافراط فى اظهار المحبة لهم كاحتضانهم وتقبيلهم والتودد اليهم. 
7.اهتمام مبالغ فيه بالامور الجنسية او تجنبها تماما.
8. تدنى التحصيل الدراسي وانخفاض قدرات الانتباه والتركيز، واستخدام المدرسة للخلوة بنفسه.

ولأن الأسرة هى المدرسة الاولى التى تكسب الطفل المعارف والخبرات الاولى،  فانه يقع على عاتقها مسؤليات نحو التربية الجنسية للاطفال لما لها من دور هام تلعبه فى وقاية الطفل من الاساءة الجنسية يمكن ايضاحها كما يلى :

التعرف على خصائص ومتطلبات النمو للاطفال فى كل مرحلة عمرية
التفريق بينهم في المضاجع عند سن عشر سنوات.
عدم التهرب من اسئلة الطفل المحرجة المتعلقة بالجوانب الجنسية وإجابتها دون انفعال وتوتر وإجابتهم بما يتناسب مع مستوياتهم العقلية والعمرية.
توعية الطفل باجزاء جسمه لكي يدرك ان هناك أجزاءا من جسمه لا يجب ان يراها أو يلمسها احد.
تعوُيد الابناء على ستر عورتهم عند بلوغهم سن التميز، وآداب الاستئذان و اللباس والاحتشام.
تدريب الابناء على الأدوار والأنشطة المتعلقة بجنسه ذكر أو أنثى ، بحيث يتكون لديه اتجاهات ايجابية نحو جنسه وجسده.
تدريبهم على الرفض والتعبير بالصراخ والهروب وطلب المساعدة عند التعرض لاى اعتداء جنسي، واخبار الأسرة فور حدوث ذلك.
تنبيه الطفل بأن لا يذهب مع شخص غريب إلى مكان منعزل ، وألا يسمح لأحد بأن يجرده من ملابسه، وألا يقبل هدايا أو مغريات من الغرباء.
متابعة الأطفال عندما يختلون بأنفسهم اثناء اللعب دون اشعارهم بالرقابة.
الحذر من من إظهار العلاقة الجنسية أمام الأطفال، حتى لو كانوا من ذوي الإعاقات.
توجيه الاطفال من الصغر نحو تعلم القرآن الكريم، وتشجيعهم على ممارسة العبادات بما يتناسب مع اعمارهم لانها تهذب الخلق وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
تهيئة الفرص للابناء لممارسة الوانا مختلفة من الهوايات والانشطة لصرفهم عن النشاط الجنسى.

اما فى حالة اكتشاف الاسرة اساءة جنسية ، بالتأكيد ستشعر بالغضب ولكن يجب الا نزيد من توتر الطفل بتحميله مسؤولية ما حدث. بل و يتطلب منا الاتى:

اشعار الطفل بالامان واحتوائه واخباره انه المجنى عليه لكى تتيح له الحديث عما مر به لكى تفهم ابعاد الموضوع.
عرض الطفل على اخصائى نفسى لتلقى برنامج تدخل علاجى يخفف من الحدث الصدمى ، من خلال استرجاع هذه التجربة المؤلمة معه بالتفصيل وتفريغها انفعاليا حتى لا تظل اثارها مخزونة بداخله، وايضا للكشف عن تصورات ومعتقدات الطفل حول هذا الحادث وأثره عليه سلوكيا ، ومدى شعوره بالذنب والخجل أوالغضب، أو حتى الشعور بالمتعة ورغبته في تكرارها مرة أخرى، فكل حالة من هذه الحالات، تستدعي تدخلًا مختلفًا، يجب أن يوضح للأطفال أن عدم المامهم بالتصرف الصحيح هو الذى ادى لذلك ،كذلك يجب معرفة الى اتجاه غضب الطفل هل  هم الآباء ام المجرم .
اما اذا كان هناك الشعور بالمتعة، فيجب توضيح شذوذ هذه العلاقة، وأنه شعور يجب التخلص منه، لآنه غير طبيعي.

صرف انتباه الطفل عند ملاحظته شارد الذهن، ومنعه من الاختلاء بنفسه، والحرص على تواجده بين افراد الاسرة.
الحرص على بلاغ المختصين لكى ينال المجرم عقابه حتى لا تتكرر هذه الاساءة مع الاخرين، وايضا لان عقاب المجرم جزء من العلاج النفسى للطفل عندما يراه ياخذ عقابا رادع.

إعادة بناء الثقة بنفسه عن طريق التركيز على النقاط القوية ومدح إنجازاته، واشتركه فى انشطة ومهام يستطيع الانجاز فيها.